بايدن يتعهد باختيار نائبة وفلوريدا قد تقضي على ساندرز

ترامب يحيي جدلاً قديماً بتوجهه للعفو عن فلين ويتراجع عن نبرة التصالح مع الديمقراطيين

نشر في 17-03-2020
آخر تحديث 17-03-2020 | 00:05
بايدن وساندرز قبل مناظرتهما في استوديو CNN بواشنطن أمس الأول (رويترز)
بايدن وساندرز قبل مناظرتهما في استوديو CNN بواشنطن أمس الأول (رويترز)
قبل استحقاقات انتخابية حاسمة غداً في ولايات فلوريدا وأوهايو وإلينوي وأريزونا، واجه نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن منافسه الاشتراكي بيرني ساندرز في مناظرة تلفزيونية استمرت ساعتين، في إطار سباقهما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة.
في ظل تزايد التوقعات من أن تسبب الاشتراكية الزائدة لمنافسه السيناتور بيرني ساندرز في دفع المتحدرين من أميركا اللاتينية إلى التصويت لمصلحته في فلوريدا، تعهّد نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن باختيار نائبة له إذا فاز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات المقبلة في مواجهة الرئيس دونالد ترامب، الذي يفكّر في العفو الكامل عن مساعده السابق مايكل فلين.

وبعد أن ألمح من قبل إلى هذا الأمر، قال بايدن، في المناظرة الرئاسية الحادية عشرة للحزب الديمقراطي أمس الأول، "إذا فزت بمنصب الرئيس، فإن حكومتي وإدارتي ستكون مثل الدولة، وإني أتعهد بأن أعيّن واختار امرأة نائبة للرئيس"، مضيفاً: "يوجد عدد من النساء مؤهلات للاضطلاع بالرئاسة غدا. سأختار امرأة نائبة لي".

وهاجم بايدن، خلال مناظرته ساندرز لساعتين على مسرح خال من الجمهور مقارنة بمناظرات سابقة جمعت أكثر من 20 مرشّحا في أمسيتين متتاليتين في بدايات الانتخابات التمهيدية، طريقة إدارة ترامب في مواجهة فيروس كورونا المستجد، معتبرا أنه من الضروري إعلان "الحرب والقيام بما هو أكثر بكثير مما فعله".

وفي حين أكد نائب الرئيس السابق أنه كان سيلجأ إلى الجيش على الفور لقدرته على بناء مستشفيات بسعة 500 سرير تحتاج إليها الولايات المتحدة، اتهم ساندرز ترامب بـ "تقويض عمل الخبراء"، وقال: "علينا إسكات هذا الرئيس الآن".

ويتنافس بايدن، الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، وساندرز الذي يصنف نفسه بـ "الديمقراطي الاجتماعي"، لمواجهة ترامب في انتخابات نوفمبر.

اشتراكية ساندرز

ووسط ترقب لاستحقاقات حاسمة في ولايات فلوريدا وأوهايو وإلينوي وأريزونا، يتشارك المتحدرون من أميركا اللاتينية وقسم كبير منهم مغتربون كوبيون أو من دول أخرى تقودها حكومات اشتراكية، مثل فنزويلا ونيكاراغوا، في إعلان السيناتور ساندرز الانسحاب من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي قبل الاقتراع المرتقب اليوم.

ولم يساعد المرشح "الاشتراكي" الذي لا يستسلم، في إقناع هؤلاء بعكس أنه يساري جداً عندما أظهر تحفّظه عن وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـ "دكتاتوري" أو عندما أشاد ببرنامج فيدل كاسترو لمحو الأمية الشهر الفائت في مقابلة تلفزيونية.

ويوضح المستشار في الاستراتيجية السياسية فيرنان أماندي لمجلة "بوليتيكو" "في كل مرة يفتح فيها بيرني فمه ويعيد تأكيد أنه اشتراكي، يعطي إلى بايدن في فلوريدا مزيداً من الناخبين المتحدرين من أميركا اللاتينية".

ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة، يمكن أن يفوز جو بايدن على خصمه في هذه الولاية بفارق 30 أو 40 نقطة. وهذه التوقعات قاسية جداً بالنسبة إلى بيرني، الذي يحتاج إلى قسم كبير من 248 مندوباً في فلوريدا، إذ إنه بعد سلسلة من الهزائم، لديه 150 مندوباً أقل من جو بايدن. ويحتاج كل مرشّح للانتخابات التمهيدية إلى 1991 مندوباً للفوز بالترشح النهائي لحزبه. وقد تتسبب هزيمة ساندرز بفلوريدا في تبديد آماله نهائياً في الوصول إلى البيت الأبيض.

