ما أهمية أول تدريب عسكري متعدد الجوانب عبر الفضاء الإلكتروني؟
قبل أيام أطلقت الولايات المتحدة وتايلند ودول آسيوية محورية أخرى أول مسار متعدد الجوانب لتدريب ميداني عبر الفضاء الإلكتروني ضمن مشروع "كوبرا غولد"، أكبر تدريب متعدد الجوانب في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وأكّد هذا التدريب تواصل الاهتمام بالمشروع المشترك بين واشنطن وبانكوك وتوسيع التعاون الإقليمي في هذا الإطار أيضاً.يشكّل "كوبرا غولد" تجسيداً حياً للتعاون الذي يتخذ طابعاً متعدد الجوانب بين الولايات المتحدة وتايلند، إذ يمكن اختصار قصة "كوبرا غولد" بما يلي: على مر عقود عدة تحوّل المشروع الذي بدأ على شكل تدريب ثنائي الجانب بين الولايات المتحدة وتايلند (أقدم حليفة لواشنطن في آسيا) إلى واحد من أوسع التدريبات المتعددة الجوانب في العالم اليوم، وهو يشمل بلداناً متعددة في أنحاء منطقة المحيطَين الهادئ والهندي.خلال هذه النسخة الأخيرة من تدريبات "كوبرا غولد" التي بدأت في أواخر الشهر الماضي، شاهدنا نسخة منها في الفضاء الإلكتروني، وشمل أول التدريبات السيبرانية المتعددة الجوانب الولايات المتحدة وتايلند ودولا آسيوية بارزة أخرى، وبعد تنفيذ أول تدريب ميداني على الإطلاق عبر الفضاء الإلكتروني بين هذين الحليفَين في عام 2019 (شمل القوات المسلحة الملكية التايلندية، ومشاة البحرية الأميركية، وحرس واشنطن الجوي)، أعطى الحليفان طابعاً متعدد الجوانب لهذا التفاعل بهدف إشراك جهات محورية أخرى.
جرى التدريب الميداني الثاني عبر الفضاء الإلكتروني بالقرب من مقر القوات المسلحة الملكية التايلندية خلال تدريب "كوبرا غولد" 2020، بين 24 فبراير و6 مارس، شمل هذا التدريب عناصر من الولايات المتحدة وتايلند، فضلاً عن مشغّلين سيبرانيين من اليابان وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة. وفق بيان صادر عن الجيش الأميركي، كان التدريب الميداني عبر الفضاء الإلكتروني عبارة عن عملية سيبرانية دفاعية مشتركة للتدرب على البيئة المحيطة، وشمل شبكة قائمة بحد ذاتها حيث تجتمع البلدان الستة لمراقبة شبكاتها الخاصة والدفاع عنها تزامناً مع نقل المعلومات وتقاسمها في ما بينها. ذكر البيان أيضاً أن هذا الالتزام المتعدد الجوانب نشأ غداة نجاح أول تدريب ميداني في السنة الماضية، علماً أنه كان يهدف حينها إلى تشجيع دول مشارِكة أخرى على إرسال ممثلين عنها إلى المؤتمرات المُخطط لها ثم المشاركة في تدريب هذه السنة.ليس مفاجئاً ألا تُكشَف تفاصيل كثيرة عن خصائص التدريب علناً أو مسار تطوره مستقبلاً، لكن كان هذا الالتزام تجسيداً آخر للنزعة المتزايدة إلى ضم جوانب متعددة إلى تدريب "كوبرا غولد" وتوسّع دور الفضاء الإلكتروني كمجال بحد ذاته ضمن هذا المشروع.* براشانث باراميسواران