التحدي باستمرار الهمة الحكومية
المطلوب منا كشعب ومجتمع التعاون التام مع التعليمات الرسمية والتوجيهات الصحية، ولاسيما أثناء فترة حظر التجول وكف الإشاعات والأخبار المغلوطة، والتحلي بالصبر لتجاوز هذه الأزمة العالمية، والمطلوب من الإدارة الحكومية استمرار أدائها العالي، وتوزيع جهودها ودراسة أي خطوة جيداً قبل الإقدام عليها، واستشراف المستقبل لمعرفة أين تسير الأمور.
الإدارة الحكومية المتميزة حتى الآن في مواجهة أزمة كورونا على مختلف الصُّعُد تستحق كل الشكر والتأييد، والالتزام الذي نشاهده من جميع العاملين في الصحة والداخلية والجمارك والتجارة والبلدية والطيران المدني والجمعيات التعاونية وغيرهم من أبناء الوطن أمر يدعو إلى الفخر، ولكن هذا العمل الصعب يحتاج إلى قراءة متأنية للأحداث واستشراف لمستقبل هذه الأزمة بكل جوانبها. تجاوزنا اليوم الأسبوع الثالث لأزمة كورونا، وهناك تطمينات حكومية وثقة مستحقة بالمخزون العام للدولة من مختلف الاحتياجات كالأدوية والأغذية والمواد الأساسية، على افتراض أن هذه الأزمة تحتاج إلى أسابيع قليلة لتجاوزها، وهذا ما نأمله جميعاً، والتحدي الأكبر محلياً تجاه تلك الأوضاع هو القدرة على إدارة الأزمة إلى نهايتها بنفس الوتيرة من العطاء والفعالية والالتزام، وهنا ينبغي على من يدير تلك الأزمة أن يدرسها من كل جوانبها ويتوقع مآلها، من استمرار الرعاية الصحية النشيطة، ومن القدرة على تحمل إيقاف الأنشطة التجارية، وخصوصاً للمشاريع الصغيرة والمؤسسات الفردية، ومن جوانب الاستعداد لخطة الإجلاء الكبرى باستقدام عشرات الآلاف من المواطنين من الخارج، والتعامل مع تواجد مئات الآلاف من المقيمين في الدولة بلا عمل ولا مصدر دخل، وآثار ذلك على استنزاف نشاط وجهود الدولة بكل قطاعاتها الرسمية والأهلية والتطوعية خلال الفترة المقبلة.
إن المطلوب منا كشعب ومجتمع التعاون التام مع التعليمات الرسمية والتوجيهات الصحية، ولاسيما أثناء فترة حظر التجول وكف الإشاعات والأخبار المغلوطة، والتحلي بالصبر لتجاوز هذه الأزمة العالمية، والمطلوب من الإدارة الحكومية استمرار أدائها العالي، وتوزيع جهودها ودراسة أي خطوة جيداً قبل الإقدام عليها، واستشراف المستقبل لمعرفة أين تسير الأمور وكيفية الحفاظ على قوى الأداء والعمل بهذه الوتيرة إلى النهاية بدون إرهاق الطواقم الصحية والأمنية والإدارية، وتحميلها فوق طاقتها، ومن المناسب أن ننبه الحكومة إلى ضرورة إعداد رسالة إعلامية احترافية للمجتمع عامة، وللعاملين بالخطوط الأمامية خاصة، تواكب المرحلة بمختلف البرامج الموجهة إلى الجميع للحفاظ على الهمة بالعمل والتماسك والالتزام وتأمين الاستقرار الاجتماعي، وبث الطمأنينة بين الناس حتى نتجاوز هذه الغمّة بإذن الله تعالى بسلامة وعافية، فنحن نعيش تجربة غير مسبوقة وتحدياً وطنياً عظيماً، نسأل الله لنا وللجميع العافية، والله الموفق.