إسرائيل: صِدام بين «ليكود» والقضاء يقرب الانتخابات
● اليمين يقاطع البرلمان ويتهم غانتس بالدكتاتورية
● مناورات بـمشاركة «إف 35»
اقترب احتمال إجراء انتخابات رابعة في إسرائيل مع تواصل الشلل السياسي الذي تشهده منذ عام بعد رفض رئيس الكنيست يولي إدلشتاين قرار المحكمة العليا بإلزامه بإجراء تصويت على انتخاب رئيس جديد للبرلمان، فيما بات مصير رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو على المحك.
عقد تدخّل نادر من القضاء الإسرائيلي بالإجراءات البرلمانية في الأزمة السياسية في الدولة العبرية واقتربت من إجراء رابع انتخابات تشريعية بعد فشل حزب «ليكود» اليميني بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو ومنافسه «أزرق أبيض» بزعامة بيني غانتس في الحصول على أغلبية خلال الانتخابات الثلاث الماضية التي أجريت في غضون عام واحد.وتصادم «ليكود» الذي يقود ائتلاف حكومة تصريف الأعمال أمس، مع المحكمة العليا بعد أن أمرت الأخيرة رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، أمس الأول، بطرح تصويت لاختيار رئيس جديد للبرلمان.وجدد رئيس الكنيست، وهو عضو بـ«ليكود»، رفضه السابق لطرح التصويت واعتبر أن قرار المحكمة الذي يمكن أن يؤدي إلى تصويت يطيحه ويضعف قبضة حليفه الوثيق نتنياهو على السلطة مع احتمال طرح قانون خاص يمنع رئيس حكومة تصريف الأعمال من تشكيل حكومة جديدة لاقتراب محاكمته في قضية فساد، غير ملزم.
وتعلل رئيس الكنيست بأزمة فيروس كورونا والدعوة التي وجهها نتنياهو لتشكيل «حكومة طوارئ وطنية» كسببين لتأجيل التصويت على منصب رئيس البرلمان عقب الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في الثاني من مارس الحالي.وفي وقت سابق، وبعد الاستماع لطلب من «أزرق أبيض» وجماعات مدافعة عن الديمقراطية، أمس الأول، لإجبار إدلشتين على إجراء تصويت لاختيار رئيس جديد للكنيست، أمهلته المحكمة حتى مساء أمس الأول كي يقول ما إذا كان مستعداً لفعل ذلك خلال جلسة برلمانية اليوم.وبعد انتهاء المهلة قال إدلشتين المنتمي إلى حزب «ليكود» عبر «تويتر»: «مع كل الاحترام الواجب، لا يمكنني الموافقة على الإنذار المقدم لي ولبرلمان إسرائيل لعقد الجلسة في موعد لا يتجاوز 25 مارس». وقال إن تحديد أجندة البرلمان من سلطة رئيسه وليس القضاء. وبعد فترة وجيزة من ذلك أصدرت المحكمة حكماً يطلب منه إجراء التصويت في غضون اليومين المقبلين.وعلى الرغم من عدم تشكيل حكومة لتحل محل ائتلاف تصريف الأعمال برئاسة نتنياهو أدى برلمان جديد اليمين ويسيطر فيه خصوم نتنياهو الرئيسيون، «أزرق أبيض» الوسطي وحلفاؤه ومن بينهم ائتلاف «القائمة المشتركة» لـ«عرب 48»، على أغلبية ضئيلة تبلغ 61 مقعداً في مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعداً.
