العراق: أميركا تنسحب من قاعدة قرب حدود سورية

• رفض تكليف الزرفي يتسع
• بومبيو يشترط لدعم الحكومة الجديدة
• الصدر يطالب بعدم التدخل

نشر في 19-03-2020
آخر تحديث 19-03-2020 | 00:04
قائد القوات الأميركية بـ«القائم» خلال آخر جولة تفقدية قبل تسليمها للقوات العراقية أمس الأول 	(سنتكوم)
قائد القوات الأميركية بـ«القائم» خلال آخر جولة تفقدية قبل تسليمها للقوات العراقية أمس الأول (سنتكوم)
أخلت قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، بقيادة الولايات المتحدة، قاعدة استراتيجية على حدود العراق مع سورية، وسلمتها للجيش العراقي، فيما انحسرت فرص نجاح رئيس الحكومة المكلف عدنان الزرفي، بعد توسع رفض الأحزاب الشيعية طريقة تكليفه من الرئيس برهم صالح.
بعد سلسلة هجمات يعتقد أن فصائل عراقية موالية لإيران تقف وراءها، وفي إطار سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرامية إلى تقليص التدخل العسكري في الصراعات حول العالم، انسحبت قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، بقيادة الولايات المتحدة، من قاعدة القائم الاستراتيجية، الواقعة على حدود العراق مع سورية، وسلمتها للجيش العراقي.

وقالت غرفة العمليات المشتركة، التابعة لـ«التحالف»، في بيان أصدرته مساء أمس الأول، إنها أقامت مراسم رسمية لتسليم «القاعدة» إلى القوات العراقية، بمشاركة مدير شؤون قوات الدعم، الفريق الأميركي، فينسنت باركر.

وذكر باركر، في كلمة ألقاها خلال مراسم التسليم: «يرمز هذا اليوم للحظة تاريخية لغرفة العمليات المشتركة لعملية العزم الصلب وشركائنا في قوات الأمن العراقية».

وأضاف: «خدمت قاعدة القائم كموقع حيوي في الحرب على داعش، للمرة الأولى عندما حررت القوات العراقية منطقة القائم من الوجود الشرير للدواعش، ولاحقا كقاعدة مهمة خلال معركة الباغوز في سورية، الأراضي الأخيرة التي كانت تحت سيطرة التنظيم المتشدد»، متابعا: «تسليم القاعدة اليوم أصبح ممكنا بفضل جهود ونجاحات شركائنا في قوات الأمن العراقية».

وجاء تسليم الموقع للقوات العراقية بعد ساعات من هجوم صاروخي جديد، استهدف قاعدة «التاجي» العراقية، التي تنتشر فيها قوات أميركية، وهو الهجوم المماثل الـ24 خلال أقل من 6 أشهر.

وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن قواتها ستنسحب من قاعدة «القائم» خلال أسابيع، إضافة إلى قاعدتين عسكريتين أخريين في العراق.

استهداف «الخضراء»

وبالتزامن مع مراسم التسليم، سقط صاروخا كاتيوشا قرب «المنطقة الخضراء»، التي تضم مقر السفارة الأميركية في وسط بغداد.

وسقط الصاروخان في منطقة الجادرية السكنية، المحاذية للمنطقة شديدة التحصين، مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص كانوا في مبنى أصيب بأضرار.

فرص الزرفي

إلى ذلك، تزايد احتمال فشل رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي في مهمته بتشكيل حكومة جديدة في العراق، بعدما أعلنت كتل سياسية شيعية عدة رفضها تسميته.

وانضمت لائحتا رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ورجل الدين البارز عمار الحكيم إلى الجبهة المناهضة للزرفي، إضافة إلى أحزاب صغيرة أخرى أمس. واعتبر الحكيم أن طريقة ترشيح الزرفي من رئيس الجمهورية برهم صالح غير دستورية.

وقال المكتب السياسي لتيار الحكمة: «تابع تيارنا الآلية التي اعتمدها رئيس الجمهورية في التكليف الجديد لمهمة تشكيل الحكومة الانتقالية القادمة، ونبدي اعتراضنا عليها وتحفظنا على الطريقة التي اعتمدت في هذا التكليف بنحو يعكس عدم الاكتراث لعدد مهم من القوى الأساسية في الساحة السياسية».

وأعلنت 4 كتل سياسية معارضتها تكليف الزرفي تشكيل كابينة وزارية، أمس الأول، وهددت باستخدام جميع الطرق والوسائل القانونية والسياسية والشعبية، لإيقاف ما أسمته بالتداعي الذي سيؤدي إلى السلم الأهلي ويفكك النسيج الوطني في حال استمراره.

وأصدرت كتلة «الفتح»، الذراع السياسية لقوات «الحشد الشعبي»، التي تضم فصائل شديدة الصلة بطهران، والتي تشغل نحو 50 مقعدا من أصل 329 في البرلمان، بيانا نددت فيه بعملية تكليف «غير دستورية»، أمس الأول.

وجاء تكليف الزرفي بعد اعتذار محمد توفيق علاوي عن عدم تشكيل الحكومة، لتعذر إيجاد توافق سياسي في البرلمان، الأكثر انقساما في تاريخ العراق، وبالتالي لا تزال حكومة عادل عبدالمهدي المستقيل منذ ديسمبر الماضي، تقوم بتصريف الأعمال.

ويرث الزرفي ملف تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، حيث تواصل القوات المحلية تنفيذ عمليات مع «التحالف» ضد «داعش»، لكن البرلمان صوت بداية العام على انسحاب 5200 جندي أميركي من البلاد.

ولن يكون هذا التحدي الوحيد أمام رئيس الوزراء المكلف، بل أيضا تمرير موازنة عام 2020، مع عقبة تدهور أسعار الخام، إضافة إلى كيفية التعامل مع وباء «كورونا»، في بلد يعاني نقصا مزمنا في المعدات الطبية والأدوية والمستشفيات.

بومبيو والصدر

في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن رئيس الوزراء العراقي المكلف سيحظى بدعم واشنطن والمجتمع الدولي إذا كان سيدعم سيادة العراق، وينأى بنفسه عن الفساد، ويحمي حقوق الإنسان‭ ‬ضمن أمور أخرى.

وأكد بومبيو أن العراقيين يريدون حكومة تدعم سيادة البلاد، وتوفر الاحتياجات الأساسية، ولا يشوبها فساد، وتحترم حقوقهم الإنسانية.

في المقابل، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة هو شأن داخلي، ولا داعي لتدخل دول الجوار و«المحتل»، في إشارة إلى أميركا.

وكتب في تغريدة على «تويتر»: «سواء كان المرشح وفق الضوابط أو لم يكن كذلك فهذا أمر راجع لنا نحن العراقيين لا غير، وسواء كانت آلية اختياره صحيحة أم لم تكن كذلك فهذا شأن عراقي بحت، فلا داعي لتدخل أصدقائنا من دول الجوار أو غيرهم، لاسيما المحتل».

وأضاف: «لتعلموا أن صراع السياسيين الشيعة الذي ما عاد يطاق هو من غير آلية الاختيار، كما أن اختياراتهم لأناس غير أكفاء أو اختلافهم وعدم توافقهم على مرشح هو ما استدعى اختيار شخص غير مقرب لنا ولك»، متابعا: «عموما لست بصدد إعطاء رأيي بهذا المرشح أو غيره، بل جل ما يهمني سيادة العراق».

إصابة 3 كانوا في مبنى تضرر بعد استهداف «المنطقة الخضراء» بصاروخين
back to top