«ماكو أوضح»
هي أزمة تكرس مجدداً ما عايشته الكويت في أزمات وتحديات سابقة، هي أزمة عالمية لم تقتصر على منطقة أو إقليم في العالم، بل امتدت إلى كل الدول بما تملكه بعض تلك الدول من إمكانات هائلة تفوق الكويت بمراحل وفي شتى المجالات.إلا أن الكويت لم تواكب التعاطي الجيد مع هذه الأزمة فحسب، بل تفوقت إلى الآن في التعامل معها ومحاولة احتوائها ولله الحمد، أقول تفوقت ولم تواكب وأشدد على ذلك بحسب ما نتابعه من إشادة عالمية بحسن الإجراءات الكويتية من جانب، ومن جانب آخر فإن ما يثبت التفوق الكويتي هو أن بعض الدول المتقدمة هاجمها الفيروس بعد الكويت، وبمقارنة نسبية بسيطة نجد كيف أن الكويت تفوقت على الكثير من تلك الدول، والأجمل من ذلك أن هذا التفوق الذي نسأل الله أن يستمر لحين القضاء على الفيروس، أقول بأن هذا التفوق الكويتي لم يتم بالقوة أو بتجاوز القانون، بل بالتعاون ومساهمة الغالبية العظمى من قاطني الكويت.طيب، لنقيم الوضع قليلا ونشاهد أين يكمن تفوقنا، فإن قارنا أنفسنا بالدول العظمى وأعني هنا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، على سبيل المثال لا الحصر، فمواردهم المالية تفوقنا بمراحل، وكذلك مؤسساتهم الصحية عطفا على تفوق قواتهم الأمنية، أي أنهم يمتلكون كل القدرات التي تؤهلهم على النجاح والتفوق في التعاطي مع مثل هذه الظروف، إلا أن الكويت ما زالت الأكثر نجاحا بينهم.
المسألة باختصار تكمن في العنصر البشري، ولا أعني هنا بالعدد بكل تأكيد بل العقليات، إن سر تفوقنا اليوم هو العنصر البشري الكويتي في المقام الأول، وشركاء الوطن من مختلف المقيمين في أرض الكويت ممن أحسنوا وضع الخطط والتدابير في زمن قياسي جدا، رغم مداهمة الظروف الفجائية وتزامنها مع موسم سفر أساسي، وهو عطلة الأعياد الوطنية التي امتدت تسعة أيام كانت كفيلة بمغادرة الآلاف من سكان دولة الكويت إلى الخارج.وضعنا الخطط والتدابير رغم بعض الهفوات الطبيعية في الظروف القاسية، وقمنا بتنفيذ هذه الخطط بشكل مميز إلى الآن ولله الحمد، فكانت النتيجة التفوق عالميا.لقد أثبتت الأزمات أن العنصر البشري في الكويت هو الرقم الصعب في كل أزمة، وهو من يغير المعادلة، الغزو نموذج، وكيف استمرت كل الحياة داخل الكويت من كهرباء وماء ووقود وغذاء دون نقصان، إطفاء الآبار في ثمانية شهور نموذج آخر، وهو من أعظم الكوارث البيئية عالميا، واليوم هذا الفيروس العالمي يثبت مجددا تفوق العنصر البشري في الكويت.ما أقوله لا أبالغ فيه ولا ينطلق من منطلق التحفيز والدعم المعنوي، بل هو واقع وحقيقة بالنسبة إلي، وما أقصده هنا أن الأزمات كل الأزمات تبرهن أن مقومنا الأساسي هم البشر، والاستفادة من هذه العقول والسواعد هي ما يمكننا من مقارعة الدول العظمى بل التفوق عليها أيضا، وهذا ما أثبتته الأيام والظروف.