تواضعوا من أجل إنسانيتكم
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
لا تختلف الحالة الاستبدادية لجماعات البشر من المغردين الذين هبوا يطالبون بالثأر والانتقام من تلك المهندسة، لمجرد تغريدة أو لقطة "إنستغرام" أبدتهما هذه الضحية، عن واقع السلطة ذاتها حين تسجن وتضطهد المغردين المواطنين أنفسهم الذين غردوا منتقدين وضعاً سياسياً أو دولة أجنبية لا تقل سلطوية عن واقعنا هنا، كان هذا يتم عبر قفازات القانون الجائر، وهي قوانين قاسية اعتباطية لا علاقة لها مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان.الظلم واحد لا يختلف أمره، سواء هبط من الأعلى من السلطة ذاتها، أو تفجر من الأسفل من مجاري التعصب والتشنج الوطنيين. عبارة مثل "التطاول على الدولة" استعارها المتزلفون الوطنيون من خطاب السلطة، ووجدوا فيها مناسبة لإفراغ شحنات الكراهية والتعالي على الغير "الآخر". الذين يحملون مشاعر الأنا المتعالية عليهم ترويضُها بالثقافة والفكر الإنسانيين، لسنا أفضل من غيرنا بشيء، صدفة الثروة النفطية ستتلاشى قريباً، ويفترض أن أخبار تهاوي أسعار تلك البضاعة تكون جرس إنذار للقادم من أيام الركود، التي يحيا بها العالم اليوم، والذي قد يصبح كساداً مدمراً إذا استمر تمدد وباء كورونا وحرب الأسعار بين الدول المنتجة لبضاعتنا اليتيمة، وحين تهبط الدخول وتزيد المعاناة للحاجة، هل عندها سنفكر بالغير، ونقول لأنفسنا "حالنا من حالهم"؟! تواضعوا قليلاً.