بالعربي المشرمح: فيروس كورونا والفساد!
حين امتدحت إجراءات الحكومة الأخيرة للتصدي لوباء كورونا اتهمني البعض بالمحاباة لها وتغير نهجي، الأمر الذي استغربته بل استهجنته لأننا حين ننتقد الحكومة فلا خصومة لنا معها ولا عداوة، لكننا نسعى إلى إصلاح ما نعتقد أنه اعوجاج أو انحراف في الأداء، وعندما نرى عملاً لها بمستوى طموحنا فحتماً بل من واجبنا أن نشكرها وندعمها، لسبب بسيط أننا نؤمن بالنقد البناء كما نؤمن بمبادئنا وحبنا لوطننا، وأن الحكومة عبارة عن أفراد يصيبون ويخطئون، ومن واجبنا عدم محاباتها أو التمصلح من خلالها، ولأننا لسنا مرتزقة أو عبيد سلطة فعلينا واجب النقد كمواطنين نسعى إلى الصلاح والإصلاح.ما قامت به حكومتنا من إجراءات للتصدي لوباء كورونا أذهلنا، بل أذهل العالم، وأعاد لنا الأمل بعد أن كاد أن ينعدم فيها، لذلك عليها أن تستمر في إدارة الدولة، وكأنها في أزمة مستمرة حتى تتمكن من إنجاز كل ما هو عالق لديها، نعتقد أنه بسبب رضوخها للمتنفذين والفاسدين، حيث كشفت لنا أزمة كورونا أن الحكومة تمتلك الحل وقادرة على الإنجاز واتخاذ القرار، فإما أن ثم شيئا يعرقلها وتخافه وإما أنها لا تريد الحل.
باعتقادي أن الشعب الكويتي تكاتف بكل فئاته وطوائفه خلف حكومته لمواجهة وباء كورونا، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه ليس خصماً لحكومته حين تسير في المسار الصحيح، وأنه يسندها ويدعمها أكثر وأقوى من ثلة فاسدة أرادت مصلحتها على حساب الوطن الأمر الذي يتطلب معه أن تكون على قدر من المسؤولية والأمانة للمحافظة على ثروات الوطن ومستقبله، وألا تسمح لكائن من كان أن يستغل هذا الظرف العصيب ليحقق من خلاله مكاسب.يعني بالعربي المشرمح:أزمة كورونا كشفت قدرة الحكومة على إدارة البلد ونجاحها في استعادة ثقة الشعب بها، الأمر الذي يفترض أنها تحافظ عليه وتستمر في النهج ذاته، وسيكون الشعب هو سلاحها في مواجهة مؤسسة الفساد وصبيانها الذين لا يكترثون إلا لمصالحهم، فهل تصمد الحكومة أمامهم وتستمر لتحظى بثقة الشعب ودعمه أم ستخضع لهم فتهدم ما بنته لحساب المفسدين على حساب الوطن والمواطنين؟