«كورونا» يجتاح أمريكا.. والصين تدعو إلى الاتحاد لمكافحته

أوروبا تخشى «الجحيم» وانهيار نطامها الصحي

نشر في 27-03-2020 | 18:09
آخر تحديث 27-03-2020 | 18:09
No Image Caption
يواصل فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في آسيا في ديسمبر وتفشى بقوة في أوروبا، انتشاره السريع والواسع في الولايات المتحدة، ما دفع الرئيس الصيني شي جينبينغ للدعوة إلى اتحاد واشنطن وبكين لمكافحة الوباء الذي أودى بحوالي 25 ألف شخص حول العالم.

وأكد الرئيس الصيني خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أنه على بلديهما، رغم خصومتهما، «الاتحاد لمكافحة» وباء كوفيد-19، مؤكداً أن «الصين مستعدة لمواصلة تبادل المعلومات والخبرات مع الولايات المتحدة بدون تحفظ».

وجاء الاتصال بعد أسابيع من السجالات بين بكين وواشنطن، إذ ألمح مسؤول صيني إلى أن مصدر الفيروس قد يكون أميركياً بينما يكرر ترامب والمقربون منه أن الفيروس «صيني» ويعربون عن استيائهم حيال عدم إطلاعهم بدقة على درجة خطورته.

يأتي ذلك بينما أفادت حصيلة وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية أن «كوفيد-19» أودى بحياة ما لا يقل عن 24663 شخصاً حول العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين.

وحسب الحصيلة نفسها تم تشخيص إصابة أكثر من 539 ألفاً و360 شخصاً رسمياً بالفيروس في 183 بلداً في العالم.

لكن هذا العدد لا يعكس الحجم الحقيقي لانتشار المرض إذ إن عدداً من الدول لم يعد يجري تحاليل سوى للذين يحتاجون إلى دخول المستشفيات.

ولعل التطور الأبرز جاء من بريطانيا حيث أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أنّه تم التأكد من إصابته بالفيروس، مشيراً إلى معاناته من «أعراض طفيفة»، وبعد ساعات، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك عبر تويتر إصابته كذلك.

وأدى وباء «كوفيد-19» إلى توقف النشاط في عدد من القطاعات الاقتصادية وأجبر ثلاثة مليارات نسمة في العالم على البقاء في منازلهم.

وبينما أطلقت دول عدة برامج انقاذ على المستوى الوطني، تعهّد قادة بلدان مجموعة العشرين الخميس خلال قمتهم التي عقدت بالفيديو برئاسة السعودية بضخ خمسة تريليونات دولار لدعم الاقتصاد العالمي المهدد بالوباء.

وما زالت أوروبا مركز المرض بعدما تم تشخيص نحو 275 ألف إصابة رسمياً، لكن الولايات المتحدة في طريقها على ما يبدو لتجاوز هذا العدد.

وأصبحت الولايات المتحدة الخميس على رأس الدول المتضررة من الفيروس بعد تسجيل أكثر من 83 ألف إصابة فيها، أي أكثر من عدد الإصابات في الصين (81 ألفاً) ومن إيطاليا (80 ألف إصابة).

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن عدد المصابين بكورونا على متن حاملة الطائرات الأميركية تيودور روزفلت ارتفع إلى 23 على الأقل من أصل خمسة آلاف شخص على متنها، موضحة أن السلطات تنوي عزل الطاقم في أحد المرافئ، وأوضح قائد العمليات البحرية مايكل جيلداي أن أياً من المصابين لم ينقل إلى المستشفى وليسوا في وضع خطير.

وعلى صعيد الوفيات، تحل إيطاليا في الطليعة (أكثر من ثمانية آلاف) تليها اسبانيا حيث سجلت 769 وفاة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، في عدد قياسي جديد، لترتفع الحصيلة إلى 4858، بينما بلغ عدد الإصابات المؤكدة رسمياً 64 ألفاً و59 بزيادة 7800 خلال 24 ساعة.

وتأتي بعد ذلك الصين (3287) بينما بلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة 1201 حتى مساء الخميس وتحتل المرتبة السادسة بعد إيران التي أعلنت الجمعة وفاة 144 مصاباً لترتفع الحصيلة فيها إلى 2378.

بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليل الخميس الجمعة، بعد اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أنهما يستعدان لإطلاق «مبادرة جديدة مهمة» لمواجهة الوباء.

وكتب ماكرون في تغريدة أنه أجرى «محادثة جيدة» مع ترامب، موضحاً أنه «في مواجهة الأزمة نستعد في الأيام المقبلة لمبادرة جديدة مهمة» بدون أن يضيف أي تفاصيل.

لم يتحدث البيت الأبيض من جهته عن أي مبادرة، لكنه قال إن رئيسي البلدين اتفقا على «أهمية التعاون بشكل وثيق عبر مجموعة السبع ومجموعة العشرين والدول الخمس دائمة العضوية» في مجلس الأمن الدولي.

وقال إن الهدف هو «مساعدة المنظمات متعددة الأطراف لا سيما منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي على القضاء على الوباء بسرعة والتقليل من تداعياته على الاقتصاد».

