وسط تحديات جسام أملتها أزمة تفشي فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19»، سطرت دولة الكويت بفضل توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه نموذجاً فريداً في العمل الانساني لتتبوأ الصدارة في جهود التصدي لهذه «الجائحة».

وبالتزامن مع تدابير داخلية قوية مع الأخذ بالمسببات ومعالجتها على الفور وتسخير امكانيات الدولة لمواجهة الفيروس، اتجهت دولة الكويت لدعم الجهود الدولية لاسيما وأن أزمة انتشار «كورونا المستجد - كوفيد 19» أظهرت تحديات تتطلب مقاربة عالمية قائمة على العلم والبراهين وتنسيقاً للجهود للحد من تفشي الوباء الذي بات يشكل مأساة إنسانية وأزمة عالمية.

Ad

وفي هذا الإطار، جسدت دولة الكويت أروع الأمثلة عبر دعم الدول المحتاجة للتصدي لهذا الوباء حيث أعلن وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح عن تقديم دولة الكويت الدعم لكل من فلسطين والعراق وإيران لمواجهة تفشي الوباء.

وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان صحفي أن ذلك جاء خلال اتصالات هاتفية أجراها الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح مع نظرائه في فلسطين والعراق وإيران كل على حده.

وأوضحت أن الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد نقل خلال الاتصالات الهاتفية توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتقديم الدعم لكل من فلسطين والعراق وايران لمواجهة تفشي هذا الوباء عبر منظمة الصحة العالمية وأجهزتها المتخصصة، متمنياً لشعوب هذه الدول الثلاث السلامة وتجاوز هذه الأوضاع.

ونقل البيان عن وزراء الدول الثلاث إعرابهم عن شكر وتقدير بلادهم قيادة وشعباً للبادرة الإنسانية التي تقدمت بها دولة الكويت.

كما أجرى وزير الخارجية الكويتي بهذا الخصوص اتصالاً هاتفياً مع مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس ادهانوم نقل خلاله توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتقديم تبرع بمبلغ 40 مليون دولار دعماً لجهود المنظمة في مكافحة تفشي الفيروس.

ومن جانبه، أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية عن بالغ تقديره وامتنانه للدور الإنساني الرائد الذي تقوم به دولة الكويت في مساندة الشعوب المنكوبة والمتضررة وتبوؤها مكانة مرموقة على صعيد العمل الإنساني إقليمياً ودولياً بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مثمناً الدعم المتواصل الذي تقدمه دولة الكويت لأعمال المنظمة خدمة لأهداف وغايات العمل الإنساني حول العالم.

وبشأن دعم منظمة الصحة العالمية، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله إنه يأتي بتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في إطار جهود دولة الكويت المبذولة لمكافحة «كورونا المستجد - كوفيد 19» على المستويين المحلي والدولي ودعماً لجهود المنظمة البناءة في مكافحة الوباء.

وقال الجارالله في بيان صحفي إن منظمة الصحة العالمية ستتولى توزيع هذا التبرع لدعم برامجها في هذا المجال إضافة إلى دعم الدول التي تتطلب أوضاعها الصحية تقديم المساعدة في هذا الإطار.

وعلى صعيد متصل وفي ضوء إيمانها بأن التعليم باستطاعته أن يحسن الصحة ويزيد من الاستدامة البيئية ويساعد على القضاء على الفقر ‏والجوع دعمت دولة الكويت مبادرة قدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لضمان استمرار التعليم في الوقت الذي واصلت فيه دول العالم تعليق الدراسة وتقييد التجمعات وإغلاق الحدود وفرض قيود صارمة على الدخول وإجراءات الحجر الصحي بسبب انتشار الفيروس.

وفي هذا الصدد، قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى (يونسكو) الدكتور آدم الملا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن دولة الكويت تبذل جهوداً مستمرة من أجل ضمان التعليم لاسيما في الحالات الصعبة كالنزاع المسلح أو فترة ما بعد الحرب أو في حال أزمات صحية كما هو الحال اليوم.

وأوضح أن المنظمة عملت على دعم تنفيذ برامج تعلم عن بعد وتقديم مجموعة من أفضل الممارسات لاستخدام أفضل أنواع التكنولوجيا الهادفة للتدريس بتكلفة معقولة من بينها مشروع إنشاء منصة إلكترونية لمتابعة الاستجابة المدعمة بالتكنولوجيا لضمان استمرار التعليم.

وأكد أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بادرت في إنشاء هذه المنصة الإلكترونية عبر دعم مالي لتغطية تكاليف إنشاء وإدارة المنصة.

