ما الدرس الذي رفضت صناعة النفط الصخري الأميركي تعلمه؟
على ما يبدو، تقع سوق النفط تحت ضغوط مماثلة لما تعرضت له عام 2014، لكن هذه المرة ربما تكون الأمور أسوأ، نتيجة انتشار فيروس كورونا، وتأثيره السلبي على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتبعية الطلب.وتساءل محللون عن أسباب عدم استعداد صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة لأجواء انخفاض أسعار الخام، والتي تحدث في الوقت الحالي.
نقص في الاستعدادات
- لو تم إجراء مسح قبل خمس سنوات وسُئل فيه مديرو شركات النفط الصخري عمَّا إذا كانت أسعار النفط ستصل إلى 30 دولاراً للبرميل، كان الجميع سيردون بالنفي، لكن الواقع اليوم يقول غير هذا.- انخفض سعر «نايمكس» الأميركي قرب 20 دولارا للبرميل، كما أن «برنت» يتداول أدنى 30 دولاراً للبرميل، وهذه أنباء سيئة لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة.يأتي ذلك رغم محاولات منتجي النفط الصخري وشركات الخدمات النفطية في أميركا خفض التكاليف قدر الإمكان خلال السنوات القليلة الماضية.- رأت «ريستاد إنيرجي» عام 2015، أن السعر الذي يمكن لتلك الشركات العمل عنده مع تحقيق توازن بين التكاليف والإنتاج هو 68 دولاراً للبرميل، لكن الشركات قللت هذه التكلفة للعمل عند 46 دولاراً.- هناك عدة أسباب تعرضت لها السوق العالمية، وأسفرت عن نقص في استعدادات صناعة النفط الصخري، ومن بينها الضغوط على الأسعار قبل تفشي «كورونا».- من بين العوامل الأخرى، أن شركات النفط الصخري الأميركي تعاني بالفعل مشاكل مالية، وتعتمد على طرح سندات في تمويل أنشطتها، إضافة إلى تحوُّل مستثمرين عن هذه الصناعة، نتيجة زيادة الجهود لمكافحة التغيرات المناخية. - تواجه الصناعة صعوبات منذ سنوات، في ظل عدم تحقيقها للأرباح المطلوبة للحصول على التمويل اللازم من البنوك.- عندما تعافت أسعار النفط عام 2017، نصح بعض مسؤولي شركات الخام الصخري بضرورة الانضباط في الإنفاق والتكاليف تحسباً للأزمات، لكن على ما يبدو، لم تجد هذه النصيحة نفعاً للكثيرين.ماذا عن ارتفاع الأسعار؟
- يقول محللون إن صناعة النفط الصخري تواجه العديد من التحديات بعيداً عن «كورونا» وأضراره على الطلب، وبالتالي فإن ارتفاع أسعار الخام لن ينقذها من عثراتها.- رغم أن وضع قيود على الإنتاج ربما يدعم أسعار النفط، فإن الخفض في الإنتاج ربما يشكل ضغوطاً أكبر على الصناعة.- أظهر مسح أن 34 شركة تعمل في صناعة النفط الصخري أنفقت في المجمل ما يزيد على مكاسبها بنحو 189 مليار دولار خلال العقد الماضي.- في السنوات العشر الماضية، زادت صناعة النفط الصخري إنتاجها بكثافة مما عزز مكانة الولايات المتحدة كمنتج عالمي للخام.- تعاني شركات النفط الصخري ضعف السيولة اللازمة للإنتاج والتشغيل وأيضاً لإرضاء المساهمين بالتوزيعات النقدية، وهو ما يدفعها للاستدانة.- والآن، في ظل انخفاض أسعار النفط بشكل حاد، تواجه صناعة النفط الصخري أزمة مضاعفة ستدفع الكثير من الشركات لتسريح عمالة وخفض الإنفاق، وربما التقدم بطلبات للحماية من الإفلاس.