استيقظ اللبنانيون أمس على وقع المرحلة الأولى من تنفيذ الخطة العسكرية الأمنية لنشر القوى على الأرض في كل المناطق، وإطلاق دوريات وإقامة حواجز بما يوازي حال طوارئ غير معلنة، ومنع التجول، واتخاذ الإجراءات كافة لإلزام المواطنين بالتزام عدم مغادرة منازلهم بالقوة.وكانت بيروت والمناطق اللبنانية كافة أمس، أشبه بمدن أشباح، حيث التزم اللبنانيون للمرة الأولى بشكل جدي منازلهم، والواضح أن وقائع الأيام الأخيرة أرخت بثقل مرعب على كل الجهات الرسمية والصحية إزاء ما أبرزته قفزات أعداد الإصابات بـ«كورونا» من جهة، وإظهار نسب واسعة من المواطنين في مناطق مختلفة استهتارا وخفة من جهة أخرى.
وبعد يوم على طلب رئيس الحكومة حسان دياب، من القوى الأمنية والعسكرية «التشدد في تطبيق تدابير صارمة مع زيادة في الإجراءات لجهة وجوب الالتزام البقاء في المنازل وعدم الخروج ومنع التجمعات على اختلافها وملاحقة المخالفين أمام المراجع القضائية»، قال وزير الداخلية محمد فهمي إن «الحكومة اللبنانية كانت سباقة في اعتمادها إجراءات الحماية الملائمة، بهدف الحد من تفشي هذا الوباء الخبيث، لكن للأسف، لم يلتزم بعض المواطنين في مختلف المناطق بإجراءات السلامة الوقائية الملزمة التي يجب اتباعها حماية لذويهم وعائلاتهم وأهلهم وأصدقائهم ومجتمعهم، وحتى جيرانهم في المبنى الذي يقطنون فيه».وأضاف فهمي، خلال إطلاقه في مؤتمر صحافي الخطة التنفيذية لإلزام المواطنين منع مغادرة منازلهم، «للأسف، لن يعود باستطاعتنا احتواء هذا الوباء، تخطينا الاحتواء، سننزلق نحو المجهول إذا لم يكن هناك من قناعة ذاتية من كل مواطن لتخطي هذه الأزمة«، متابعا: «علينا الاستعداد للأسوأ»، وهدد «بتطبيق القانون على الجميع، وكل مخالفة ستهدد السلامة العامة، ستُقمع».وباشرت قوى الأمن تطبيق هذا القرار بالوسائل المتاحة كافة، عبر تسيير دورياتها على الأراضي اللبنانية وإنذار المواطنين من خلال حملات التوعية المباشرة بواسطة مكبرات الصوت، وعبر مواقع التواصل، من أجل الحض على التقيد التام بالتزام المنازل وعدم القيام بالتجمعات وإقفال المؤسسات والمحال التجارية، إضافة الى تنظيم القطعات الاقليمية مئات المحاضر في حق المخالفين. واستخدم الجيش اللبناني، أمس، المروحيات العسكرية لحث السكان على الالتزام بمنازلهم وتجنب التجمعات. وقالت مصادر متابعة إن «طوافات عسكرية تابعة للجيش حلقت في سماء سهل البقاع، وناشدت المواطنين عبر مكبرات الصوت التزام منازلهم، حرصا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم».كما حلقت مروحيات الجيش فوق العاصمة بيروت، ودعت المواطنين عبر مكبّرات الصوت إلى التزام منازلهم، وكذلك واصلت البلديات في مختلف المناطق اللبنانية إجراءاتها المشددة للتصدي لتفشي الفيروس، وترافقت هذه التدابير مع إرشادات صارمة للأهالي لالتزام المنازل واتباع الاجراءات الوقائية.
دوليات
لبنان لن يعود باستطاعته احتواء الوباء
23-03-2020