من مصطلحات الإرهاب المعتبرة مصطلح "الذئب المنفرد"، وهو إرهابي لا يمكن رصده لعدم ارتباطه بالمنظمات الإرهابية، وإن كان يحمل فكرها، هذا الشخص يظهر بدون مقدمات ليؤدي خدماته مجانا للإرهاب، ويسبب ضررا كبيرا بدون أن تستطيع المؤسسات الأمنية رصده أو التنبؤ بوجوده أصلا. إرهاب كورونا الحالي يحمل في مساره العالمي مصطلحا مشابها بالمعنى مختلفا بالاسم، وهو "الهيس المنفرد"، ويتخذ أشكالا عديدة يمكن رصدها في العالم وعندنا في الكويت أيضا، والهيس باللهجة العامية هو الكسول المعدوم المنفعة.
وهذا "الهيس المنفرد"، مواطنا كان أم مقيما، هو خادم مطيع دون أن يشعر لإرهاب كورونا الذي يستهدف الوطن حاليا، وقد يكون من الذين طُلب منهم الحجر المنزلي فخالف الأوامر، ونشر الفيروس يمينا وشمالا لأن "هرمون القز" عنده مرتفع ولا يستطيع التحكم فيه. "الهيس المنفرد" قد يكون من الخارجين وبرعونة من صف الدعم الشعبي للإجراءات الحكومية الصحية، ليمارس تحلطمه وتذمره على أخطاء بسيطة لا تلغي الجهود المبذولة حكوميا وشعبيا لمكافحة الوباء.و"الهيس المنفرد" هو من يزرع الفتن العنصرية والطائفية في أرض كورونا ويرويها بجرعات إدمانه القذر لشق الصف واللعب على وتر الفرقة والخلاف، و"الهيس المنفرد" هو ذاك الناشر للإشاعات في مواقع التواصل ليمارس "بلاغة شفه" على حساب مصلحة الوطن، ومفجرا موجات الهلع، ومقوضا كل جهود السلطات لنقل المعلومات الصحيحة وبكل شفافية. من أهم مسؤوليات المجتمع حاليا لدعم سلطات البلاد وجهود أبنائها في الصفوف الأولى في معركة كورونا كشف كل "هيس منفرد" ولجم خطره قولا وفعلا، حتى ننتهي من هذه الحرب المريرة ضد كورونا، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
مقالات
خارج السرب: «هيس كورونا»
18-03-2020