أول العمود:
«زجران سناب» يُعري أخلاقيات العمل السياسي في البلد.*** تمر الدول بمآسٍ ومشاكل قاسية قد تهدد وجودها، وقد تكون سبباً في استمرارها بقوة جديدة. وباء «كورونا» في الكويت كشف كثيراً من الأشياء – كحال بلدان أخرى - فقد أظهر نجاعة الأداء الصحي العام وقدرته على إدارة الوضع بشكل جيد، كما تم استنهاض الوعي العام بخطورة المرض والذي ظهر في صورة التزام عال من قبل عامة السكان، وساهمت وزارات وهيئات خاصة وأهلية في دعم عمل وزارة الصحة الذي نأمل أن يستمر بنفس النهج حتى انتهاء أزمة هذا الفيروس المشاغب والمهدد للبشرية. على الجانب الآخر، هناك جردة حساب يجب متابعتها سياسياً، ومنها ما ساهم في توفير بيئة مواتية لانتشار المرض كالمناطق العشوائية التي تكونت بفضل سياسة جلب العمالة السائبة بفضل تجار الإقامات، وظهور مشكلة لقمة العيش لآلاف العمالة السائبة. المشكلة الأخرى تبينت في فشل وزارة التربية والتعليم في تسيير أعمال الدراسة عن بُعد، بل بدأنا الحديث عن إنهاء العام الدراسي! بالطبع هذا الفشل يرجع إلى تردٍّ متراكم عبر سنوات مضت، وكان يمكن إنجاز هذا النظام الإلكتروني بعد تجربة الغزو العراقي، أي قبل ٢٨ سنة. والطامة الكبرى كانت في السوس الذي ينخر في مفاصل الدولة، وهو تدخل السياسيين فيما لا يعنيهم، والذي تسبب في إشعال توتر عنصري ضد فئة اجتماعية من أبناء الوطن، ولاحقاً ضد جاليات، مما سبب ارتباكاً شديداً للمشهد الصحي. بالطبع هناك مُشكلة حقيقية تهدد أمن البلاد وهي تحولات أسعار سوق النفط التي أودى فيروس كورونا بها إلى ٣٠ دولاراً، والسؤال الجوهري والمصيري هنا: ماذا لو استمرت الأزمة سنة كاملة أو أكثر؟ كيف سيتكيف الاقتصاد المحلي مع وضع كهذا في ظل الصرف الهائل على الصحة والأمن والإعلام والغذاء ومسائل أخرى قد تظهر لاحقاً؟! وزارة الصحة بثت فينا الأمل في هذه الأزمة، لكن بعد أن نستريح من «كورونا» علينا واجبات ومعارك تجاه أفعالنا في الكويت، وحينئذٍ ستكون معركة حقيقية أخرى.
مقالات
صدمة وخيارات جديدة
22-03-2020