الكتاب الإلكتروني يتصدر المشهد الثقافي

في ظل قيام دور نشر بتنشيط مواقعها على الإنترنت

نشر في 25-03-2020
آخر تحديث 25-03-2020 | 00:03
أعادت محنة «كورونا» مثقفي العالم إلى المتابعات الثقافية إلكترونياً، واحتل الكتاب الرقمي صدارة قوائم الكتب، بعد أن قامت دور نشر ومؤسسات ثقافية عالمية ومنها مصر بتنشيط مواقعها على الإنترنت، وتبارت في عرض إصداراتها، وذلك في ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء، ومنها إلغاء العديد من معارض الكتاب على مستوى العالم، ودعوة المواطنين إلى الالتزام بمنازلهم، وهو الأمر الذي جدد التساؤل حول مستقبل الكتاب الرقمي وانحسار الورقي.
في "زمن كورونا"، بات الكتاب الالكتروني شائعا ويتصدر النشاط الثقافي في جميع الدول حيث أطلقت الدار المصرية - اللبنانية، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، مبادرة "القراءة حياة"، وتهدف المبادرة إلى عرض وتوصيل الكتاب إلى القارئ في المنزل، فيما كثفت منصة كتبنا من عرض إصداراتها، محفزة الجميع على المتابعة والقراءة والنشر عبر المنصة.

وقال محمد رشاد مدير الدار المصرية - اللبنانية، وهو رئيس اتحاد الناشرين العرب إن مبادرة الدار تحفز دور النشر الأخرى على تعميمها، وهذا امر جيد، يفيد الناشر في ظل إلغاء معارض الكتاب الدولية، وتفيد القارئ الذى يلتزم بالوجود في منزله.

المواقع الإلكترونية

وبينما دشنت وزارة الثقافة المصرية مبادرة "الثقافة بين يديك"، وأتاحت العروض الفنية والمسرحية والإصدارات "اون لاين"، لجأ عدد من المؤسسات الثقافية ودور الأوبرا حول العالم، إلى الوسائل الرقمية ومواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت للتواصل مع الجمهور، وبث عروضها مباشرة على شاشات التلفزيون والمنصات الإلكترونية، وذلك بعد حالة تعليق النشاطات والفعاليات فى أغلب المواقع الإبداعية فى العالم، خوفا من نقل العدوى بين الحضور .

أمازون

كما شهد موقع "أمازون" زيادة كبيرة في قراءة الكتب الرقمية، وجاء في مقدمتها الكتب التي تتناول الوباء فيضع الموقع عشرات الكتب أقل من 100 صفحة، تقدم نصائح حول كيفية تجنب الإصابة.

ووفق ما ذكر موقع "الإندبندنت"، إن كل الكتب الموجودة بموقع الأمازون ليست تتحدث عن طرق الوقاية من العدوى فقط، ولكن بعض الكتب تشمل تأملات في الاستفادة من الفيروس فعلى سبيل كتاب يتحدث عن كيفية تصنيع مطهر ليديك.

ومن المعروف أن لدى أمازون إرشادات صارمة في قسم النشر الذاتي للكتاب الالكتروني، ولكن النطاق الهائل لمحتوى الكتب التي تتحدث عن كورونا بالطبع يكافح ويتصدى للفيروس.

وقال موقع الأمازون في بيان رسمي: لقد طلبنا دائمًا من البائعين والمؤلفين والناشرين تقديم معلومات دقيقة عن فيروس كورونا الوبائي، ونزيل تلك التي تنتهك سياساتنا، مضيفا: في الجزء العلوي من صفحات نتائج البحث موجود إرشادات حكومة المملكة المتحدة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا وإجراءات الحماية منه.

مبادرات عالمية

وفي فرنسا، قدم قائد الأوركسترا فرانسوا كزافييه روث، في دار الأوبرا الملكية في فرساي مع فرقته عرضا فى صالة غاب عنها الجمهور كما استطاع محبو بيتهوفن أن يستمعوا إلى أبرز سيمفونياته من خلال محطة "ميتزو" التي نقلت مباشرة عرض دار الأوبرا الملكية في فرساي، إلا أن هذه المحطة ليست الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة.