وعقدت قمتان دوليتان خصصتا للجهود المشتركة ضد الوباء الخميس، هما الاجتماع الاستثنائي لمجموعة العشرين وقمة أوروبية وافقت خلالها الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد على البحث في أقوى الإجراءات الممكنة لمواجهة الانكماش الاقتصادي المرجح.

وبينما كان هؤلاء القادة يناقشون كيفية معالجة الاقتصاد العالمي، استمرت التعبئة لوقف انتشار المرض عبر إجراءات جديدة من عزل ومنع للتجول ومبادرات أخرى مثل الإفراج عن سجناء للحد من انتقال العدوى.

وأعلنت جنوب إفريقيا التي كانت آخر بلد يفرض العزل اعتباراً من منتصف الخميس الجمعة (22,00 ت غ الخميس)، عن وفاة اثنين من المصابين بالفيروس. وسجل أكبر بلد صناعي في إفريقيا يضم 57 مليون نسمة، العدد الأكبر من الإصابات في القارة، بلغ 927 إصابة.

وأوضح الرئيس سيريل رامابوزا أن الأمر يهدف إلى «منع وقوع كارثة إنسانية أبعادها هائلة».

وأضاف رئيس الدولة الذي ظهر مرتدياً بزة عسكرية خلال تفقده وحدة عسكرية تستعد للانتشار لفرض احترام العزل «أنتم هنا لمحاربة عدو غير مرئي، ننتظر منكم الخروج إلى الشوارع للدفاع عن الشعب ضد الفيروس».

ورأى ديتيبوغو كونياتي الذي يعمل طياراً مدنياً أن «الطبقتين الوسطى والعليا ستحترمان العزل»، وأضاف «لكنني لا أعتقد أن الأكثر فقراً يستطيعون احترام التباعد الاجتماعي، الأمر أشد قسوة في الأحياء الفقيرة لأنهم يتقاسمون المراحيض».

في جميع أنحاء إفريقيا واصل الفيروس انتشاره بسرعة مقلقة وارتفع عدد الإصابات إلى 2700 وعدد الوفيات إلى 73 على الأقل.

وفي سنغافورة، باتت السلطات تهدد بالسجن ستة أشهر لمن لا يحترم مسافة الأمان المفروضة بين الأشخاص.

وفي روسيا حيث تفيد الأرقام الأخيرة أن عدد المصابين بلغ 1036 شخصاً، ستغلق كافة المقاهي والمطاعم ومحلات تجارية في البلاد اعتباراً من السبت في إطار تدابير الحد من تفشي الفيروس، كما أعلن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين.

وأمر ميشوستين في وثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني الرسمي للحكومة «تعلق السلطات التنفيذية في أقاليم الاتحاد الروسي اعتباراً من 28 مارس وحتى 5 أبريل 2020 النشاطات في المطاعم، باستثناء التبادل التجاري عن بعد».

من جهة أخرى تكثف الحكومات جهودها لإجلاء عشرات الآلاف من السياح العالقين في جنوب آسيا في رحلات جوية خاصة، من مخيم سفح جبل ايفرست إلى شواطىء سريلانكا.

وفي هذا الإطار أقلت طائرة استأجرتها برلين 304 أشخاص إلى بلدهم من النيبال.

في الوقت نفسه، تثير إيطاليا بعض التفاؤل الحذر في تباطؤ نسبي لانتشار الفيروس (ارتفع العدد بنسبة 8 بالمئة فقط في اليومين الماضيين).

لكن رئيس بلدية مدينة بريشا الواقعة في الشمال والتي تضررت بشدة يرى أن «عدد الإصابات أكبر بكثير مما يقال»، وأضاف إيميليو ديل بونو أن «عدد الوفيات أكبر أيضاً لأن الكثير من المرضى موجودون في بيوتهم ولا نعرف حالتهم».

وتخشى منطقة الجنوب الذي تملك نظاماً صحياً أضعف من الشمال «انفجاراً» في أعداد الإصابات.

وقال حاكم المنطقة التي تقع فيها مدينة نابولي فينشينزو دي لوكا إن أزمة كوفيد-19 «ستنفجر بشكل كبير» في كامبانيا «التي ستعيش في الأيام العشرة المقبلة جحيماً حقيقياً».

في فرنسا، تفاقم الوضع مع تسجيل 365 وفاة في المستشفيات خلال 24 ساعة بينهم للمرة الأولى فتاة في السادسة عشرة من العمر.

وتوفيت جولي آ. بفيروس كورونا المستجد لتصبح أصغر ضحية فرنسية للمرض المعروف بأنه يضر خصوصاً بالمسنين أو الضعفاء أساساً.

وحذر رئيس الحكومة الفرنسي إدوار فيليب الجمعة من خطورة «مد مرتفع جداً» من وباء كوفيد-19 «يجتاح فرنسا»، مشيراً إلى أن «الوضع سيكون صعباً خلال الأيام القادمة»، وقال «بدأت مرحلة أزمة ستستغرق وقتاً في ظل وضع صحي لن يتحسّن بسرعة، يجب أن نصمد».

back to top