«إنما الأمم الأخلاق»
كنّا نعتقد أن دول أوروبا والغرب قادرة على التصرف والسيطرة على المرض بفضل تفوق أنظمتها الصحية على بقية العالم، إلا أن هذا الاعتقاد قد زال بعد أن عجزت عن الوفاء بأبسط التزاماتها تجاه مواطنيها.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا مازالت هناك بعض الأصوات البغيضة للأسف الشديد تتصرف بلا رشد ولا قيم أخلاقية في وقت الدولة فيه بأمس الحاجة إلى بث روح الالتزام والولاء بالتزام التعليمات والإرشادات الصحية بين صفوف المواطنين لضمان قدرتها على إدارة هذه الأزمة بمهنية واحتراف للعبور بالكويت إلى بر الأمان إن شاء الله. فلننظر إلى الدول في العالم الغربي وإلى طوابير المواطنين للحصول على المواد الأغذية ومستلزمات المواد المطهرة، ولنقارنها بالكويت بلد الخير التي لم تتأثر أسواقها رغم كل شيء، حتى إن المواطن والمقيم لم يشعر بأي تغيير ولم يلجأ إلى التخزين، فكل ما يريده متوفر أكثر من ذي قبل، بل إن الأسعار لم تتغير وبعضها قل سعره.الكويت عملت ما لا يستطيع أحد فعله، فقد حفظت حقوق الوافدين وصرفت لهم الرواتب حالهم من حال المواطنين، ووفرت لهم العلاج وكل ما يمكنهم من العيش على هذه الأرض الطيبة.الكويت أخذت مجموعة من الإجراءات الاستباقية قبل معظم دول العالم، عطلت الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات للحد من انتشار المرض بين من يعيشون على أرضها. الكويت واصلت الليل بالنهار للعمل على ترتيب عودة آمنة لمواطنيها بالخارج، وإلى حين ذلك وفرت لهم المأكل والسكن المجاني المناسب بفنادق خمس نجوم، الكويت عملت منذ اللحظة الأولى على تجهيز المستشفيات ووفرت كل مستلزمات الرعاية الطبية لعلاج لمن تثبت إصابتهم بالمرض ولم تميز بين مواطن ومقيم.حكومة الكويت تفوقت بكل شيء عملت وأخذت بكل التدابير الوقائية، ولم تلتفت إلى حجم الخسائر المالية، وفي النهاية يظل نجاح إدارتها لهذه الأزمة مرهوناً بوعي المواطن والمقيم واتباعهما التوجيهات كي لا تضيع تلك الجهود سدى.اللهم احفظ الكويت وسائر بلاد المسلمين والبشرية جمعاء، واكفنا شر كل صوت نشاز يريد بأهلها السوء.ودمتم سالمين.