اليابان تختار الولايات المتحدة شريكة لها لتصنيع طائرتها المقاتلة المقبلة... ماذا بعد؟
بعد أن استعملت اليابان أسلوب المراوغة وألمحت إلى احتمال أن تختار مشروع "تمبست" أو حتى "نظام المستقبل الجوي القتالي الأوروبي"، اختارت الولايات المتحدة شريكتها لتصنيع طائرتها المقاتلة من الجيل القادم.
اختارت اليابان شريكتها لتصنيع طائرتها المقاتلة من الجيل القادم، حيث يذكر ريكو ميكي من موقع "مراجعة نيكاي الآسيوية" أن اليابانيين، بعد مداولات بسيطة ومن دون تشويق مفرط اختاروا أن يتعاونوا مع الولايات المتحدة بدل بريطانيا، فاستعملت اليابان أسلوب المراوغة، وألمحت إلى احتمال أن تختار مشروع "تمبست" أو حتى "نظام المستقبل الجوي القتالي الأوروبي"، لكن لطالما ظن معظم المحللين أن الولايات المتحدة تتفوق على الجهات الأخرى، حيث فرض الرئيس ترامب ضغوطاً شديدة على اليابان كي تصبح شريكة الولايات المتحدة لا بريطانيا، ولا شك أن طوكيو تدرك منافع عقد شراكة مع الأميركيين على المدى الطويل، بدل بريطانيا التي تبقى مكانتها الجغرافية والاستراتيجية محدودة.في التفصيل تبحث اليابان عن طائرة مقاتلة ثقيلة وبعيدة المدى تتمتع بخصائص خفية يمكن استعمالها لإجراء الدوريات وحماية مساحاتها البحرية الشاسعة، إذ سيبدأ العمل بالطائرة المقاتلة في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، فقد كانت اليابان تسعى إلى تقاسم تكاليف التطوير والمخاطر التكنولوجية مع بلد آخر، وتتمتع الولايات المتحدة، من بين الشركاء المحتملين، بأعلى درجات الخبرة في مجال الطائرات المقاتلة المتقدمة، ومع ذلك أوضحت طوكيو استعدادها للتعاون مع الأوروبيين أو البريطانيين لفرض درجة من النفوذ في تعاملها مع الولايات المتحدة.يعني ذلك أن تصدير أي طائرات يابانية مستقبلية سيخضع لحق النقض الأميركي، لكن من المستبعد أن تبدي اليابان اهتماماً كبيراً في تصدير طائرات إلى بلدان لا تحبذها الولايات المتحدة في أي ظرف من الظروف، ومع ذلك ذكرت وزارة الدفاع اليابانية أن أولويات التفاوض ستشمل الحق في إحداث التعديلات والتحديثات، علماً أن هذه المشكلة كانت مُحبِطة في أسطول الطائرات المقاتلة "إف- 2".
لقد زاد الاهتمام بالتعاقد على حقوق نقل التكنولوجيا والملكية الفكرية بدرجة ملحوظة منذ طائرة "إف- 2"، إذ تُكثّف البلدان والشركات اليوم تركيزها على حقوق التصليح وتكاليف الصيانة على المدى الطويل، لهذا السبب يظن ميكي أن اليابان ستفضّل تطوير مهمة الطائرة وأنظمتها الإلكترونية بنفسها، مع أنها مدّت يدها لبريطانيا بخصوص هذه المتطلبات.سيكون القرار الياباني برفض التعاون في "تمبست" كفيلاً بتهديد المشروع البريطاني كله، وعلى غرار اليابان، لا تزال بريطانيا تستثمر في طائرات "إف- 35" لملصحة القوات الجوية الملكية والبحرية الملكية، ولم يتضح حتى الآن مدى قدرتها على الصمود عبر مشروع طائرات جديد خاص بها في حين تبدو ميزانيتها غير مؤكدة، وباستثناء روسيا تملك بريطانيا أصغر اقتصاد بالنسبة إلى بلدٍ يحاول تطوير طائرة مقاتلة من الجيل السادس.* روبرت فارلي