لكل مرحلة من مراحل بناء الوطن هناك رجال دولة يُشرّعون ورجال دولة ينفذون حسب المصلحة للبلاد والعباد، لكننا نعيش اليوم صراعا بين بناء دولة مزدهرة وشرذمة هدفها مصالح شخصية بحتة تضر بالوطن والمواطن، وتُعرقل مسيرة السير لنهضة البلاد، وكل ذلك يحصل بسبب طائفي لديه أجندة ينفذها تمس بأمن الوطن، ينفذها لأنه أداة لتلك الأجندة الضارة بالبشر والهادمة للوطن، وذلك لعدم الحزم والضرب بيدٍ من حديد لكل من يتجاوز وعدم وجود عقوبة شديدة ورادعة، فتمادى في الاستمرار في طريق معاد وهادم للوطن.فالكويت منذ نشأتهـا بكل مراحل تطورها طوال 4 عقود هناك أسماء خالدة منها مبارك الكبير، رحمه الله، بنى دولة وساعد الملك عبدالعزيز بن سعود، رحمه الله، لتأسيس المملكة العربية السعودية، ووضع لبنة كيان دولة لشعبه، وكذلك جابر العيش، الله يرحمه، الذي فتح مضايف من الزبير للإحساء باسم الكويت وأهلها، وهناك عبدالملك الصالح، الله يرحمه، مؤسس التعليم في الكويت، ومن منا ككويتيين ينسى «أبو الدستور» الشيخ عبدالله السالم، الله يرحمه، لذلك أسأل: ما الإنجاز الذي يسجله أهل الكويت في مطلع القرن الـ21 يُخلد مرحلتهم وأسماءهـم؟
حتى اللحظة لا يوجد سوى الردح القبيح والتناحر وصنع العقبات والمشاكل في طريق العباد، فالكويت في أمس الحاجة لمصالحة وطنية لا تستثني إلا الخونة والمتآمرين، تجمع الشعب حول قيادته ولا تشي ضده بالكذب وتصنع حكايات من وحي الخيال، فالكاذب لا يبني وطنا، وكان الرسول صلى عليه وسلم يبني الإنسان ولا يساهم في هدمه، بل يحفز أصحابه، رضي الله عنهم، وكان صلى الله عليه وسلم يعطي كلا منهم حسب كفاءته.لذلك إن كنّـا نريد بناء وطن مزدهر فالمصالحة واجب لا مطلب، والكويت تقع في إقليم ملتهب وتجاذبات سياسية خطيرة بين دول الشرق والغرب، فلا يمكن أن ننجز أصغر إنجاز والبلد يعيش في وضع سياسي غير سوي، ولا يمكن معالجة الخطأ في عمل يتسبب في أخطاء جسيمة يدفع ثمنها الحرث والنسل حالياً ولسنوات قادمـة.والحلول كثيرة أهـمهـا: مصالحة وطنية بعفو شامل لا يشمل المخربين في جرائم الخيانة، إسقاط قضايا الرأي منذ 2012، تغيير قانون الانتخابات وجعل الدوائر متساوية في أعداد الناخبين، إسقاط القروض عن المواطنين، تفعيل قانون منع الاحتكار، وضع حل جذري للبدون، تفعيل قانون الثراء الفاحش على الكبير والصغير منذ 2012.فديمقراطيتنا عوراء وعرجاء بسبب الثلث المُعطّل (تصويت الحكومة) في البرلمان، وسبب رئيس في فشلها طوال 60 عاماً، ولحل المشكلة الإسكانية على الحكومة التوقيع مع شركات أجنبية بشكل مباشر لإلغاء الوكيل، وهذا يساهم في تعجيل انتهاء المشاريع، والدليل مدينة المطلاع تأخرت 4 سنوات في البنية التحتية، والشركات الكورية والصينية متميزة في ذلك على مستوى العالم، فهـل يتحقق الحلم ونبدأ لمّ الشمل والبنـاء بدلاً من التنابز والتناحر؟!والدليل أن الكفاءات موجودة أن الحكومة لما أبعدت الطارئين سياسياً والمتمصلحين استطاعت أن تُحاصر فيروس كورونا بجهود المخلصين بعيداً عن المستشارين الفاسدين، وكانت النتائج مُبهرة للعالم، وهـذا دليل أن شعبنا حي وواع مع المخلصين والصالحين من الوافدين، وحفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.
مقالات - اضافات
الوطن بين البـنـاء والصراع
20-03-2020