عندما ذكر محللو «ريستاد إنيرغي» في نوفمبر 2019 أن المستثمرين في شركات النفط الكبرى يستعدون للحصول على توزيعات نقدية، في ظل تحول الشركة نحو مصادر الطاقة المتجددة، لم يكن أحد منهم يعلم أن أسعار النفط ستهبط بعد عدة أشهر إلى مستويات لم تشهدها منذ سنوات.ومع انخفاض أسعار الخام مؤخراً، بعد فشل التوصل إلى اتفاق بين «أوبك» والمنتجين المستقلين، بدأت التساؤلات تشير إلى إمكانية تعرض شركات النفط الكبرى لمزيد من الضغوط في العام الحالي.
الانخفاض والسيولة
- في ظل الانخفاض الحاد لأسعار النفط، يرى محللون أن الأمر سيعني المزيد من الضغوط على شركات الخام الكبرى، التي لا تمتلك ما يكفي من السيولة لتغطية برامجها الطموحة للتوزيعات النفدية وإعادة شراء أسهمها.- لم تستطع هذه الشركات تغطية تلك البرامج عندما كان سعر «برنت» قرب 60 دولاراً للبرميل، فكيف سيكون الوضع مع تراوح السعر دون 40 دولاراً؟- ذكر معهد اقتصادات الطاقة والتحليلات المالية أن الشركات «رويال داتش شل»، و»بي بي»، و»إكسون موبيل»، و»شيفرون»، و»توتال» دفعت إجمالاً 545.9 مليار دولار في شكل توزيعات نقدية بين عام 2010، والربع الثالث من 2019.- بالمقارنة، بلغ حجم السيولة لدى تلك الشركات في نفس الفترة 328.7 مليار دولار، وتمت تغطية المبلغ المتبقي للتوزيعات النقدية (207.2 مليارات دولار) عن طريق بيع أصول وإصدار سندات جديدة.- في ظل انخفاض أسعار النفط، تحول التساؤل الآن إلى أي من الشركات ستخفض توزيعاتها النقدية أولاً؟ ويتوقع محللون خفض «إكسون موبيل» خطة الإنفاق المقدرة بـ33 مليار دولار لهذا العام.- أعلنت «توتال»، و»رويال داتش شل» عام 2019 خططا لدعم التوزيعات النقدية بين عامي 2021 و2025، لكن هذه الخطط تحتاج للمراجعة الآن، وهو أمر لن يرضي المستثمرين.- ربما تتمكن شركات النفط الكبرى من الحفاظ على توزيعاتها النقدية بشكلها الحالي فترة، لكنها لن تستطيع زيادتها خصوصا في ظل تفشي فيروس «كورونا»، وتأثيره على الطلب العالمي.