علماء بريطانيون ينتقدون استراتيجية «مناعة الجمهور»
أكد علماء بريطانيون إن «استراتيجية المملكة المتحدة للفيروسات تخاطر بأرواح الكثيرين».وفي رسالة مفتوحة، كتب 229 عالماً من جامعات المملكة المتحدة إلى حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون يحضّونها فيها على اتخاذ تدابير أكثر صرامة للتعامل مع انتشار الفيروس، معتبرين أن «النهج الحالي للحكومة يخاطر بحياة أشخاص أكثر من اللازم».وبررت الحكومة مقاربتها غير المشددة لمواجهة المرض بالتأكيد على ان اتخاذ تدابير حاسمة في وقت مبكر قد يقلل من قدرة السكان على تقبلها عند بلوغ الأزمة ذروتها.
وأوضح جونسون أنه يعتمد على العلم في مقاربته هذه. و أمس الأول، اتجهت بريطانيا، رسمياً، لاستراتيجية جديدة أطلقت عليها اسم «مناعة الجمهور»، في محاولة منها لمواجهة فيروس «كورونا» الجديد بطريقة مختلفة.وفي تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية، وأثارت جدلاً واسعاً وأفعالاً مؤيدة ومخالفة، لمَّح كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، باتريك فالانس، إلى احتمال ترك الفيروس ليطال نحو 40 مليون من سكان المملكة المتحدة (ما نسبته 60%) للوصول إلى «مناعة الجمهور»، وهي نظرية معروفة تواجه أي فيروس بالفيروس ذاته.وحسب النظرية التي طرحها فالانس، فإن «إصابة 60% من المجتمع كافية لإحداث مناعة جماعية تكفي لإيقاف سلسلة انتقال العدوى من شخص إلى آخر».من جانبه قال البروفيسور إيان دونالد، وهو الطبيب المتخصص بالعوامل الاجتماعية والبيئية وعلم النفس السلوكي في مقاومة مضادات الميكروبات، بـ «جامعة ليفربول»، إن استراتيجية الحكومة البريطانية فيما يتعلق بفيروس «كورونا» أكثر دقة من تلك المستخدمة في بلدان أخرى، ومن المحتمل أن تكون فعالة للغاية.وتابع: بناءً على هذه الفكرة، تريد الحكومة في الوقت الحالي أن يُصاب الناس بالعدوى، حتى تمتلئ المستشفيات بطاقتها الاستيعابية، عند هذه النقطة، يبدأ تقليل الإصابات، ولكن ليس إيقافها. من الناحية المثالية تتم موازنتها حتى تصبح أعداد من يدخلون المستشفيات مساوياً لعدد مغادريها، لكن هذا التوازن يمثل مخاطرة كبيرة».أما بالنسبة للمدارس، فلا يمرض الأطفال كثيراً بشكل عام، لذا تفكر الحكومة في استخدامهم كأداة لإصابة الآخرين عندما تريد زيادة العدوى، وعندما تحتاج إبطاء الإصابة يمكن إيقاف هذا النهج، وعند هذه النقطة يغلقون المدارس، وفقاً لدونالد.