المواطنة نادية العوضي
وصلتني رسالة صوتية مسجلة للسيدة نادية العوضي على ما يبدو خاصة أرسلتها لأحد معارفها عنوانها الرئيس: «لا داعي للهلع»، تحدثت عن التدابير التي قامت بها الكويت من إجراءات احترازية وقائية لاحتواء انتشار وباء كورونا (كوفيد-19)، فكانت رسالتها مبعث طمأنينة لكل من استمع لها. الحديث يطول حول الإجراءات التي اتخذتها دولة الكويت تجاه المواطنين والمقيمين، كانت نتيجتها خريطة طريق يستفيد منها العالم للوقاية من تفشي المرض تمثلت بالخطوات التالية:1- إجلاء الحكومة للمواطنين الكويتيين من الدول التي تفشى فيها المرض والمرشحة لذلك على نفقتها.
2- أقامت مراكز الحجر الصحي على أعلى المستويات لاستقبال العائدين من الدول التي تفشى بها المرض.3- عملت مراكز استقبال لفحص الوافدين بالمجان لكل من دخل الكويت بعد تاريخ 27 فبراير 2020.4- متابعة يومية للمحجورين بالمنازل.5- تجهيز مستشفى جابر بكامل طاقته الاستيعابية لعلاج من تثبت إصابتهم بمرض كورونا (كوفيد-19).6- عطلت المدارس والجامعات والدوائر الحكومية ومنعت التجمعات بهدف السيطرة على احتمالية تفشي المرض بين التجمعات. 7- أعلنت جاهزيتها وتوفيرها للمستلزمات الطبية كافة وكفاية مخزونها الغذائي لعدة أشهر.8- إغلاق المنافذ البرية والجوية كإجراء احترازي لحين الوقوف على الوضع الصحي العالمي للوباء بعد إعلان منظمة الصحة العالمية بأن الوباء أصبح عالميا. هذه الإجراءات الاستثنائية والاستباقية للحكومة لا أعتقد أن هناك أي دولة في العالم قامت بها أو ستقوم بها ناهيك عن المبادرات الوطنية الرائعة التي قام بها أبناء الكويت من التجار وجمعيات النفع العام والجمعيات التعاونية والمتطوعين الذين وصل عددهم إلى الآلاف، إلى جانب إخوانهم من منتسبي وزارة الصحة والداخلية والطيران المدني والتجارة والبلدية والإعلام.عندما نرى ونتابع سرعة تفشى المرض وتزايد أعداد الحالات المؤكدة بالكثير من الدول المتقدمة بالرعاية الصحية نجد الكويت تتعامل مع هذا المرض بكل مهنية وشفافية عالية، لكن هذه الاحترازات لن تكون فاعلة إلا من خلال تعاون المواطنين والمقيمين بالتزامهم بالتعليمات التي تصدرها الدولة، ولنا في الصين خير مثال على ذلك.على الطرف الآخر أن ما حصل في إيطاليا من انهيار للمنظومة الصحية كان بسبب استخفاف المواطنين والسلطات المحلية بالمرض، والنتيجة اليوم كل إيطاليا تخضع للحجر الكلي، لذلك الحذر الحذر من التهاون مع التوجيهات والإرشادات التي تصدرها الدولة من منطلقات أخلاقية ودينية تجاه المجتمع.ملاحظة لبعض مجانين وسائل التواصل الاجتماعي أن يكرمونا بسكوتهم، فصحة الناس وسلامتهم ليست الوسيلة لشهرة زائفة، وإن من يفتي بغير فنه يأتي بالعجب، وعليه أتمنى من إخواني وأخواتي المواطنين والمقيمين عمل حجر لهم خلال هذه الفترة، فمنهم من يستخف دمه الثقيل أصلاً، ومنهم من يدعو على الناس بالموت والبلاء بالمرض متجاوزاً حقيقة واحدة أن فيروس كورونا لا يميز بين الناس لاختلاف ألوانهم أو دياناتهم.أخيراً: الوافدون إخواننا ولهم حق علينا فكلنا من آدم وآدم من تراب.ودمتم سالمين.