وبين أن المنصة ستلجأ إلى التكنولوجيا من أجل ضمان التعليم من دون انقطاع عبر الأنشطة الرئيسية مثل تحديد السياسات المتبعة في فترة إقفال المدارس واستخلاص الدروس من هذه التجربة وتوفير التطبيقات والبرامج والأدوات الرقمية للصالح العام وتقديم التوجيهات للمعلمين والمدارس والاستعانة بمجموعة كبيرة من مصادر خارجية لمشاريع الدعم الميداني العاملة في البلدان المتضررة من فيروس «كورونا» وتبادل الاتصالات والمعارف.

وقال الملا أن إغلاق المدارس والجامعات لاحتواء انتشار فيروس «كورونا» أدى إلى تعطل ملايين المتعلمين حول العالم عن الدراسة، محذراً من أن هذه الأعداد ستتزايد مع استمرار تفشي الفيروس في أرجاء العالم كافة.

وتقول بيانات «يونسكو» أن أكثر من 850 مليون طالب وهو ما يزيد على نصف الطلاب في العالم حرموا من الالتحاق بالصفوف الدراسية بسبب «كورونا المستجد - كوفيد 19».

وحذرت المنظمة من أن «حجم وسرعة إغلاق المدارس والجامعات يمثل تحدياً لم يسبق له مثيل لقطاع التعليم»، مضيفة أن العديد من الدول تسعى جاهدة لوضع بديل لنظم التعليم التقليدية لتحل محل المدارس والجامعات التقليدية والتي تتنوع بين فصول دراسية عن بعد عبر الإنترنت واستخدام برامج تعليمية عبر الراديو والتلفزيون.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في 11 مارس الجاري أنها باتت تعتبر فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19» جائحة ما يعني أنه بمثابة وباء متفش عالمياً لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هذا الوباء العالمي ما زال من الممكن «السيطرة عليه».

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية ميدانياً، اختتمت «الجمعية الكويتية للإغاثة» في عدن مشروع حقيبة النظافة لمواجهة مختلف الأوبئة بما فيها «كورونا المستجد - كوفيد 19» والذي استفاد منه 4 ألاف أسرة في سبع محافظات يمنية.

وذكرت «مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية» المنفذة للمشروع في بيان إن المشروع استهدف فئة النازحين في سبع محافظات يمنية هي «الضالع - الحديدة- ابين - مارب - اب- تعز-عدن».

وأشار البيان إلى أنه تم توزيع 4 آلاف حقيبة نظافة صحية متكاملة تشمل كل حقيبة أدوات نظافة شخصية وعبوات مياه صغيرة وملصقات توعوية عن النظافة الشخصية لحفظ المياه النظيفة.

وأوضح أن المشروع يهدف لتعزيز قيم النظافة الشخصية والحد من انتشار الأوبئة والأمراض في مخيمات النازحين كما سيسهم المشروع في وقاية النازحين من الأمراض والأوبئة مثل كورونا والكوليرا والاسهال وغيرها.

وقال نائب مدير مكتب الجمعية الكويتية للإغاثة باليمن أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مشاريع تمولها الجمعية في عدة محافظات يمنية، مضيفاً بأن مشروع حقيبة النظافة أحد المشاريع الهامة لتزويد الأسر النازحة والمتضررة بأدوات النظافة الشخصية للمساهمة في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين في مختلف المحافظات اليمنية.

وبدوره أكد منسق اللجنة العليا للإغاثة الحكومية جمال بلفقيه أن دولة الكويت كانت وما زالت السباقة في إغاثة النازحين في اليمن في مختلف القطاعات كالغذاء والصحة والتعليم والايواء وغيرها، مشيراً إلى أن هذا المشروع جاء في توقيت مناسب للحد من انتشار مختلف الأوبئة بما فيها «كورونا» والمساهمة في تعزيز قيم النظافة الشخصية لأكثر شريحة معرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة.

من جانبه، قال مدير مكتب «مؤسسة التواصل» بعدن رمزي التميمي إن إجمالي المستفيدين من هذا المشروع في مختلف المحافظات بلغ 28 ألف فرد من فئة النازحين والمتضررين، وأعرب عن شكره وتقدير لدولة الكويت والجمعية الكويتية لدعمهم السخي واللامحدود لليمن ولفتتهم الإنسانية الكريمة لفئة النازحين خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم.

على المستوى المحلي وفي إطار مبدأ التكافل الاجتماعي الذي اعتمدته دولة الكويت منهجاً لها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي توزيع 1000 وجبة غذائية يومية ومنظفات صحية على العمال في مقر سكنهم في منطقة أمغرة في حملة تحت شعار «من أجل الكويت اقعد في البيت».