المرشح الأفضل

وأقرّ ساندرز السيناتور المنتخب عن ولاية فيرماونت، في خطابه الأربعاء، بأنه فشل في إثبات أنه المرشح الأفضل في مواجهة دونالد ترامب، مشيرا إلى الدافع الأساسي للناخبين الديمقراطيين هو انتخاب الشخص القادر على هزيمة الملياردير الجمهوري.

ولا يزال صدى خطابه المؤيد للهجرة يتردد لدى الناخبين الديمقراطيين في ولايات أخرى، وخصوصاً لدى المتحدرين من أميركا اللاتينية الذين يبدو أنهم يعارضونه.

ويقول المحلل السياسي المحافظ جيانكارلو سوبو لـ "فراس برس" إن "الناخب المتحدر من أميركا اللاتينية في فلوريدا يعرف جيداً التطرف الاشتراكي في أميركا اللاتينية، ويرى بوضوح في بيرني ساندرز مرشحاً يفضّل هذه الأنظمة اليسارية المتطرفة، وهو أمر لا يتوافق إطلاقا مع قيمه".

في أي حال، لن يكون لدى مرشح الحزب الديموقراطي المستقبلي للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، سوى حظوظ قليلة للتغلب على الرئيس الجمهوري في فلوريدا، وهي ولاية أساسية للفوز في السباق إلى البيت الأبيض.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته شبكة "تيليموندو" الناطقة بالإسبانية، فإن أكثر من 70 في المئة من الناخبين المتحدرين من كوبا يفضّلون الرئيس الحالي على المرشحَين الديمقراطيَين.

العفو عن فلين

وبعيداً عن ذلك، كشف ترامب، أمس الأول، أنه "يفكر بجدية" في العفو الكامل عن مساعده السابق مايكل فلين، مما يحيي جدلا قديماً حتى في وقت تكافح فيه إدارته لمواجهة وباء كورونا.

وجاء هذا الإعلان وسط سلسلة من تغريدات ترامب دافع في بعضها عن تعامله مع الوباء، وهاجم في بعضها الآخر أعداءه السياسيين في الماضي والحاضر.

وكتب ترامب على "تويتر": "الآن تقول التقارير إنه بعد تدمير حياته وحياة عائلته الرائعة (وحياة آخرين كذلك)، فإن مكتب التحقيقات الفدرالي وبالعمل مع وزارة العدل، فقد سجلات الجنرال مايكل فلين"، مستنداً إلى تقرير غير مؤكد. وأضاف: "أنا أفكر بجدية في منحه عفوا كاملا".

وكان فلين، الجنرال المتقاعد، أول مستشار أمن قومي يعيّنه ترامب. وأقيل بعد 22 يوماً فقط من توليه هذا المنصب بسبب علاقاته مع الروس. واعترف لاحقا بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي.

ولاحقاً، حاول ترامب سحب اعترافه، وقال إن المحققين انتهكوا اتفاقا يقضي باعترافه بذنبه، إلا أن قاضيا رفض طلبه. وتم تأجيل الحكم على فلين.

تراجع ترامب

وتناقضت موجة تغريدات ترامب مع تصريحاته الأكثر تصالحية قبل يوم، عندما أشاد بعمل بعض الديمقراطيين في مواجهة وباء فيروس كورونا، كما أشاد بالإعلام الذي عادة ما ينتقده.

وبعدما قال في وقت سابق من أمس الأول انه كان "يوم صلاة وطنية" أشار ترامب إلى أن جو بايدن بوصفه النائب السابق للرئيس يتحمّل بعض المسؤولية عن وفاة 17 ألف شخص بسبب إنفلونزا الخنازير ("بسبب تأخره في الاستجابة للمرض")، ووصف السيناتور الديمقراطي تشارلز شومر بأنه "مثير للشفقة" بسبب تصريحاته عن المحكمة العليا، كما استهدف هيلاري كلينتون بسبب قضية رسائل البريد الإلكتروني وأزمة بنغازي.

أكثر من 70 % من الناخبين المتحدرين من كوبا يفضلون الرئيس الأميركي الحالي
back to top