واشنطن تتجه لاتهام طهران رسمياً بضرب قاعدة «التاجي»

• ترامب: الإيرانيون بحاجة إلى قادة يحترمونهم
• ماكرون مسرور بإطلاق مارشال ويريد عادلخاه

نشر في 22-03-2020
آخر تحديث 22-03-2020 | 00:05
المؤتمر الصحافي لترامب ونائبه مايك بنس ووزير خارجيته في البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
المؤتمر الصحافي لترامب ونائبه مايك بنس ووزير خارجيته في البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
بعد ردّها السريع، الذي أسفر عن مقتل 26 مسلحاً من الفصائل الشيعية العراقية، تتجه الإدارة الأميركية إلى توجيه اتهام رسمي إلى إيران بقصف قاعدة «التاجي»، وقتل جندي ومتعاقد أميركيين، وثالث بريطاني، في هجوم غير مسبوق أعاد منسوب التوتر في المنطقة إلى الارتفاع.
اقترب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير خارجيته مايك بومبيو من تحميل إيران المسؤولية عن هجوم صاروخي وقع في العراق الأسبوع الماضي قُتل فيه جنديان أميركيان، وجندي بريطاني، وإصابة نحو 12 من عناصر قوات التحالف الدولي.

وفي مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض استفاض حديثه فيه عن فيروس "كورونا"، تدخل ترامب ورد على سؤال موجه إلى بومبيو عما إذا كانت إيران مسؤولة عن الهجوم، قائلاً "ربما يجب ألا نقول (ذلك) الآن"، مضيفاً: "نحن نعلم الكثير".

وأضاف بومبيو: "أوضحنا أن الميليشيات الشيعية في العراق تحصل على التمويل والتدريب والعتاد من الإيرانيين. نحث الإيرانيين على عدم القيام بذلك، وأبلغناهم أنهم سيحاسبون عن هذه الهجمات عندما تهدد حياة أميركيين".

وفي حين حمّلت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) ميليشيا "حزب الله- العراق" مسؤولية استهداف قاعدة التاجي بـ18 صاروخا من نوع "كاتيوشا" وقتل الجنديين الأميركي والبريطاني والمتعاقد الأميركي، وإصابة نحو 12 من قوات التحالف، لم تقل الولايات المتحدة حتى الآن ما إذا كان للقيادة الإيرانية صلة بالهجوم غير المسبوق، الذي جاء بعد أيام من زيارة قام بها سكرتير الأمن القومي الجنرال علي شمخاني لبغداد، ورأى مراقبون أنها تهدف إلى سد ثغرات أحدثتها تصفية قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في يناير الماضي بغارة أميركية.

هجمات وتفويض

ومنذ أواخر أكتوبر، استهدف نحو 24 هجوماً قوات أجنبية في العراق، 4 منها خلال الأيام الثمانية الأخيرة. وبعد تكرار الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية الغربية وعلى السفارة الأميركية، قالت وزارة الدفاع (البنتاغون) الأسبوع الماضي، إن ترامب فوضها في الرد على الهجوم الذي وقع يوم 11 مارس.

وانسحب نحو 300 جندي من قوات التحالف الأسبوع الماضي من قاعدة القائم على حدود سورية، ومن المقرر سحب القوات من قاعدتي القيارة وكركوك بحلول نهاية أبريل المقبل، بحسب مسؤول عسكري أميركي.

عيد النوروز

ومع تصاعد منسوب التوتر، وجه ترامب رسالة إلى المحتفلين بالنوروز قائلاً: "أبعث بأطيب التهاني لمن يحتفلون في الولايات المتحدة وحول العالم بعيد النوروز، وبمناسبة أول أيام الربيع. النوروز هو عيد رأس السنة الفارسية ويحتفل به الإيرانيون والعديد من شعوب بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "العام الماضي كان تاريخيًا لشعب إيران، فقد شاهدنا الإيرانيين الشجعان بأعداد كبيرة عبر البلاد يتظاهرون ضد فساد حكومتهم ويطالبون بمحاسبتها، وأوضح الشعب الإيراني رغبته في قيادة تُمَثِّله بعيداً عن مصالح نظامه الفاسد، فالشعب الإيراني بحاجة لقادة يستمعون إليهم ويحترمونهم ويستثمرون فيهم، وليس لقادة يستهدفونهم ويضطهدونهم وهم يهدرون المال لتحقيق طموحاتهم النووية ولاختبار المزيد من الصواريخ".

