بادرت رابطة أعضاء هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية بإطلاق حمة "متطوعون من أجل الكويت" التي استطاعت استقطاب نخبة من نجوم الساحة الفنية والإعلاميين والطلاب لتقديم العون للبلاد في هذا الوقت العصيب من منطلق مسؤوليتهم المجتمعية، ولتأكيد أن لعناصر العمل الفني دورا مهما وحيويا في أي أزمة تتعرض لها البلاد، وفي حديثه لـ "الجريدة" استعرض رئيس اللجنة التطوعية لرابطة أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية د. خليفة الهاجري أهم أنشطة الحملة، مؤكدا أنهم برهنوا على دور الفن في الأزمات، وشهدت الحملة مشاركة من الفنانين خالد أمين وإلهام الفضالة وغدير السبتي وفهد العبدالمحسن وصمود الكندري وبثينة الرئيسي وباسمة حمادة وغيرهم الكثير.

بداية، يؤكد الهاجري ضرورة نشر الوعي في المجتمع، وأن يتحمل كل فرد مسؤوليته، لافتا الى أن تجربة الصين خير مثال على مواجهة هذا الوباء ليس فقط بالطب، بل بالالتزام بالحجر الصحي والوعي، وأضاف "ونحن من خلال هذه الحملة حاولنا توجيه الرأي العام بأن مواجهة هذه الآفة بالوعي التام ومعرفة خطوتها".

Ad

مؤسسة نقابية

واستطرد بشأن تأسيس الحملة قائلا: "انطلقت الفكرة من منطلق مسؤولية رابطة أعضاء هيئة التدريس بالمعهد كمؤسسة نقابية لسبب واحد، أنه في وقت الأزمات عادة ما ينحسر دور الفن ويتراجع، لذلك واجدنا أنفسنا أمام عقبة، وهي كيف ان نشارك في مواجهة هذه المشكلة مع الالتزام بالبقاء في المنزل، لذا وجهنا رسالة لزملائنا الفنانين والإعلاميين والأدباء والمثقفين بأننا نستطيع توجيه الرأي العام ونحن في المنزل، وذلك من خلال رسائل مصورة تتضمن إرشادات وعرضها عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما أنها سلاح مهم في مواجهة تلك الآفة، وتمكّنا من استقطاب العديد من الفنانين والإعلاميين والأدباء الذين تعهّدوا بالدعم، وهذا ما كان خلال الأيام القليلة المقبلة، وبالفعل حققت مقاطع الفيديو الهدف منها، وانتشرت على نطاق واسع.

مؤسسة نقابية

أما عن عدد المنضمين للحملة فذكر "وصلنا إلى أكثر من 70 فنانا و50 إعلاميا، وتكمن آلية العمل في تضافر جهود جميع هؤلاء في تسجيل رسائل فيديو والدمج بينها، وإعادة تقديمها للجمهور بصورة فعالة"، مؤكدا حرصهم على إبراز دور الفنان لكونه قدوة في المجتمع، وأن الفنانين لا يظهرون فقط في الرخاء، وإنما في وقت الأزمات يقفون صفا واحدا إلى جانب الدولة.

واستطرد الهاجري "لو لاحظتم أن مقاطع الفيديو كانت بسيطة ومن داخل المنزل، حتى نثبت نظرية دعم قرارات الدولة وضرورة الالتزام بالبقاء في المنزل لمواجهة هذا الفيروس"، وأشار إلى أن الفنانين من خلال قواعدهم الجماهيرية التي تصل إلى ملايين المتابعين داخل وخارج الكويت، استطاعوا التأثير في المجتمع.

واستطرد "الأثر الكبير على المجتمع ليسب بسبب ما نقدمه من مقاطع فيديو فقط، وإنما هو نتاج تضافر جهود مؤسسات الدولة في المقام الأول مع مؤسسات المجتمع المدني على اختلاف أنشطتها، إلى جانب دور الإعلام في دعم مثل هذه المبادرات.

وأوضح أنه "لا نقدم أنفسنا من خلال حملة "متطوعون من أجل الكويت" كمتخصصين في الطب أو الأمور الأمنية، ولكن نحاول إيصال تعليمات الدولة للجمهور بطريقة سلسة لزيادة وعي الناس بخطورة المرحلة التي نعيشها حاليا"، مؤكدا حرصهم على تشجيع ودعم من يقفون في الصفوف الأولى لمحاربة هذه الآفة، فضلا عن رفع الروح المعنوية للمصابين بهذا المرض.