كما وجدت بعض المبادرات الفردية لفنانين عاطلين عن العمل بين عشية وضحاها منهم،عازف البيانو الألماني الروسي، إيغور ليفيت الذى يبث منذ أيام على حسابه في "تويتر" فيديوهات له مباشرة من منزله لإسعاد نحو 60 ألفا من متابعيه.

وغنت الميتزو سوبرانو الأميركية جويس دى دوناتو برفقة المغني البولندي بيوتر بيزالا مقتطفات من أوبرا "ويرثر" لماسينيه مباشرة على "إنستغرام" و"فيس بوك" مستغلين الفرصة لطلب التبرعات للمسارح وفرق الأوركسترا.

ونشر عازف الكمان، رونو كابوشون، مقطع فيديو له على "تويتر" وهو يعزف لحنا لدفوراك باستخدام تطبيق "نوماد بلاي" الذى يسمح لعازف أن ترافقه فرقة أوركسترا افتراضية.

وأطلقت قاعة "لا فيلارموني" في باريس شعار "إذا لم تأتِ للاستماع إلى الموسيقى، فالموسيقى ستأتي إليك" معلنة أن كل حفلاتها السابقة متوافرة على تطبيق "فيلارموني لايف" إضافة إلى قوائم وزيارة افتراضية لمتحفها للموسيقى على موقعها الإلكتروني.

وقالت دار الأوبرا في باريس إنها ستبث برنامجا مجانيا للأوبرا والباليه على موقعها بالتعاون مع "كالتشر بوكس".

وبدأت أوبرا "متروبوليتان" في نيويورك، وهي واحدة من دور الأوبرا الأبرز في العالم، إعادة بث إنتاجاتها مجانا على موقعها، وقال مديرها بيتر غيلب في رسالة "نود أن نقدم مواساة أوبرالية لجميع محبي الأوبرا في هذه الأوقات الصعبة جدا".

وقامت بالمثل كل من أوبرا فيينا وأوبرا ميونيخ، وذهبت أوبرا استوكهولم إلى حد بث عرض "فالكيري" لفاغنر مباشرة لمدة خمس ساعات (مع استراحات) على موقعها.

أما أوركسترا برلين الفلهرمونية العريقة فقد أتاحت لمحبي الموسيقى الكلاسيكية الولوج المجاني لمدة شهر إلى خدمة "قاعة الحفلات الرقمية".

المستقبل لمن؟

وعن مستقبل الكتاب الرقمي، قال الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن الإقبال على الكتب التي تعرض على الإنترنت سيشهد حالة جيدة في ظل الظروف التي يمر بها العالم، فمؤخرًا أعلنت أمازون إقبالا غير مسبوق على الكتب عبر الإنترنت في الوقت الحالي، ولكن ما يخص الكتاب الورقي او الرقمي المعروض على شركات بيع الكتب، يعود لذائقة القارئ نفسه، فهناك قراء كثيرون يفضلون قراءة الكتاب الورقي، وهناك البعض الذين يرغبون في القراءة والمطالعة عبر الشبكة العنكبوتية.

وأوضح محمد رشاد، في تصريحات صحافية، أنه من الممكن أن تكون تلك المرحلة لمواجهة فيروس كورونا، تجعل الناس يتعودون على طلب الكتب عبر الإنترنت، سواء الورقي أو الرقمي، وقال: أعتقد ان غالبية القراء يفضلون الكتاب الورقي عن الرقمي، لافتا إلى أن الكتاب الورقي يتضمن الروايات والقصص ودواوين الشعر والفلسفة وهكذا، أما الرقمي فقد يوجد الكثير من يقتصر على الكتب العلمية والأكاديمية.

من جهته، قال الدكتور خالد العامري عضو لجنة النشر بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الكتاب الورقي واجه منعطفا خطيرا في تاريخه، نتيجة ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة، ورغم ذلك يوجد تنافس حقيقي بين الكتاب الورقي والإلكتروني لاجتذاب القراء، مشيرا إلى أن الكتاب الورقي والإلكتروني يكمل احدهما الاخر.

وزارة الثقافة المصرية دشنت مبادرة «الثقافة بين يديك»

«أمازون» أعلنت إقبالاً غير مسبوق على الكتب عبر الإنترنت حالياً

الكتاب الورقي واجه منعطفاً خطيراً في تاريخه نتيجة ارتفاع أسعار الورق
back to top