بعد عام من الجمود السياسي أنهى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين العهد الممتد على مدار عقد من الزمن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتكليف خصمه رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس بتشكيل الحكومة المقبلة.

وغداة توصية 61 عضواً من 120 في الكنيست بتكليف زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض"، شدد ريفلين خلال مراسم تكليف غانتس أنه "ليس من الممكن الذهاب إلى جولة رابعة من الانتخابات"، وقال له إن "مفاتيح تشكيل حكومة لإسرائيل في يدك حالياً وفي أيدي جميع المسؤولين المنتخبين من جميع الأحزاب".

Ad

وأضاف ريفلين أن "القانون يمنحك 28 يوما، تبدأ من غد، لتشكيل حكومة، وهذه فترة قصيرة، إلا أنه بالنظر للظروف الحالية وحالة الطوارئ المحلية والعالمية، فإنها طويلة جداً".

وعلى الفور، دعا غانتس خصمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو إلى الانضمام إليه قائلاً: "سأفعل كل ما في وسعي لتشكيل حكومة وطنية واسعة في غضون أيام قليلة، أردت دائما الوحدة".

وأكد غانتس، الذي فشل مع نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات أبريل وسبتمبر 2019، أنه سيخدم كل الناخبين وسيقود إسرائيل لمواجهة فيروس الانقسام والكراهية وعدم اليقين والوضع الخطير الناجم عن تفشي وباء كورونا المستجد".

وفي وقت سابق، دعا نتنياهو المتهم رسمياً بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 قضايا، أمس الأول، إلى تشكيل حكومة وحدة تستمر ستة أشهر برئاسته. وقال: "يجب أن نوحد الصفوف ونشكل حكومة قوية ومستقرة قادرة على إقرار الموازنة واتخاذ قرارات صعبة".

لكن غانتس انتقد الطريقة التي قدم فيها نتنياهو الملّقب بـ "الملك بيبي" عرضه. وكتب في حسابه على "تويتر": "من يريد الوحدة لا يرسل خطته للطوارئ للصحافة قبل إرسال مفاوضين للاجتماع"، مضيفاً: "سأتصرف بشكل مناقض، سأواصل دعم أي إجراء حكومي صحيح بدون أي اعتبارات سياسية سنتحدث عندما تكون جاداً".

ورغم التوصية بغانتس، تبقى إمكانية تشكيل حكومة جديدة صعبة في ظل الانقسامات العميقة داخل الأحزاب التي دعمته وخاصة بين القائمة العربية المشتركة وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.

وفي الاستحقاق الثالث خلال عام والذي جرى في الثاني مارس، حصل زعيم "أزرق أبيض" على دعم تحالف يسار الوسط والقائمة العربية المشتركة وحزب "إسرائيل بيتنا" القومي العلماني.

وفي حين يشمل تحالف نتنياهو، الذي يعتبر أكثر تماسكاً، حزب الليكود اليميني وحلفاءه من الأحزاب الدينية اليمينية والمتشددة، لا تجمع القائمة العربية، التي تعتبر اليوم القوة الثالثة في البرلمان مع 15 مقعداً وليبرمان، المناهضين لنتنياهو، أي أرضية مشتركة تقريباً.