وقال رئيس مجلس الإدارة الدكتور هلال الساير لوكالة الأنباء الكويتية على هامش توزيع الوجبات الغذائية والمستلزمات الصحية أن الجمعية تقوم بذلك حرصاً منها على سلامة المواطنين والمقيمين ودعماً للجهود المبذولة في مكافحة فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19».

وأضاف الساير أن الجمعية عملت على توزيع الوجبات الغذائية ومستلزمات النظافة للعمالة في مقر سكنها، موضحاً أن الحملة مستمرة لمدة شهر كامل وهي لمسة إنسانية تبرز سماحة أهل الكويت في الشدائد.

ومن جانبها، أكدت الأمينة العامة في الجمعية مها البرجس في تصريح مماثل لـ «كونا» أن أهل الكويت أثبتوا كعادتهم في الشدائد معدنهم الأصيل من خلال القيام بواجباتهم الوطنية، موضحة أن تقديم هذه الوجبات يأتي تطبيقاً لتعليمات الحكومة لتبقى العمالة في أماكن سكنها في مسعى لاحتواء تفشي الفيروس.

كما قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الجمعية خالد الزيد لوكالة الأنباء الكويتية إن متطوعي «الهلال الأحمر» بذلوا الغالي والنفيس لتوفير سبل العيش والوقاية من انتشار الفيروس وذلك عبر توزيع أكثر من 1270 وجبة غذائية للعمال في منطقة أمغرة.

وأضاف الزيد أنه تم توزيع الوجبات لموقع سكن هؤلاء العمال تلبية لمبادرة «من أجل الكويت اقعد بالبيت» حيث تم هذا العمل من خلال 40 متطوعاً متوقعاً في الوقت ذاته توزيع 30000 وجبة خلال شهر بالإضافة لمواد التعقيم والكمامات.

وقال إن عملية التوزيع شملت حراس المدارس والعمال البسطاء في بعض المناطق وذلك لضيق ذات اليد، لافتاً إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من دور الجمعية في مسؤوليتها الاجتماعية المعنية بالأكثر احتياجاً في وقت الأزمات.

بدوره، أعلن وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار الدكتور فهد العفاسي أن بيت الزكاة الكويتي لن يتوقف عن صرف المساعدات الشهرية لمستحقيها في أوقات صرفها المعتادة.

وأوضح العفاسي أن ذلك يأتي تسهيلاً على الحالات المستحقة وتخفيفاً لهم في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد هذه الأيام.

كما أكد البنك الكويتي للطعام والإغاثة استمرار جهوده الخيرية بتوفير الوجبات الغذائية لموظفي الدولة ومراجعي منطقة أرض المعارض لاتمام عملية الفحص الطبي ضمن الاجراءات الوقائية التي تقوم بها الدولة لمكافحة فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19» بالتعاون مع الأمانة العامة للأوقاف.

وقال المدير العام للبنك سالم الحمد في تصريح صحفي أن البنك لم يتوان في تقديم يد العون والدعم للحكومة بشتى قطاعاتها التي تعمل ليلاً ونهاراً في سبيل سلامة المواطنين والمقيمين والحد من انتشار الفيروس.

وما زلنا في الشأن المحلي حيث تضافرت جهود المؤسسات الخيرية الكويتية مع مؤسسات الدولة المختلفة العامة والخاصة لتضرب أروع الأمثلة في مواجهة هذا الوباء حيث أعلنت شركة طيران الجزيرة تسخير كامل أسطولها المكون من 14 طائرة تحت تصرف حكومة دولة الكويت لاستخدامها في عمليات عودة المواطنين إلى الكويت أو نقل البضائع والمواد والأدوات الطبية التي تحتاج البلاد في هذه الظروف.

ولا شك أن تضافر الجهود هذه تعكس تجسيداً حقيقياً للموقف الوطني للعديد من الشركات التي سارعت في تفعيل مسؤولياتها الاجتماعية ودعم الجهود الحكومية في مواجهة انتشار «كورونا».

وتنوعت هذه المبادرات بين وضع إمكانات بعض الشركات كافة تحت تصرف الحكومة وأخرى قدمت تسهيلات خاصة للمستأجرين الذين تضررت أعمالهم فيما تبرعت شركات بمبالغ مالية للدولة، بينما أعلن بنك الكويت المركزي تأسيس صندوق مصرفي بمبلغ 10 ملايين دينار من تبرعات من البنوك.