مع استقرار الإدارة الأميركية على توجيه ضربة رادعة لإيران ووكلائها في العراق، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي من أي هجوم جديد، مؤكداً رصد "طيران غير مرخص" فوق مواقع عسكرية عراقية.وقال عبدالمهدي، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمة "واع"، "الأعمال اللاقانونية في استهداف القواعد العسكرية العراقية أو الممثليات الأجنبية هو استهداف للسيادة وتجاوز على الدولة"، مضيفاً: "نتابع بقلق المعلومات التي ترصدها قواتنا من وجود طيران غير مرخص به بالقرب من مناطق عسكرية".
وحذر عبدالمهدي، "من مغبة القيام بأعمال حربية مضادة مدانة وغير مرخص بها"، مشيرا إلى أن القيام بأعمال حربية "غير مرخص بها" يعتبر تهديدا لأمن المواطنين وانتهاكا للسيادة ولمصالح البلاد العليا".وشدد عبدالمهدي على أن "الجهود يجب أن تتوجه لمحاربة داعش وبسط الأمن والنظام ودعم الدولة والحكومة والتصدي لوباء كورونا"، داعيا إلى "وقف الخروقات والأعمال الانفرادية واحترام الجميع للقوانين والسيادة العراقية".
انقلاب سياسي
بدوره، وصف المتحدث الرسمي باسم "حزب الله" العراقي محمد محيي انسحاب القوات الأميركية من بعض قواعدها بأنه لا يمثل الحقيقة وإنما مجرد "إعادة تموضع في مناطق أكثر أماناً بعد تعرضها لضربات قوية من الفصائل"، مؤكداً أن من حق الشعب التصدي لوجودها.وقال محيي: سنواصل استهدافهم أينما كانوا لأننا نعتقد أن التحركات الأميركية عدوانية ووجودها غير شرعي، مضيفاً: نحذر القوات الأميركية من القيام بأي عدوان على الشعب وفصائله أو أي محاولة انقلاب عسكري ضد العملية السياسية أو النيل من قيادات الحشد الشعبي أو اغتيال شخصيات عراقية وطنية مؤثرة.واعتبر محيي أن موقف الحزب من "ضرب القوات الأميركية واضح، ومن حق الشعب أن يتصدى لها، لكن يختلف مع الآخرين في نوعيتها وتوقيتها غير المناسب.وسبق تحذير عبدالمهدي إعلان كتائب "سيد الشهداء" جاهزية الفصائل العراقية للرد على أي ضربات جديدة تستهدف الحشد الشعبي والمليشيات الموالية لإيران، مؤكدة وجود توحيد في المواقف والتحركات العسكرية المرتقبة وأن "الرد على أي عدوان هذه المرة سيكون قاسياً جداً".وجاء ذلك، بعد كشف "الجريدة" عن حصول إيران على معلومات عن بدء الإدارة الأميركية تحركاً عسكرياً لردعها في العراق، وتأكيد صحيفة "نيويورك تايمز" الخبر وإشارتها إلى خطة تشمل إرسال آلاف الجنود لتصعيد القتال ضد المليشيات الموالية لها.إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى العميد محمد الجبوري أمس انسحاب القوات الأميركية من كافة مواقعها العسكرية داخل القصور الرئاسية شمالي الموصل 400 كلم شمال بغداد وقامت بتسليمها لوزارة الدفاع في مراسم رسمية.وقبل ساعات، أنهت قوات التحالف استعداداتها للانسحاب من قاعدة k1 في كركوك على غرار القيارة والقائم، كونها واحدة من ثلاثة معسكرات تصل إليها بسهولة صواريخ الفصائل المقربة من إيران.في هذه الأثناء، أطلقت القوات العراقية أمس عملية عسكرية مشتركة، لملاحقة تنظيم "داعش" في جزيرتي نينوى وصلاح الدين وذلك "بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة بدخول مجاميع مسلحة من الحدود السورية مستغلة انشغال العراق بفيروس كورونا".وأوضحت القوات العراقية أن القطعات المشاركة في عملية "ربيع الانتصار الكبرى" هي لواء 44 أنصار المرجعية وعمليات نينوى للحشد الشعبي والهندسة العسكرية وهندسة الميدان للحشد الشعبي، إلى جانب عمليات صلاح الدين المتمثلة بالفوج التكتيكي وفوج سوات والفوج الاول والثاني لواء 91 الجيش العراقي والفوج العاشر طوارئ صلاح الدين ولواء51 حشد شعبي بمساندة طيران الجيش ومقاومة الدروع للحشد الشعبي". وزادت وتيرة هجمات "داعش"، خلال الأشهر القليلة الماضية، وبشكل خاص في المنطقة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى المعروفة باسم "مثلث الموت".وقال نائب قائد عمليات الأنبار بالحشد أحمد نصرالله إن "اللواء 18 تمكن من صد هجوم لعدد من الإرهابيين بقنابل الهاون والأسلحة المتوسطة والخفيفة أسفر عن جرح عنصرين من حرس الحدود ومجاهد ولاذوا بالفرار في عمق الصحراء بعد الرد القوي عليهم".صراع ومعاناة
وفي حين دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إيقاف الصراعات الطائفية بحجة الدين أو الوطن أو غير ذلك، نشرت "نيويورك تايمز"، تقريراً حول الأوضاع بالعراق، مشيرة إلى أنه يعاني على كل الأصعدة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وصحياً، خصوصاً بعد تراجع عائدات النفط، مصدر الدخل الرئيسي للحكومة، والفشل في تشكيل حكومة وتفشي فيروس كورونا. وذكرت الصحيفة الأميركية أن "الجماعات المسلحة المدعومة من إيران مازالت تشن هجمات منتظمة على القوات الأميركية، آخرها يوم الخميس الماضي عندما سقط صاروخان بالقرب من السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، مما يهدد بجر العراق بصورة أكبر إلى صراع أميركي - إيراني".