الأمن الغذائي العالمي في خطر
المصدّرون يقيدون البيع والمستوردون يشترون أكثر
مع خضوع نحو خُمس سكان العالم لحالة عزل أو قيد على الحركة والتنقل، واتساع بؤرة انتشار فيروس كورونا، تتزايد المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي العالمي. وشهدت كل الدول التي أصابها الفيروس تهافتاً على الشراء بدافع الفزع لاحتياجات منزلية أساسية، وشاع مشهد أرفف المتاجر الخالية من البضائع، وسط قلق من أن تتحرك بعض الحكومات لتقييد تدفق المواد الغذائية الأساسية لتضمن لشعوبها كفايتهم في وقت أربك الوباء العالمي سلاسل الإمداد.وقال خبير الاقتصاد الزراعي في بنك أستراليا الوطني فين زيبيل: إذا بدأ كبار المصدرين الإبقاء على الحبوب في بلادهم، فسيقلق ذلك المشترين حقاً، مؤكداً أن ذلك أمر مفزع وغير رشيد؛ لأن العالم بالأساس يمتلك وفرة من الغذاء.
واتخذت فيتنام، ثالث أكبر مصدر للأرز، وكازاخستان، تاسع أكبر مصدر للقمح، بالفعل خطوات لتقييد بيع هاتين السلعتين الأساسيتين، وسط مخاوف بشأن مدى توافرهما محلياً.ودخلت الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، لتوها، فترة حظر تجول ستستمر ثلاثة أسابيع، مما أوقف عدة قنوات للخدمات اللوجيستية. وفي روسيا، دعا اتحاد منتجي الزيوت النباتية إلى تقييد بيع بذور دوار الشمس، في وقت تباطأ إنتاج زيت النخيل في ماليزيا، ثاني أكبر منتج له. وعلى صعيد الاستيراد، أعلن العراق احتياجه لمليون طن من القمح و250 ألف طن من الأرز بعدما نصحت «لجنة أزمة» بزيادة المخزون الاستراتيجي من الغذاء، في خطوات أثارت قلق تجار المنتجات الزراعية من تعطل إمدادات الغذاء بلا ضرورة.وتفيد بيانات وزارة الزراعة الأميركية بأن الإنتاج العالمي المجمع من الأرز والقمح، وهما المحصولان الأكثر تداولاً، سيسجل على الأرجح مستوى قياسياً هذا العام عند 1.26 مليار طن.وأظهرت البيانات أن هذا الإنتاج يمكنه بسهولة تلبية احتياجات الاستهلاك من المحصولين وزيادة المخزونات في نهاية العام إلى مستوى قياسي يبلغ 469.4 مليون طن.غير أن هذه التوقعات تفترض تدفقات طبيعية للمحاصيل من أماكن إنتاجها إلى أماكن استهلاكها، فضلاً عن الوفرة المعتادة للبدائل. وترتفع بالفعل أسعار الأرز وسط توقعات بزيادة تقييد الصادرات.وقال تاجر بارز في سنغافورة بواحدة من أكبر شركات تجارة الأرز في العالم: «إنها مسألة لوجيستية. فيتنام أوقفت التصدير، والهند في حالة إغلاق، وتايلند قد تعلن إجراءات مماثلة».وارتفع السعر القياسي للأرز في تايلند إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس 2013 ليبلغ 492.9 دولاراً للطن. وتجاوز السعر الألف دولار للطن وقت أزمة الغذاء في عام 2008 عندما ارتفعت الأسعار بسبب قيود على التصدير ونتيجة التهافت على الشراء بدافع القلق.واستبعد التاجر السنغافوري «أن نشهد تكراراً لما حدث في 2008... لأن العالم به إمدادات كافية، خصوصاً في الهند حيث المخزونات كبيرة جداً».