شاركت مجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين بآرائهم في وسائل التواصل في أزمة فيروس كورونا، مقدّمين طرق استثمار وقت الحظر الجزئي في أمور محببة وفق كل فرد، في حين عكف البعض على استكمال مشاريعهم الأدبية.وضمن السياق ذاته، أشاد البعض بقرارات الدولة، وامتدحوا الذين يقفون في الصفوف الأمامية لمواجهة الأزمة، وقدّم بعض الأدباء اقتراحات مستقبلية بعد الانتهاء من الأزمة، من شأنها أن تساهم في التطور والازدهار.
بداية، قال الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين د. خالد رمضان: "مهما حدث علينا ألا نجزع، كم من وباء مرّ علينا في السنوات الماضية وتجاوزناه، وجهود شبابنا في وزارة الصحة من أطباء وممرضين كفيلة بمحاربة هذا الوباء".أما الكاتب القدير عبدالعزيز السريع فقال: "أجالس كتبي بدلاً من أصدقائي، أتعرّف من جديد على بدايات اهتمامي بالقص والقصص والروايات العالمية ثم السلاسل المشهورة، ونظرت في الإهداءات المخطوطة والمطبوعة، وكانت متعة أن أتنقل من رف الى رف بين أكثر من 10 آلاف كتاب، ورحلة 6 عقود". وأشاد مدير تحرير مجلة العربي، الكاتب إبراهيم المليفي، بالجهود الحثيثة وقال: "الالتفاف والمؤازرة الشعبية لإجراءات الحكومة ضد وباء كورونا دليل متجدد على وعي الناس الذين يستحقون كل اهتمام ورعاية تقدّم لهم. "شكراً" كبيرة لمن يعملون بصمت لإنقاذنا من هذا المرض... شكراً لمن يتحملون كل هذه التعليقات السلبية من منابع الطاقة السلبية".من جانبه، يبيّن الكاتب حمد الحمد رأيه في "كورونا" من خلال قراءاته فقال "الوباء لا يستمر، له فترة وبعدها يتلاشى، لهذا أرى أن "كورونا" أقل خطورة من الأزمة التي مرّت بالتاريخ، ومع تقدّم الطب بإذن الله فترة وينقشع". ويقول مدير الملتقى الثقافي الأديب طالب الرفاعي: "الظرف الجديد يستوجب عادات جديدة، كلٌ منا اعتاد نمطَ عيشٍ يخصّه وفق ظرفه الأسري والاجتماعي والاقتصادي، لكن أكثر التوقعات تفاؤلاً تشير إلى أن وباء كورونا سيبقى معنا حتى نهاية 2020. لنحاربه بعادات جديدة، تؤهلنا لعيش آمن". وقام الكاتب والناقد فهد الهندال باستغلال وقته فقال: "وفي ظل ظروف عصيبة، بدأتُ مشروعي النقدي القادم، أتمنى أن يكون تأسيسًا جديدا في النقد العربي. من ناحية أخرى، اقترح الهندال من خلال "تويتة" أنه "بعد انتهاء أزمة كورونا على خير بإذن الله، مطلوب مشروع وطني تشارك به مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لوضع رؤية وطنية مستقبلية تعالج مواطن الخلل".
مواجهة المخاوف
واقترحت الكاتبة ميس العثمان أن يستثمر الجميع وقته، وقالت: "استثمروا وقتكم ولا تشكوا من الملل، الملل في أذهانكم، نظّفوا بيوتكم وتحركوا، اطهوا طعامكم وتأملوا فيما كنتم منه (تهربون) عبر خروجكم شبه الدائم من بيوتكم، واجهوا مخاوفكم، واتّخذوا قراراتكم الـتي ستغيّر حياتكم للأفضل بعد هذه الكارثة".أما الكاتب مظفر عبدالله فاقترح استغلال الوقت عن طريق التثقيف غذائيا، وقال: "قبل كورونا كُنا نملك حرية التنقل والحركة، اليوم تُجبرنا الظروف لتقييدها، هذا مدعاة لأن نتثف غذائيا بما يتناسب مع قلّة الحركة".الباحث صالح المسباح، استغل فترة الحجر المنزلي في مراجعة الكتب وقال: "قيمة الوقت والحجر المنزلي، تجعل الدقائق ثمينة والفرص تقتنصها والوقت يمضي، شرعت في مراجعة ما لديّ من كتب للمراجعة والتدقيق". أما أستاذة الأدب والتحليل النفسي بجامعة الكويت، د. هيفاء السنعوسي، فقالت: "أنصح أخواتي وبناتي في الوطن العربي باستثمار عطلة كورونا بحفظ القرآن الكريم وتدبّره، وكذلك القراءة الحرّة، وممارسة هوايات من مثل الطبخ، والرسم، والفنون الحرفية الأخرى. أما الكاتبة أروى الوقيان فقالت: "النعمة الوحيدة في هذا الحظر أنه سيعيدني إلى الكتابة التي أهملتها بسبب عملي التطوعي المرهق، أشعر كأنني ألتقي نفسي القديمة مرة أخرى بعد مرور بضعة أعوام".بدورها، قالت أستاذة النقد الأدبي الحديث في جامعة الكويت، د. سعاد العنزي: "الإجازة فرصة للقراءة والكتابة والاطلاع على برامج لم أستطع متابعتها سابقا، كما أنني وجدت الوقت الكافي للجلوس مع أسرتي. ما أريد قوله بإمكاننا أن نجعل فترة الحجر المنزلي فترة لمراجعة الذات واكتساب المهارات".وأعطى الروائي عبدالله البصيص متابعيه جرعة من التفاؤل قائلا "التاريخ يقول لنا إن ضرر الهلع على المجتمع أكثر خطورة من ضرر الوباء، نسمة تفاؤل واطمئنان جديرة بتسريع الشفاء. وأيّد البصيص الحجر المنزلي، وقال: "أفضل عمل تطوّعي الآن هو الجلوس في البيت وعدم الخروج إلا للحاجة القصوى".ورأت الروائية بثينة العيسى أن الكل يستغل وقته حسب رؤيته وهواياته وقالت: "التوازن في زمن الجائحة هو أبُ الفنون جميعَها. أرى حولي أشخاصا ينغمسون في الكتابة والترجمة والقراءة والرياضة والعزف والرّسم وتعلّم اللغات الأجنبية. يعيشون أيامهم يومًا بيوم، يفكرون فقط في هذه الدقيقة، والدقيقة التي تليها. يبدو أن هذا هو كل ما نستطيع فعله، في قاربٍ ورقيٍ يجرفه دردور. أن نفعل الأشياء التي نحبها، لأننا نحبّها، هذه هي طوافة نجاتك... ودمتم سالمين".أما الشاعر عبدالله الفلاح فقد أشاد بمبادرات دولة الكويت الخارجية، وقال "الكويت تتبرع لليمن وفلسطين والعراق وإيران لمكافحة كورونا، حتى في الأزمات لا تنسى الآخرين، هذه بلاد الخير من فضل الله تنفق، اللهم احفظها واحفظ أميرها وشعبها".