مع بدء خطة الإجلاء الحكومية للمواطنين الموجودين في الخارج من مختلف بلدان العالم، يجب على الحكومة التركيز على الاحتياطات الاحترازية الأولى ذاتها، التي اتخذتها الحكومة بالنسبة إلى القادمين من دولة إيران، والتي كان لها بالغ الأثر في عدم اصابة أي حالات أخرى مخالطة، وكما حدث بالنسبة إلى القادمين من بريطانيا على سبيل المثال وعدد من الدول الأخرى.وأظهرت إحصائية أعدتها "الجريدة"، شملت المصابين في الكويت بفيروس كورونا منذ اليوم الأول حتى تاريخه، أن عدد الكويتيين المصابين بكورونا 170 من أصل 208، في حين وصل عدد غير الكويتيين إلى 38 شخصاً، وهناك نحو 10 حالات تحت التقصي الوبائي وجارٍ التحري عن تفاصيلهم من جانب وزارة الصحة.
وبحسب الأرقام، التي أعلنتها وزارة الصحة، فإن عدد القادمين من إيران الذين أُكدت إصابتهم بفيروس كورونا هم 86 حالة، ورغم أنه العدد الاكبر فإن وزارة الصحة لم تعلن عن اكتشاف أي حالات اختلطت بهم، وهو ما يعكس الاجراءات الاحترازية السليمة التي اتبعتها مع القادمين من ايران، والتي ساهمت في عدم انتشار العدوى بين أقاربهم أو المختلطين بهم.في المقابل، نجد ان عدد الحالات التي أُكدت اصابتها بفيروس كورونا وقادمة من بريطانيا تبلغ 43 حالة نقلت العدوى الى 24 حالة حتى الآن، أي أن نسبة العدوى من عدد المصابين بلغت نحو 60 في المئة، في حين نجد أن حالة المصري القادم من أذربيجان، تسببت في نقل العدوى الى 13 حالة أخرى.وبلغت نسبة إصابة المختلطين إلى إجمالي عدد القادمين الذين أُكدت إصابتهم بفيروس كورونا 25 في المئة، حيث إن وزارة الصحة أعلنت اكتشاف 42 حالة تمت إصابتها نتيجة اختلاطها بالحالات المرتبطة بالسفر لعدة دول، وذلك يعني أن إجمالي العائدين إلى البلاد المصابين بالفيروس بلغ 166 شخصاً.
53 % معدل العدوى
وإذا استبعدنا أعداد القادمين من إيران، نظراً لأنه لم يتم إعلان إصابة أي حالة مختلطة بهم، فإن 80 حالة قادمة من الخارج نقلت العدوى إلى 42 شخصاً، بنسبة تصل إلى 53 في المئة.ويعكس ذلك أن المواطنين والمقيمين كانوا أكثر التزاما واحترازا بتعليمات وزارة الصحة في الأيام الأولى، لظهور الفيروس في الكويت، وتحديداً من 24 فبراير، وهو اليوم الاول الذي تم فيه إعلان اصابة أولى الحالات بالكويت قادمة من ايران حتى 9 مارس، ثم بدأ يوم 10 مارس الاعلان عن اصابات نتيجة الاختلاط. وبالنسبة للمقيمين، فقد بلغ عدد الاصابات في الجالية المصرية 16 إصابة حالة واحدة قادمة من مصر، وحالة مخالطة بحالة قادمة من الفلبين وأخرى مع حالة قادمة من بريطانيا والبقية مرتبطون بحالة اذربيجان، إضافة إلى ثلاثة من الجنسية اللبنانية وخمسة من الفلبينية واربعة من ابناء الجالية الهندية وإسبانيين وأميركي وسوداني وثلاثة صوماليين، فضلا عن مواطن سعودي وآخر من فئة غير محددي الجنسية.