مطلوب من المسؤولين في مثل هذه الأوقات اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالحياة والموت، وهم لا يسيرون معصوبي الأعين تماماً، بل يعملون بناءً على نصائح اختصاصيي الأوبئة وخبراء الصحة العامة، ومع ذلك ما زلنا بحاجة إلى توخي الحذر بشأن «التفكير الجماعي»، وهو رد فعل طبيعي لكنه خطير عند الاستجابة لأزمة عالمية.هذا الفيروس الذي يجتاح العالم من المحتمل أن يصيب العديد من الأميركيين، لذلك نحن بحاجة إلى توفير المزيد من الأسِرّة في المستشفيات، ومعدات العلاج والوقاية، لكن المُلح أيضاً هو أننا نحتاج إلى أن نسأل أنفسنا: هل يمكننا تقليل خطر هذا الفيروس بشكل «جراحي» دقيق للضعفاء المعرضين للإصابة، بينما نزيد فرص عودة أكبر عدد من الأميركيين إلى العمل بأمان في أقرب وقت؟ يقول بعض الخبراء إن ذلك يمكن أن يحدث خلال بضعة أسابيع.
النهج «الجراحي العمودي» يركز على حماية وعزل أولئك الذين يرجح أن يتوفوا أو يتعرضوا لأضرار طويلة الأمد، إذا التقطوا العدوى، أي كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة ومن يعانون نقصاً بالمناعة، بينما نعالج مبدئياً بقية المجتمع بالطريقة التي تعاملنا بها مع التهديدات المألوفة مثل الإنفلونزا، وهذا يعني أننا نطلب منهم أن يحترموا الآخرين عند السعال أو العطس، وغسل أيديهم بانتظام، وإذا شعروا بالمرض البقاء في المنزل والتغلب عليه، أو طلب الرعاية الطبية إذا لم يتعافوا في الوقت المتوقع. وكما هي الحال مع الإنفلونزا، فإن الغالبية العظمى من السكان ستتغلب على «كورونا» في غضون أيام، وسيتطلب الأمر دخول عدد صغير إلى المستشفى، وستموت نسبة صغيرة جداً من الضعاف، بشكل مأساوي. كذلك يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع أي احتكاك بين الحاملين المحتملين للفيروس مع المسنين ومن يعانون أمراضاً مزمنة والمصابين بنقص المناعة، كما يجب أن نعدّ أنظمة للفحوص من خلال الهواتف، وهو ما فعلته الصين وكوريا، لتحديد أوضاع أولئك الذين لا تناسبهم إجراءات العزل مدة 14 يوماً. نودّ أيضاً أن نؤكد أنه بمجرد أن تتعافى من «كوفيد 19»، فأنت في مأمن من الإصابة به مجدداً أو نشره مرة أخرى لفترة من الزمن، وبالطبع، يجب أن يكون هناك عمل سريع على العلاجات الفعالة واللقاحات، ونشرها على مستوى عالمي في أقرب وقت.لست خبيراً طبياً، أنا مجرد مراسل أخشى على أحبائي وجيراني وعلى الناس في كل مكان مثل أي شخص آخر، أشارك هذه الأفكار ليس لأنني أعلم أنها العلاج السحري، بل أشاركها لأنني متأكد أننا بحاجة إلى توسيع النقاش، وأنا متأكد أننا بحاجة إلى مزيد من «مناعة القطيع»، فإما أن نسمح للكثير منا بالإصابة ثم التعافي والعودة إلى العمل، بينما نبذل قصارى جهدنا لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للوفاة، أو في المقابل نغلق مدة أشهر في مسعى لإنقاذ الجميع في كل مكان من هذا الفيروس، بغضّ النظر عن احتمال تعرّضهم للخطر، ووفاة العديد من الأشخاص بوسائل أخرى، وقتل اقتصادنا وربما قتل مستقبلنا.* توماس فريدمن
مقالات
خطة لإعادة الولايات المتحدة إلى العمل
24-03-2020