* كيف كان دخولك عالم الأدب وأنت الطبيب؟

Ad

- شدني عالم الأدب منذ صغري، وأحببت كل مجالات الكتابة، وخاصة القصص، وكتبتُ بعض القصص التي أملت أن تكون أفلاما أو مسرحيات، ولم أستطع نشر نتاجاتي من القصص في بغداد للظروف الأمنية الخانقة. لكن بعد خروجي الاضطراري من العراق وذهابي إلى البلدان العربية، بدأت أنشر مقالات باللغة العربية، والتي تتضمن مواضيع علمية وطبية بصيغ وأساليب أدبية سهلة الفهم للقارئ، ونشرتها بصحف ومجلات مختلفة في الكثير من البلدان العربية. وعند وصولي إلى أميركا بدأت أميل أكثر للشعر، وأكتب بكثافة، وأنشر في الأندية، وعلى شبكة الإنترنت، رغم انشغالي بالدراسة للحصول على معادلة شهاداتي العلمية وحصولي على التخصصات العليا في المجال الطبي، وأيضا رغم انشغالي الذي لم ينقطع لهذه اللحظة بالبحث العلمي والبيولوجي.

علاج النفس

* طبيب وشاعر، كيف توفق بينهما؟

- الطب يحاكي البدن وأيضا النفس، والشعر يحاكي النفس والعاطفة والشعور... الشعر هو تعبير عمَّا في نفسي لحدث شخصي أو عام، أو استذكار لحدث تاريخي. وأجد في الشعر راحة نفسية وفسحة من زحمة الطب والمعالجات والأبحاث المعقدة. من الصعوبة أن تمسك رمانتين بيد واحدة، وخاصة إذا كانتا كبيرتين، لكن الله، عز وجل، ساعدني أن أُمسك ثلاث رمانات كبيرات جدا في يد واحدة، كما في الطب والبحث العلمي والشعر. لقد أحببتهم، فالتصقوا بيدي وجلدي ودمي، وأعتبر الطب خدمة إنسانية، وأيضا الشعر خدمة إنسانية. وأحببت الشعر كما أحببت الطب، كوسائل في خدمة المجتمع، ولم أقدِّم نتاجاتي إلى أي جائزة، وقد سُئلت مرَّة في دبي: لماذا لا تتقدم للجوائز؟ فقلت لهم إنني لا أسعى إليها.

توثيق مرحلة

* تزخر أشعارك بخبرات إنسانية، أين أنت في قصائدك؟

- أعتقد أن كل ما يكتبه المبدع خلال مسيرته الأدبية هو تصوير وتوثيق لمرحلة زمنية عاشها المبدع، تعبِّر عمَّا في نفسه بذلك الزمن. أنا شخصيا أكتب ما أشعر به، وقصائدي تحاكي فترات من حياتي وحياة المجتمع.

الحياة بالمهجر

* ما تأثير الحياة في المهجر على كتاباتك؟

- الحياة في المهجر تتيح تأمُّل القضايا بشكل أوسع، فأنا وُلدت ببغداد، وهاجرت إلى بلدان عربية وأوروبية، وأخيرا استقر بي الحال في أميركا. وبالطبع تأثر البيئة الأولى التي عاشها المبدع يبقى في إنتاجه وكتاباته، رغم تعرفه على مجتمعات وثقافات أخرى، كما حدث لي بالطبع، فلم أتأثر كثيرا بالمتغيرات، أي لم تغيِّر الغربة على ما نشأت عليه من قيم.

قامة شاهقة

* كيف ترى المشهد الأدبي العربي حاليا؟

- المشهد الأدبي العربي أصبح فقيرا جدا بالأدباء المتميزين، وكلما مرَّ الزمن قلما تجد قامة شاهقة سيخلدها التاريخ، وأهم الأسباب هو عدم اهتمام العرب بلغتهم العربية وبآدابهم، ولا يوجد التشجيع الذي يؤدي إلى ظهور قامات كبيرة في الأدب أو العلم أو البحث العلمي.

الديوان الجديد

* ماذا عن ديوانك القادم؟

- تلقيت عرضا لطبع ديواني بعد زيارتي الأخيرة للكويت، بدعوة من النادي العلمي الكويتي، ولقائي الشاعر عبدالعزيز البابطين،

ولم أختر له اسماً حتى الآن، وأنا بصدد تجميعه، حيث نشرت قصائد عدة منه في العديد من المجلات والدوريات الأدبية، منها: مجلة العربي الكويتية، ومجلة الفيصل الأدبية في الرياض، ومجلة الرافد الأدبية في الإمارات، وصحيفة المثقف بأستراليا، وصحف مصرية، والعديد من المواقع الإلكترونية العربية.

ملامح وسمات

* ما أهم الملامح التي تتضمنها القصائد؟

- الديوان يشتمل على ثلاثة أجزاء، وتتناول القصائد معظم جوانب الحياة، وخاصة الجانبين الجمالي والوطني. فتوجد قصائد عن الوطن والغربة والمرض والفخر والشيب والعدل والعزل وغيرها.

من أجواء الديوان

قصيدة غزلية

لبُّ الفؤادِ متيّمٌ بهواكِ .... وحياؤه مُنذُ الصبا يهواكِ

ومشاعري لو تعلمين كغارقٍ .... طالَ الضفافَ إذا دنا لقياكِ

فاقت محاسُنك الصفاتِ تألقاً .... كلّ البهاءِ فقد حوى معناكِ

عطرُ المشاتلِ والزهورِ جماله .... يختالُ عند ربيعهِ بشذاكِ

يجري الزمانُ على الخليقةِ كالصدى .... شاختْ به الدنيا ودامَ صباكِ

ومن قصيدة الغربة

في يومِ موْلدك الضلوعُ تناثرت .... فإذا الفؤادُ إلى فؤادِك يهْرعُ

منذُ الولادة لا تزال على الصبى .... فبك الجمالُ براعمٌ تتفرّعُ

وهجٌ وقد زادَ الحجابُ جماله .... فكأنه بدرُ الليالي يسطعُ

تتراقصُ الوجناتُ عند مسيره .... وشقائقُ النعمانِ منها تطلعُ

مثلُ الثمارِ طريّة في ريعِه .... فيغارُ منه في الربيعِ الأينعُ