ومنذ 24 فبراير، وهو اليوم الاول لاعلان وزارة الصحة وجود إصابات مؤكدة لفيروس كورونا في الكويت، نشرت الوزارة عبر وسائلها المختلفة 35 مرة تطورات اعداد المصابين، الذين بلغوا حتى أمس 208 حالات، في حين زف وزير الصحة الشيخ باسل الصباح، الذي يتابع الناس حسابه في "تويتر" بشغف، البشرى اكثر من 15 مرة؛ آخرها كان ظهر امس، معلنا حتى تاريخه شفاء 49 حالة، وهي التغريدات التي تبث يوميا روح التفاؤل للمواطنين والمقيمين باقتراب الانتصار على الفيروس، وينتظر الناس الاعلان اليومي عن عدم اكتشاف حالات جديدة، علما بان ذلك تم لمدة أربعة ايام، وشعر الناس خلالها بالفرح عندما لم تسجل فيها وزارة الصحة اية حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا، وهي ايام 29 فبراير و3 و4 و6 مارس.لكن لعل يوم 21 مارس، الذي تزامن مع عيد الأم، كان الاكثر صدمة عندما تم فيه إعلان اصابة 17 حالة ضمنها 8 حالات، نتيجة اختلاط مع حالات قادمة من بريطانيا، ليعتبر اليوم الأكثر بالنسبة لإصابة المختلطين، اضافة الى إعلان اصابة 13 حالة، أمس، ضمنهم مواطنان مخالطان لحالة مرتبطة بالسفر للسعودية ومواطن وهندي مختلطان بحالة مرتبطة بالسفر لأذربيجان.أما أكثر الايام التي تم تسجيل إصابات به فهو يوم 22 مارس، وتم خلاله اعلان اصابة 20 شخصا بينهم 17 شخصا ومصريين مرتبطين بحالة اذربيجان وإسبانية قادمة من اسبانيا.شفافية الحكومة
وفي ضوء هذه الأرقام التي تعكس شفافية كبيرة للحكومة الكويتية في التعامل مع فيروس كورونا، الذي اجتاح العالم منذ اليوم الأول، والجهود الكبيرة التي يقوم بها أبطالنا في الصفوف الأولى، نتمنى أن تكلل جهود الحكومة في احتواء الفيروس والقضاء عليه، وأن تحرص الحكومة على تنفيذ الخطة الاحترازية بالنسبة إلى القادمين من جميع الواجهات وإلزامهم بالحجر المؤسسي مدة 14 يوماً على الأقل.وعكست الإجراءات الحكومية الاحترازية القوية مدى جدية الحكومة في حماية سلامة المواطنين والمقيمين، والقضاء على الفيروس، والتي حصلت الحكومة، في مشهد فريد من نوعه، على تصفيق حاد من أعضاء مجلس الأمة لدى دخولها الى قاعة عبدالله السالم في جلسة الثلاثاء الماضي، التي شهدت إقرار قانونين لمساعدتها في مواجهة تداعيات الأزمة.والكل يتطلع الآن الى خطة الإجلاء، التي بدأت أمس الأول لإعادة ابناء الكويت من مختلف بلدان العالم، وعلى الجميع مواطنين ومقيمين الالتزام بالإجراءات الاحترازية والبقاء في المنازل وعدم الاختلاط، لأن المشكلة ليست في عدد المصابين من الخارج، لكن المشكلة الحقيقية التي يملك الجميع عدم الوقوع فيها تكمن في الاختلاط.ويقول أمين سر مجلس الأمة النائب عودة الرويعي: "في كوريا تم السيطرة على 30 حالة مصابة بكورونا، ونجحوا في السيطرة، حتى اكتشفوا الحالة رقم 31 في مدينة سكانها 204 مليون نسمة، هذه الحالة رقم 31 نقلت العدوى إلى 1200 ، وبعد أيام تجاوز العدد 8 آلاف حالة"، لذا ندعو الجميع البقاء في منازلهم وعدم التجمعات.