قد تواجه المستشفيات في الولايات المتحدة التي ضربها فيروس كورونا المستجد، نقصاً في بعض المعدات الطبية اللازمة والأسرّة، مما يصيب الأطباء بالقلق من أنهم قد يضطرون يوما إلى معالجة مرضى من دون غيرهم.وقال توماس تساي الجراح والباحث في كلية الطب في جامعة هارفرد: «لقد رأيتم صور الرفوف الفارغة في المتاجر»، والضغط الناتج عن «النقص في ورق المرحاض»، مضيفا: «تخيلوا الذعر إذا كانت المستشفيات تفتقر إلى معدات الوقاية للأطباء أو أجهزة التنفس للمرضى. هذه هي الصورة التي أفكر فيها». ولم تصل الولايات المتحدة بعد إلى مرحلة حرجة مع تسجيلها 4400 إصابة بفيروس كورونا،
لكن أكبر قوة اقتصادية في العالم لديها مليون سرير فقط في المستشفيات، بمعدل 2.8 سرير لكل ألف شخص، وهو أدنى بكثير من الدول الأخرى التي تضررت بشدة من الوباء (12.3 في كوريا الجنوبية و4.3 في الصين و3.2 في إيطاليا)، وفقا لأرقام منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.أما بالنسبة إلى الأسرة الموجودة في العناية المركزة، فهناك أقل من 100 ألف وأغلبيتها غير شاغرة وفقا لجمعية المستشفيات الأميركية.تقدر وزارة الصحة أن ثمة حاجة إلى 200 ألف سرير على الأقل للتعامل مع أزمة معتدلة، وإلى ما يصل إلى 2.9 مليون في حال حدوث أزمة حادة، إذ يكون 5 في المئة من المرضى في حاجة إلى إدخالهم العناية المركزة. وغالبا ما يحتاج هؤلاء المرضى أيضاً إلى مساعدة الجهاز التنفسي، لكن الولايات المتحدة لديها 160 ألف جهاز فقط وهو عدد غير كافٍ.ووفقا لوسائل إعلام أميركية، نصح الرئيس دونالد ترامب حكام الولايات بالعمل للحصول عليها دون الاعتماد على الحكومة الفدرالية بالضرورة.وفي ظل هذه الظروف، يخشى بعض العاملين في المجال الطبي من أن يصبحوا مجبرين على اتخاذ قرارات مفجعة.وفي مقال بعنوان «كابوس التقنين الصحي» نشر في صحيفة «واشنطن بوست»، قال الطبيب توماس كيرش إنه لا يزال يستيقظ ليلا مرتعدا بعد عشر سنوات على مهمة له في هايتي، اضطر خلالها إلى أن يختار المرضى الذين يجب أن يحصلوا على الأولوية في العلاج، نظرا إلى النقص في المعدات الطبية اللازمة.وقالت نانسي كاس نائبة مدير معهد بيرمان لأخلاقيات البيولوجيا في جونز هوبكنز: «إذا وضع قرار توزيع الأسرة أو أجهزة التنفس على عاتق مقدمي الرعاية، فسيكونون تحت ضغط أخلاقي هائل».وتسعى المستشفيات إلى تقليل الزيارات والتشخيص عن بعد، لكن قبل كل شيء تأجيل كل الإجراءات الطبية غير العاجلة أو الضرورية.وأوضح كيرش الجراح المتخصص بالأورام: «لقد أمضيت فترة قبل الظهر أتحدث مع مرضاي لمعرفة من منهم يمكنه الانتظار لبضعة أشهر»، مشيرا إلى أن جهوده قد تؤدي إلى زيادة الأسرة المتاحة بنسبة 25 في المئة.ويفكر آخرون باللجوء إلى الجيش، فقد كتب حاكم ولاية نيويورك أندرو كوومو، الأحد، في رسالة مفتوحة إلى الرئيس دونالد ترامب: «بدون تحرك فوري فإن الفشل الوشيك للنظام الاستشفائي مضمون».في غضون ذلك، بدأ العديد من المستشفيات من كاليفورنيا مرورا بفلوريدا وصولا إلى نورث كارولاينا، إقامة الخيم أمام مدخلها لإجراء الفحوص الأولية، قبل دخول المرضى إلى حرمها.
دوليات
«التقنين الطبي» يقلق أطباء أميركا
19-03-2020