كشف رئيس الوزراء العراقي المكلف، عدنان الزرفي أمس عن جانب من سياسته الخارجية المقبلة، مشدداً على ضرورة "الابتعاد عن الصراعات التي تجعل من العراق ساحةً لتصفیة الحسابات".وكتب الزرفي في تغريدة على "تويتر": سنعتمدُ سیاسة خارجية قائمة على مبدأ العراق أولاً والابتعاد عن الصراعات الإقلیمیة والدولية التي تجعل من العراق ساحةً لتصفیة الحسابات وتكون مصالحه العُلیا هي البوصلة التي تحدد رسم اتجاهات تلك السياسة.
ومنذ تكليف رئيس الجمهورية برهم صالح، في 17 مارس الزرفي تشكيل الحكومة عقب عدم توصل الأطراف الشيعية إلى اتفاق نهائي لتحديد اسم المرشح، مازالت هذه القضية تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الأوساط السياسية والشعبية. وقدم الزرفي مع تكليفه، وعوداً بتحسين وتطوير المجال الصحي، غير أنه لم يتطرق إلى مسألة رحيل القوات الأجنبية، الأمر الحساس في بلد عالق بين حليفيه المتعاديين، الولايات المتحدة وإيران.
المنطقة الخضراء
وعلى الأرض، أكدت خلية الإعلام الأمني الرسمي سقوط صاروخ كاتيوشا فجر أمس على المنطقة الخضراء الشديدة التحصين بوسط بغداد، حيث مقرّ السفارة الأميركية، ليرتفع عدد الهجمات ضد المصالح الدولية في العراق إلى 26، أبرزها أسفر في 11 مارس عن مقتل عسكريين أميركيين ومجنّدة بريطانية في قاعدة التاجي شمال بغداد.وقال مصدر أمني إن الصواريخ كانت تستهدف السفارة الأميركية، غير أنها سقطت على بعد مئات الأمتار في ساحة خالية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من الهجمات، التي تتهم واشنطن كتائب "حزب الله" العراقية المقربة من إيران بتنفيذها.وتتواصل الهجمات رغم إعلان الولايات المتحدة التي يشكل جنودها الغالبية العظمى من القوات المنتشرة في العراق، سحب قواتها من قواعد عدة وإعادة نشرها في قواعد أخرى داخل العراق. كما أن التحالف الدولي يقوم بإعادة تموضع لقواته المنتشرة في نحو 11 قاعدة عسكرية في أنحاء العراق.الصدر والتحالف
وفي حين اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في خمس رسائل وجهها للساسة العراقيين أن رفع وباء كورونا يتطلب الكف عن الحرف في سورية وفي اليمن، وفي ليبيا، وفي غيرها، قرر التحالف الدولي، أمس، تعديل ترتيباته وتعليق أنشطته التدريبية لقوات الأمن العراقية "بشكل مؤقت" في ضوء الأزمة الصحية الراهنة، مشيرا إلى أن القرار يأتي بالتنسيق مع الحكومة العراقية.وقال التحالف في بيان، إن فرنسا أخذت علما بهذا القرار، وقررت إعادة أفراد عملية "الشمال" المنتشرين في العراق في هذا السياق، حتى إشعار آخر.وأوضح أن عملية الإعادة إلى الوطن بدأت أمس وستتعلق بالمئات من الجنود المشاركين في عمود "التدريب" مع الجيش العراقي، بالإضافة إلى عناصر الدعم الوطني المتمركزة في هيئة عملية العزم المتأصل (OIR) في بغداد.وتابع البيان، أن "فرنسا لا تزال ملتزمة تجاه بلاد الشام، لأن القتال ضد داعش مستمر. وهي تحافظ على وجود جنودها الذين تم إدخالهم في منشآت OIR في الكويت وقطر وكذلك انتشارها البحري في القناة السورية"، كما تواصل المشاركة في عمود "الدعم"، من خلال عنصرها الجوي الذي يقوم برحلات يومية من القاعدة الجوية المخطط لها في الأردن وقاعدة التحالف الجوية في قطر، موضحا أنشطتها التدريبية ستستأنف بمجرد أن يسمح الوضع بذلك.وحالياً، فإن 2500 مدرب، أي ما يقارب ثلث قوات التحالف، غادروا أو مازالوا يغادرون، مع تعليق عمليات التدريب مع القوات العراقية.والأسبوع الماضي، غادرت القوات الأجنبية قاعدة القائم الغربية على الحدود مع سورية، بما في ذلك الفرنسيون والأميركيون. أمس سلمت قوات التحالف قاعدة القيادة في الشمال، إلى الجيش العراقي.أفراد أساسيون
وإذا أعلنت بريطانيا وأستراليا سحب مدربيها فقط من العراق والإبقاء على "أفراد أساسيين"، فإن فرنسا بدأت في سحب مئتي جندي من العراق، على غرار تشيكيا التي سحبت جنودها، الثلاثين.ووفق المتحدّث باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية، الكولونيل فريديريك باربري فإنّه اعتباراً من يوم أمس "لم يعد هناك جنود يعملون في إطار عملية شامال في العراق".ورغم تصويت البرلمان على انسحاب 5200 جندي أميركي عقب مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد، واصلت القوات العراقية تواصل تنفيذ عمليات مع قوات التحالف ضد تنظيم "داعش".وإذا ما كان رحيل القوات الأجنبية من القواعد العراقية التي احتلتها حدثاً كبيراً جديداً في العراق، فإنه لا يبهر الرأي العام القلق من وباء كورونا الذي يمكن أن يكون كارثياً في بلد يعاني نقصا مزمنا في الأدوية والأطباء والمستشفيات.تركيا والعراق
من جهة أخرى، أكدت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان أن العراق أهم الشركاء الاقتصاديين وتركيا تحرص على مواصلة العلاقات التجارية معه دون أي تماس بين الأشخاص.وأوضحت بكجان في تغريدة على "تويتر" أن الحكومة التركية اتخذت كافة التدابير اللازمة لمواصلة التجارة مع العراق"، مشيرة إلى أن "عملية تبادل سائقي الشاحنات في معبر خابور الحدودي تأتي في إطار التدابير المتخذة للوقاية من فيروس كورونا"، الذي أجبر انتشاره دولًا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، فرض حظر التجول، تعطيل الدراسة، إلغاء فعاليات عديدة، منع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.