جميع الطروحات
وقالت مصادر رفيعة في البرلمان، أمس، في أعقاب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الأول، بإلزام رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، بإجراء تصويت على انتخاب رئيس جديد للمجلس، إن جميع الإمكانيات مطروحة على الطاولة، وذلك في تلميح إلى أن بين هذه الإمكانيات عدم إجراء تصويت كهذا رغم قرار المحكمة.وفي حين قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينيتس: «سننفذ قرار المحكمة العليا، رغم أننا نعتقد أنها أخطأت بقرارها، ولن نصل إلى حالة فوضى»، اتهم «الليكود» تحالف «أزرق أبيض» والوزير السابق أفيغدور ليبرمان و»القائمة المشتركة» لـ»عرب 48» بالاستيلاء على حق 2.5 مليون من «ناخبي اليمين»، بهمجية غير مسبوقة، بعد أن قرروا «تشكيل 6 لجان مؤقتة وقرروا أن في جميعها توجد أغلبية لأنفسهم ومندوب عنهم برئاستها، خلافاً لتقاسم المقاعد والقواعد المتبعة. ومعسكر اليمين لن يشارك في هذه المداولات والتصويت غير الديمقراطي».حالة فوضى
وهاجم الوزير المنتمي إلى «الليكود» ياريف ليفين، المحكمة العليا واتهمها بأنها «تقود إسرائيل إلى حالة فوضى وأنها تتصرف كأن الدولة ملك لها. والمحكمة تستهدف أساس الديمقراطية، وهو مبدأ فصل السلطات، عندما استولت على الكنيست وتولت إدارة الهيئة العامة له».واعتبر ليفين أن على رئيسة المحكمة العليا، إستير حيوت، أن «تنشغل بالأمور المسؤولة عنها المحكمة. وهي ليست مسؤولة عن إدارة الكنيست. والمحكمة لا يمكنها إدارة الكنيست وأن تحل مكان رئيسه. وخمسة قضاة انتخبوا بطريقة صديق يحضر صديقاً، من دون بروتوكول وفي الغرف المغلقة وبطريقة مرفوضة، يجلسون ويعتقدون أن بإمكانهم إدارة كل شيء. وهذه ليست دولة توجد فيها محكمة، وإنما، لأسفي، محكمة تتصرف كأن الدولة ملك لها».وكانت الأحزاب اليمينية الداعمة لنتنياهو قد أعلنت أنها ستقاطع بدء أعمال الكنيست، أمس الأول، احتجاجاً على ما وصفته بـ»السلوك الديكتاتوري» لمنافسها «أزرق أبيض» وحلفائه.قطيعة حزبية
في المقابل، عقبت كتلة «أزرق أبيض» بأنه «ثمة أهمية في هذه الفترة أن يكون الكنيست فاعلاً من أجل مساعدة الدولة في مواجهة أزمة الكورونا. والآن، بعد أن حققنا ذلك، ما زلنا ندعو ليفين والليكود إلى وقف السياسة الصغيرة، والتوقف عن التحريض والمساس بمؤسسات الدولة والمجيء إلى حكومة وحدة معنا».وفي موازاة ذلك، نقلت «كان» عن قياديين في «أزرق أبيض» ومقربين من غانتس، قولهم: «أصبحنا أقرب إلى انتخابات رابعة من تشكيل حكومة وحدة. والمفاوضات بين أزرق أبيض والليكود لن تستأنف الآن رغم أن الكنيست عاد إلى العمل وتشكلت لجان الإشراف على الحكومة، مثلما طالب أزرق أبيض. وكانت هناك نية باستئناف المفاوضات الائتلافية بعد تشكيل اللجان، لكن التصريحات المتشددة التي قالها مسؤولون في الليكود ضد المحكمة العليا لا تسمح باستئناف المفاوضات، وعملياً هي تفرض استمرار القطيعة بين الحزبين».تمرين عسكري
إلى ذلك، بدأ ظهر أمس تمرين لسلاح الجو الإسرائيلي بالتعاون مع قوات أميركية جنوبي إسرائيل، على أن ينتهي غداً.وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر «تويتر»، أنه «سيلاحظ في إطار التمرين تحركات ناشطة للطائرات الحربية من نوع إف 35».ولفت المتحدث إلى أن «المناورات ستقام في الجو فقط، ولن تكون خلاله لقاءات على الأرض».