وتابع:" النوروز هو موعد التجديد الذي يشجع الذين يحتفلون بهذا العيد على التفاؤل، فالشعب الإيراني لديه إمكانات كبيرة غير مستغلة وثقافتهم نابضة بالحياة، حيث برع الإيرانيون في الرياضيات والعلوم والقانون والتقنية والفنون. فهم يستحقون مستقبلا من السلام والازدهار في وطنهم وفي جميع الدول الأخرى. وبما أنهم قد بدأوا هذا الموسم بأمل متجدد، فنحن نقوم مع شركائنا وحلفائنا حول العالم بالصلاة لأجل مستقبل أكثر إشراقًا وحرية لإيران".

وختم: "بالنيابة عن الولايات المتحدة، أبعث بأطيب التمنيات بعيد نوروز مفعم بالسلام. نتذكر اليوم أن قوى الحرية والاستقلال ستنتصر دائماً على الشر والقمع. أطيب التمنيات بعيد نوروز سعيد!".

كما هنأ ترامب نظيره العراقي برهم صالح، أمس، بمناسبة أعياد النوروز، مؤكداً رغبته في بناء علاقات أمنية واقتصادية مع العراق بما يعزز سبل التضامن ويخدم المصالح المشتركة.

ووفق المكتب الإعلامي لرئاسة العراق، فإن "ترامب أعرب في برقيته عن تمنياته للشعب العراقي بالاستقرار والسلام"، وقال: "لقد أحرزنا تقدماً كبيراً في مواجهة داعش، وأتطلع إلى فرص جديدة لبناء علاقاتنا الاقتصادية والأمنية مع حكومتكم".

تبادل سجناء

وفي امتداد لعمليات عدة لتبادل معتقلين شملت خلال الأشهر الأخيرة الولايات المتحدة وأستراليا وحتى ألمانيا، أعلن قصر الإليزيه، أمس، أن إيران أفرجت عن الباحث الفرنسي رولان مارشال المسجون فيها منذ يونيو 2019، مؤكداً أن الرئيس إيمانويل ماكرون "مسرور لكنه يحضّها على الإفراج فوراً عن الباحثة الفرنسية-الإيرانية المسجونة هناك فاريبا عادلخاه".

وفي وقت سابق، أعلنت السلطة القضائيّة الإيرانيّة، أمس الأول، أنّها "تتعاون" للإفراج عن موقوف فرنسي لديها، بعدما وافقت باريس على الإفراج عن إيراني مهدّد بتسليمه للولايات المتحدة وكان ليلاً في طريقه إلى طهران.

ولم تحدد السلطة القضائية الإيرانية أيا من الفرنسيين الموقوفين لديها، وهما رولان مارشال والباحثة الفرنسية-الإيرانية فاريبا عادلخاه، اللذان تطالب فرنسا منذ أشهر بالإفراج عنهما، بينما بدأت محاكمتهما في بداية الشهر الحالي.

يأتي ذلك غداة إعلان وكالة "ميزان اونلاين" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية عن الإفراج عن روح الله نجاد الجمعة. وعرّفت عنه الوكالة بأنه "مهندس إيراني (مسجون) منذ أكثر من عام في السجون الفرنسية، ومتّهم بالالتفاف على عقوبات أميركية مفروضة على إيران".

الرئيس الأميركي يهنئ نظيره العراقي ويدعو إلى علاقات أمنية واقتصادية
back to top