نديم يكتب رسالة المسرح... في يومه العالمي
بمناسبة يوم المسرح العالمي، أسندت الهيئة الدولية للمسرح بدولة الإمارات للفنان الباكستاني شاهد نديم كتابة رسالة هذا العام، وقد جاءت بعنوان «حين يصبح المسرح ضريحا»، حيث استعرض ملامح من تجربته الخاصة، وسلّط الضوء على العقبات التي تواجه «أبا الفنون».وقال نديم: نقول أحياناً على سبيل الدعابة: «الأوقات السيئة هي وقت ازدهار المسرح»، فالأوقات السيئة تمنحنا الكثير من التحديات التي يجب مواجهتها والتناقضات التي يجب الكشف عنها، والواقع الذي يجب تخريبه، وقد مشيت مع فرقتي المسرحية «أجوكا» على خيط رفيع لأكثر من 36 عاماً، وكان بالفعل خيطا رفيعا جاهدنا فيه للحفاظ على التوازن بين الترفيه والتعليم، وبين البحث والتعلّم من الماضي والاستعداد للمستقبل، بين حريّة التعبير الإبداعي والمواجهات الجريئة مع السلطات، بين المسرح الذي يهتم بالقضايا الاجتماعية والمسرح الربحي، بين الوصول إلى الجماهير والحفاظ على الإبداع والريادة، للوصول إلى هذا التوازن، على المسرحيين أن يكونوا سحرةً أو مشعوذين! واستطرد: «في عالم اليوم حيث تتصاعد وتيرة التعصب والكراهية والعنف مرة أخرى، وتحرّض الدول شعوبها ضد الشعوب الأخرى، ويتقاتل المؤمنون مع غيرهم من المؤمنين، وحيث أصبحت المجتمعات تثير الكراهية ضد المجتمعات الأخرى، نغفل عن الأطفال الذين يموتون بسبب سوء التغذية، والأمهات اللواتي يمتن أثناء الولادة بسبب نقص الرعاية الطبية. للمسرح دور محوري ونبيل في تحفيز وتحريك الإنسانية لتنقذ نفسها من هبوطها إلى الهاوية، فتتخفف خشبة المسرح عند الأداء صاعدة للسماء لترقى إلى شيء أسمى وأكثر تقديسا. واختتم: في جنوب آسيا، يلامس الفنانون خشبة المسرح في احترام وتبجيل قبل الصعود إليها، وهو تقليد قديم تمتزج فيه الروحانية والحسّ الثقافي، وقد حان الوقت لاستعادة تلك العلاقة التكافلية بين الفنان والجمهور وبين الماضي والمستقبل. يمكن أن يعود للمسرح سموه وقدسيته، ويمكن أن يصبح الممثلون في الواقع تجسيداً للأدوار التي يلعبونها، فالمسرح يرفع فن التمثيل إلى مستوى روحاني، ليصبح المسرح ضريحا، ويصبح الضريح مساحة للأداء.
للمسرح دور محوري ونبيل في تحفيز وتحريك الإنسانية