خارج السرب: الحالة (X)
تعتبر مرحلة التقصي الوبائي المرحلة الثالثة بعد مرحلتي الرحلات الجوية والمخالطة المرتبطة بالسفر، وهي مرحلة خطيرة لأسباب عديدة منها كونها حلقة مفقودة تعرقل جهود الجهات الصحية لرسم تسلسل الإصابة بالفيروس، وتفسد محاولات الحد منها، وفريق الرصد الوبائي حاله كحال أبطالنا على جبهة مكافحة الوباء يقدم كل ما يقدر عليه، ويستحق الإشادة مع نصيحة أراها مفيدة في رصد الحالة (X) المجهولة. أولاً، يمكن تتبع رحلة الفيروس لبلادنا عبر تجميع معلومات عن الرحلات المغادرة لمراكز الوباء كالصين وتايلند وكوريا الجنوبية واليابان، حيث يسافر العديد من التجار المواطنين والمقيمين لهذه البلاد لدواعٍ تجارية، ويجب أن يكون تاريخ الرصد من بداية ديسمبر إلى نهاية فبراير، فهذه الفترة لم تأخذ حقها بالتقصي كونها سبقت مرحلة تطبيق الإجراءات الحالية، ومع تقليل الأعداد وربطها بمناطق الإصابات الحالية يمكن التوصل للحالة (X) أو تضييق الدائرة من حولها.
ثانياً، الحرارة والتهاب الصدر أوضح أعراض الفيروس، ويمكن هنا الطلب من المراكز الصحية كافة تقديم معلومات عن المرضى الذين أوضحت السجلات إصابتهم بالأعراض السابقة أو صرف دواء لهم خلال الفترة ذاتها أي من بداية ديسمبر إلى نهاية فبراير، وسيساهم هذا عند ربطه بالحالات المصابة ومناطقها في تقليل البحث. ثالثاً، يمكن رصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن مصابين لاحظ إصابتهم أو حصل على معلومات عنهم عبر التواصل الاجتماعي مع محيطهم، هنا سيتم توسيع دائرة المعلومات بشكل يخدم الهدف.رابعاً، حظر بعض المناطق التي ظهرت فيها حالات كثيرة هو السيف الذي يسبق العذل، ولابد من اتخاذ هذه الخطوة لكي نحد من تفشي الوباء مع الحرص على توفير كل احتياجات أهل المنطقة. إخواني أعضاء الكادر الطبي والإداري والعسكري: نعلم أن مهامكم اليوم جسام، فأنتم سورنا الرابع اليوم الذي يصدُّ عنا جحافل الوباء المسعورة، فجزاكم الله عنا خير الجزاء، وحفظكم ورعاكم، ويكفينا ويكفيكم نصيحة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، والذي فيها يقود كعادته دفة سفينتنا نحو شاطئ الأمان: "نخوض معركة فاصلة ضد عدو شرس، وهي معركة الجميع، تستوجب الالتزام الجاد بتعليمات السلطات الصحية وأهمها تجنب التجمعات وأسباب العدوى، فهي الوقود الذي يذكي نار الوباء وينعشها، وعدم الالتفات إلى الإشاعات الضارة التي تؤدي إلى إضعاف جهود الدولة".