آمال : حجْرنا وحجْرهم
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
أتابع أوضاعهم وأنا أتذكر ما كتبه الصربي تشارلز سيميك، في سيرته الذاتية "ذبابة في الحساء"، التي عرض فيها أحداث الحرب العالمية الثانية، خصوصاً ما جرى في بلغراد، مدينته التي كان يقطن فيها، طفلاً، مع أمه وشقيقه المولود حديثاً، في ظل غياب أبيه! بالتفصيل تحدَّث عن لحظات قصف قوات التحالف ضد الألمان، والانفجارات، وتهاوي البنايات من حولهم، وصراخ قاطني تلك البنايات، دون أن ينسى تفاصيل أخرى، تعتبر صغيرة إن قارناها بتساقط البنايات، كتهشم الزجاج، وصرخات الأمهات التحذيرية لأطفالهن من الخروج، وغير ذلك من تفاصيل يستعرضها أمام القارئ كشاشة سينمائية تعرض فيلماً من الأفلام الوثائقية.يصف تشارلز تلك الأحداث، وقرار أمه الذي اتخذته بالبقاء في المدينة رغم القصف، باعتباره أفضل من الخروج والتعرض لعصابات الجيش الألماني، التي تعيش أسوأ لحظاتها، وكيف أن بلغراد أصبحت في المنتصف بين جيشين متحاربين؛ جيش التحالف والجيش الألماني!أقارن تلك الأوضاع، وذلك الحظر المرعب في بلغراد، مع الحظر الجزئي المترف في الكويت، فأبتسم وأحمد الله كثيراً.