افتتاحية: تحية إلى «المركزي» وبنوكنا المحلية
مثلما شكرنا الحكومة لجهودها في مواجهة احتواء وباء كورونا الذي اقتحم الحدود، وقض المضاجع، وألغى كل حديث للناس عن شيء سواه... ها نحن نفتح صفحة مشرقة أخرى عنوانها بنك الكويت المركزي وبنوكنا المحلية التي اضطلعت بدورها خير اضطلاع، وأدركت الدور المنوط بها، فنهضت بما تفرضه عليها مسؤوليتها تجاه هذه الأرض الطيبة واقتصادها وأهلها، وشمرت عن ساعد الإخلاص لمعالجة تداعيات ذلك النفق المعتم الذي دخلت فيه الكويت كغيرها من دول العالم، حرصاً على اقتصاد بلادها واستقرار حياة المواطنين والمقيمين على أرضها الطيبة. ولأن بنوكنا تعرف جيداً أن للوقت ثمنه، وللدقيقة حسابها في عالم المال والأعمال والاقتصاد، ولاسيما في مثل هذه الأوقات الدراماتيكية، فإنها، بقيادة "المركزي"، لم تتأخر في رسم خريطة إنقاذية للحفاظ على اقتصادنا الوطني وسط متاهة الأزمة الحالية، على أمل أن تنقشع غيومها القاتمة عن سماء الكويت ودول العالم أجمع في القريب العاجل إن شاء الله، لذا عمدت إلى عدة إجراءات تهدف إلى الحفاظ على استقرار البلاد المالي والاقتصادي والتخفيف عن المواطنين.
لقد قدمت بنوكنا المحلية صورة حية تنبض بالإحساس بالمسؤولية، دون انتظار سلبي لتلقي الأوامر والتعليمات، أو إصدار بيانات جوفاء عن حب الوطن والاستعداد لخدمته.ولأن بنكنا المركزي يتمتع بمهنية رفيعة، وهو ما تشهد به أغلب مؤسسات التصنيف العالمية، فقد اتخذ عدة إجراءات استثنائية تتماشى مع الظروف الراهنة، من أجل تعزيز البيئة الداعمة للنمو الاقتصادي والمحافظة على الاستقرار النقدي والمالي، كما استجابت مصارفنا لنداء الواجب وتبرعت بعشرة ملايين دينار لدعم جهود مواجهة الفيروس، فضلاً عن تأجيلها الأقساط المستحقة على المواطنين مدة ستة أشهر. المصارف المحلية رسمت، خلال تلك الأزمةالتي تمنع عواصفها الرؤية الجيدة لسماء المستقبل، لوحة مبدعة تنبض تفاصيلها بالحرص على الوطن ومستقبل أبنائه، لذا فعلت ما بوسعها، وساهمت بإمكانياتها في إبقاء هذا الاقتصاد مستقراً، والبلد آمناً، ولم تدخر جهداً من أجل تحقيق تلك الغاية النبيلة، لذا على الحكومة، التي شاهدت بعينها هذا السلوك الوطني من مصارفنا المحلية، أن تكون حريصة أشد الحرص، وبلا أدنى تأخير، على دعم هذا القطاع النشيط دعماً حقيقياً ملموساً في كل ما يحتاجه، موقنة أن ذلك كله إنما يصب في مصلحة قوة اقتصاد البلاد ومتانة دعائمها الاقتصادية، بعدما أثبتته هذه المصارف من وطنية والتزام حيال الكويت وأهلها، وهي روح تمخضت عنها تلك الشدة، وعلينا دائماً أن نستحضرها في المستقبل عندما يأذن الله تعالى بزوال هذه الغمة. وفي النهاية نجد أن من واجبنا، أن نرفع إلى "المركزي" ومصارفنا المحلية أسمى آيات الشكر، على ما أثبتته من خبرة وحيوية ومرونة لافتة وكفاءة عالية في إدارة تلك الأزمة بإيجابية وفعالية شهد بها الجميع، مما يثبت وقوفها مع بلدها في الضراء كما تقف معه في السراء... ومع أننا كنا نعلم كغيرنا أن مصارفنا تصنف من أكفأ المصارف جودة وأداء وملاءة وأماناً وخدماتٍ على مستوى المنطقة بل العالم، فإن هذا الأداء العالي الذي رأيناه في التعامل مع الأزمة يثبت مستوى أعمق من تلك الكفاءة التي نفخر حقاً بأنها موجودة في مصارفنا الوطنية، وهو ما ساهم في عدم إحساس المواطنين أو المقيمين بأي هزة أو عدم استقرار، فبهذه الروح وتلك الكفاءة وذلك الدأب تتقدم البلاد، وبها جميعاً يجب أن تقتدي باقي المؤسسات.