ثريا البقصمي: أرسم لوحة جدارية تعبِّر عن «كورونا»
«الحظر الجزئي واجب وطني وفرصة لاكتشاف الذات»
اعتبرت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، أن الحجر المنزلي فرصة رائعة لمراجعة النفس، وما قدمته خلال مشوارها.
تستثمر الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي وقتها لإنجاز أعمالها الفنية، إضافة إلى تقديم رؤاها الخاصة حول فيروس كورونا عبر التشكيل.في بداية حديثها، عبَّرت البقصمي عن رأيها بالحظر الجزئي، وقالت: "كان لديَّ حلم قديم في الحصول على التفرغ الفني، وأن أحصل على وقت كامل لممارسة الفن، وهو ما تحقق من خلال هذه الإقامة أو الحظر. طبعا الحلم ليس كاملا، لأنني قلقة جدا وأفكر كثيرا، لكن لله الحمد لديَّ قدرة على استثمار وقتي، وأن أنجز من خلال استغلال الفترتين الصباحية والمسائية في مرسمي، وأن أرسم اللوحات التي أحبها، والأمور التي كنت أقوم بتأجيلها".وأضافت: "في الوقت الحالي أعكف على عمل اسكتش عبارة عن لوحة جدارية تعبِّر عن وباء كورونا، لأنه حدث عالمي، ولا ينبغي أن يمر مرور الكرام في ذاكرة الفنانين، ففي الأحداث الجسيمة يجسِّد الفنانون تلك اللحظات في أعمالهم الفنية، حتى يحفظها التاريخ في المستقبل، وتبين مدى حجم المأساة التي وقعت".
ولفتت البقصمي إلى أنها في الفترة المسائية تقوم باستكمال بعض الكتابات الأدبية، وأنها تحاول الانتهاء من بعض القصص التي بدأت بكتابتها، مشيرة إلى أن لديها مشروع رواية كان معطلا، والانشغالات الكثيرة لا تعطيها فرصة للتفرغ.
عدو عالمي
وبينت البقصمي أن الحجر المنزلي ليس سيئا، حيث يمثل فرصة رائعة، خصوصا لهؤلاء الذين يعملون في المجال الفني الإبداعي لمراجعة ما قدموه، فهذه الفترة تتسم بالهدوء النسبي، ولا توجد أي ارتباطات يومية، وهناك وقت كافٍ للعمل ومباشرة المشاريع. وتابعت: "كتبت بعض النصوص من وحي هذا الحدث، والغريب أنه في ذلك الحدث يوجد شيء بمنزلة العدو الذي يختبئ في أي مكان، وهذا العدو لا نستطيع لمسه أو التعرف عليه، وأنا عشت تجربة في السابق أنني عالجت الخوف والاضطراب والأزمة من خلال الفن، وتلك التجربة مارستها بقوة طوال فترة الاحتلال العراقي الغاشم، وكان الفن هو أكثر شيء ساعدني في تخطي الخوف بذلك الوقت. أعتقد أن الوضع يختلف نوعا ما الآن، فهناك عدو عالمي يسيطر على كل العالم، ونحن في حيرة من أمرنا، لكن أعتقد أن أي فنان أو إنسان يستطيع ممارسة أي عمل فيه إبداع أو عطاء، فهذا هو الوقت المناسب".حجم المأساة
وأضافت البقصمي: "الحظر الجزئي واجب وطني، يتوجب أن نلتزم به، ونحمي به أنفسنا والآخرين، والدور الذي قامت به دولتنا الكويت أكثر من رائع بإشادة الجميع، لكن في جانب آخر أنا قلقة جداً على وجود بناتي خارج الكويت، وأتمنى أن يرجعن بأسرع وقت، وأن يشعر الآخرون بحجم المأساة التي تحدث في الدول الأخرى، وأن يقارنوا بينها وبين الكويت، ففي الدول الأخرى هناك الكثير من الضحايا".استثمار الوقت
وناشدت البقصمي كل زملائها الفنانين، وقالت: "الحجر المنزلي لا يُعد بمنزلة سجن، فهو فرصة لاكتشاف أنفسنا وذاتنا من الجانب الفني من جديد، ونعرف إلى أين وصلنا، ويجب ألا ينتابنا الكسل، ولنحاول أن نعطي الكثير، وأن نستثمر الوقت ونستغله".«علامات فارقة» الأكثر أهمية في مشوارها
لفتت الفنانة ثريا البقصمي الأنظار منذ فترة طويلة، وقد نظم متحف الشارقة للفنون معرضا لها بعنوان "علامات فارقة" في عام 2017، وحصل على متابعة إعلامية كبيرة، وجاء ضمن قائمة الأفضل عالمياً، وفقاً لجريدة نيويورك تايمز.وتضمنت المجموعة المعروضة أكثر من 200 عمل فني وملصق ولوحة تعود بالتاريخ إلى ستينيات القرن الماضي، كما تأخذ المشاهدين في رحلة زمنية خلال مراحل الحياة الحافلة التي شهدتها الفنانة المبدعة وخبراتها وتجاربها في المدن التي عاشت فيها، مثل: القاهرة، موسكو، وداكار. كما تركز على أسلوبها البصري المذهل تجاه الأحداث الواقعية التي تركت أثرها في المنطقة مثل حرب الخليج.وقد سبق للفنانة البقصمي أن أقامت نحو 60 معرضاً فردياً لأعمالها حول العالم، وشاركت في أكثر من 250 معرضاً خلال مسيرتها الفنية. كما حازت العديد من الجوائز، لإبداعها في الرسم والتأليف. وتُعرض أعمالها ضمن المجموعات الموجودة في المتحف البريطاني، و"يونسكو"، ومتحف حقوق الإنسان في جنيف، والمتحف الوطني في الكويت، وغيرها من المراكز الفنية المرموقة حول العالم.
قلقة جداً لوجود بناتي خارج الكويت
حلمي بالتفرغ الفني تحقق من خلال الحظر
حلمي بالتفرغ الفني تحقق من خلال الحظر