دول أوروبا مختلفة بشأن الديون المشتركة
جدد رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتي، معارضته لمشروع إصدار «سندات كورونا» (كورونا بوندز)، وهو ما يدعو إليه خصوصا قادة فرنسا وإيطاليا في سياق جهود مكافحة انتشار الفيروس.وقال روتي، خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، إن «إصدار سندات يورو يعني اجتياز الحدود نحو تشارك للديون، ولا نريد ذلك».
وأبدى تحفظات على الإعلان الصادر عن البنك المركزي الأوروبي الذي تخلى عن سقف فرضه على نفسه لعمليات إعادة شراء سندات في الأسواق، وذلك قبل إطلاق موجة كبيرة من هذه العمليات للتصدي للانعكاسات الاقتصادية للفيروس. وقال روتي «ثمة حدود لهذا النوع من التدابير من قبل البنك المركزي الأوروبي، فهي لا تخلو من المخاطر».وسئل وتي عن تصريحات نظيره البرتغالي أنطونيو كوستا، الذي انتقد موقف هولندا «الشائن» و»خساستها»، ففضل «عدم التعليق» قائلا «هذا لا يجدي نفعا».وكان رئيس الوزراء البرتغالي يعلق على موقف وزير المالية الهولندي فوبكي هوكسترا، الذي رأى أن على المفوضية الأوروبية فتح تحقيق لمعرفة لماذا لا تملك بعض الدول الأعضاء هامشا في ميزانياتها يسمح لها بالتصدي للأزمة. ودعا قادة 9 دول أوروبية بينهم أنطونيو كوستا إلى إنشاء «سندات كورونا»، تتيح توفير صندوق ضخم يسمح بمواجهة الأزمة الصحية الاستثنائية التي تهز الاتحاد الأوروبي.وتطالب دول جنوب أوروبا التي تعاني مديونية مرتفعة مثل البرتغال بتشارك الديون بين دول الاتحاد، لكن هذا الطرح يواجه رفض دول الشمال مثل ألمانيا وهولندا، المتمسكة بنهج صارم في ما يتعلق بميزانيتها، والتي لطالما نظرت بريبة إلى الدول الجنوبية باعتبارها متساهلة جدا على الصعيد المالي.