واشنطن تتريث في «ضرب طهران»... وخامنئي يهاجم قادتها

• كابول تطرد معاونين لسليماني بتهمة التجسس
• التضخم يرفع أسعار اللحوم الإيرانية 50%

نشر في 23-03-2020
آخر تحديث 23-03-2020 | 00:05
خامنئي متحدثاً خلال كلمة متلفزة بمناسبة العام الإيراني الجديد في طهران أمس	(إرنا)
خامنئي متحدثاً خلال كلمة متلفزة بمناسبة العام الإيراني الجديد في طهران أمس (إرنا)
تريثت الولايات المتحدة في توجيه ضربة انتقامية لإيران، بعد نقاش ساخن دار في البيت الأبيض حول سبل الرد على الضربات الصاروخية التي شنتها فصائل الحشد الشعبي المدعومة من طهران، وأدت إلى مقتل وإصابة جنود أميركيين بالعراق أخيراً، في حين هاجم المرشد الإيراني علي خامنئي كذب قادة واشنطن.
تفادى «البيت الأبيض» الاستعجال في اتخاذ قرار بتوجيه ضربة إلى إيران، بعد نقاش حاد بين الرئيس دونالد ترامب وكبار مستشاريه، حول ما إذا كان ينبغي تصعيد العمل العسكري ضد طهران، رداً الهجمات الصاروخية التي شنتها فصائل «الحشد الشعبي» العراقية أخيراً، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الأميركيين.

وكشفت «نيويورك تايمز»، أمس، تفاصيل النقاش الحاد الذي دار بين أعضاء إدارة «البيت الأبيض» قبيل إعلان ترامب حالة الطوارئ بسبب تفشي وباء «كورونا».

وحث وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت سي أوبراين، على رد صارم على الهجمات الصاروخية التي أسفرت عن مقتل جنديين أميركيين في قاعدة شمال بغداد، بحجة أن اتخاذ إجراءات صارمة أثناء انشغال قادة إيران في محاربة الفيروس التاجي، الذي يعصف بالجمهورية الإسلامية، قد يدفعهم أخيراً إلى مفاوضات مباشرة.

لكن وزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي تراجعا، وقالا إن «البنتاغون» ووكالات المخابرات ليس لديها دليل واضح على أن الهجمات التي شنتها الميليشيات العراقية قد أمرت بها إيران، وحذرت من أن رداً واسع النطاق قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع مع طهران، وتمزيق العلاقات المتوترة بالفعل مع بغداد.

وساد موقف العسكريين في الاجتماع على الأقل في الوقت الراهن. وأذن الرئيس ترامب بشن غارات جوية على 5 مستودعات أسلحة للميليشيات داخل العراق، نفذت ليلا، للحد من الخسائر البشرية المحتملة.

انتقاد خامنئي

في هذه الأثناء، شن المرشد الإيراني علي خامنئي هجوماً لاذعاً على المسؤولين الأميركيين، مؤكداً رفض أي عروض أميركية لمساعدة بلاده على مواجهة تفشي «كورونا».

وقال خامنئي، في كلمة بمناسبة العام الإيراني الجديد أمس: «أميركا أخبث عدو لإيران اليوم، لأن مسؤولي هذا البلد كاذبون ووقحون وطامعون وظالمون، وتجتمع فيهم كل الصفات السيئة».

وعلق على العروض الأميركية لمساعدة إيران على مواجهة «كورونا» بالقول: «الأميركيون متهمون بصنع ونشر فيروس كورونا، ولا علم لي بمدى صحة هذه الاتهامات، ولذلك لا يمكن الوثوق بهم».

وأضاف: «يقال إن أميركا أنتجت فيروسات خاصة بالجينات الإيرانية».

وتابع: «إذا صحت الاتهامات الموجهة لأميركا فإنها تريد من خلال عرضها تقديم المساعدة لإيران الإطلاع عن قرب على آثار الفيروس على المرضى الإيرانيين»، مضيفاً: «من الممكن أن تعمل واشنطن على إرسال دواء إلى طهران يعمل على تكريس الفيروس فيها وليس علاجه». وأكد خامنئي أن طلب المساعدة من الولايات المتحدة أمر غير عقلاني. وشدد على الثقة في قدرة بلاده على تجاوز أي أزمة.

واعتبر خامنئي أن ادعاء أميركا تقديم المساعدة لإيران أمر عجيب، في ظل النقص والمشاكل التي تعانيها هي في مواجهة هذا الفيروس.

وفي سياق آخر، دعا خامنئي الإيرانيين إلى الحفاظ على التزايد السكاني.

من جهة ثانية، أصدر مركز الإحصاء الإيراني تقريراً أعلن فيه أن تضخم الأسعار في الشهور الـ12 الماضية کان 34.8 في المئة.

وبحسب التقرير، فإن ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية كان أعلى من متوسط التضخم، وكان هذا المؤشر أقل بالنسبة لقطاع الخدمات، حيث کان تضخم الأغذية والمشروبات بنسبة 43 في المئة.

وتم إعلان ارتفاع أسعار بعض الأطعمة، مثل اللحوم الحمراء والأسماك، 50 في المئة، بينما كانت الزيادة في الخضراوات نحو 56 في المئة.

وذكرت الإحصائيات أن التضخم الريفي كان أعلى من التضخم الحضري، حيث أعلن المرکز أن ارتفاع الأسعار في الريف کان 37.3 في المئة، وكان في المدن 34.4 في المئة.

اتهام بالتجسس

من جهة أخرى، أفاد مسؤول مطلع في الحكومة الأفغانية، بأن اثنين من موظفي السفارة الإيرانية في العاصمة الأفغانية كابول، وهما عضوان في «فيلق القدس» التابع لـ»الحرس الثوري» الإيراني، كانا يقومان بنشاطات «أمنية وتجسسية» في أفغانستان «تحت غطاء دبلوماسي».

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، أن الموظفين الإيرانيين الاثنين تم طردهما من كابول، بعد مقتل قائد «فيلق القدس» السابق التابع لـ«الحرس الثوري»، قاسم سليماني، على يد القوات الأميركية في العاصمة العراقية بغداد.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت طرد موظفيها الاثنين من أفغانستان، لكن عباس موسوي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، وصف الأمر بأنه يأتي في إطار «تبديل الدبلوماسيين»، وهذا «أمر طبيعي في السياسة الخارجية والدبلوماسية».

وبناء على التصريحات التي أدلى بها المصدر المطلع لـ»إيران إنترناشيونال»، فإن أحد الموظفين المطرودين كان قائما بالأعمال الثقافية، والآخر كان قائما بالأعمال العسكرية لإيران، وكان الاثنان من الأشخاص المعتمدين لدى سليماني، حيث كانا يتابعان مشروعه في أفغانستان.

back to top