ناقشت لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية الخطط المستقبلية لوزارتي التربية والتعليم العالي في ظل تداعيات أزمة «كورونا»، بحضور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ووزير التربية وزير التعليم العالي د. سعود الحربي وقياديي الوزارتين.وقال عضو اللجنة النائب محمد الدلال في تصريح بمجلس الأمة امس إن وزارة التعليم العالي بصدد أخذ موافقة وزارة المالية على صرف راتب إضافي لكل الطلبة في الخارج، تنفيذا لقرار مجلس الوزراء خلال عشرة أيام من الآن.
وأضاف الدلال أن اللجنة التعليمية ناقشت في اجتماعها ما يتعلق بأدوار «التربية» في مواجهة «كورونا» وخططها لتوفير التعليم لطلبة المدارس الحكومية أو المدارس الخاصة، إضافة إلى ما يتعلق بطلبة البعثات الدراسية أو الدارسين على حسابهم الخاص.وكشف الدلال أن الحديث دار حول ما بعد شهر أغسطس المقبل على افتراض أن الأزمة قد تستمر وآلية تعامل الوزارة وتصوراتها بشأن التعليم وكيفية التعامل في حالة نقص المعلمين الوافدين في المدارس الحكومية والخاصة وكيفية تغطية ذلك.وأكد أن اللجنة طالبت بضرورة أن تكون هناك خطة واضحة ومحددة بفترة زمنية أطول من الفترة المقررة والمعتمدة من قبل وزارة التربية، مبينا أن مسؤولي الوزارة أكدوا أنهم سيقومون بتزويد اللجنة بهذه الخطة.وفيما يخص الطلبة الدارسين في الخارج، أكد الوزير خلال الاجتماع أن قرار مجلس الوزراء بمنحهم راتباً إضافياً كمكافأة سيشمل الجميع سواء كانوا ضمن البعثات الحكومية أو الجامعة أو التطبيقي، وأنهم الآن بصدد أخذ موافقة وزارة المالية التي من الممكن أن تصرف الأموال خلال أسبوع إلى عشرة أيام.وبين الدلال أنه تم التطرق أيضا إلى آلية تنسيق التربية والتعليم العالي مع وزارة الصحة لإجلاء الطلبة والإسراع بهذا الأمر، مشيراً إلى أن هناك طلبة في دول بعيدة مثل أميركا وغيرها، ينبغي الوصول إليهم في حالة إخفاق بعض الملاحق الثقافية. وعن التعليم عن بعد، أوضح الدلال أن هذه القضية طرحت وهناك تصورات أكثر وضوحا وتم اعتماد التعليم عن بعد في المدارس الخاصة عن طريق إدارة التعليم الخاص، مع التأكيد على أنه اختياري لا إلزامي، مشيرا إلى أنه من ضمن الموضوعات التي نوقشت أيضا وضع مجموعة من الضوابط تتعلق بهذا الموضوع، وكيفية احتساب الدرجات وآلية التعليم ومدته.وفيما يخص تطبيق التعليم عن بعد في المدارس الحكومية، قال الدلال إنه في حال استمرار الأزمة الى وقت غير معروف، فقد قدم مسؤولو الوزارة أفكارهم مؤكدين أنهم سيستعدون لهذه المرحلة وسيقدمون تصورات كاملة بهذا الشأن.وأضاف أنه تم التطرق للجانب القانوني وقدرة الحكومة على توفير التعليم عن بعد لكل الكويتيين، لافتاً إلى أن اللجنة طرحت تساؤلات بشأن استعداد أولياء الأمور لهذا الامر، وهل لديهم إنترنت كاف وأجهزة (اللابتوب) التي من الممكن أن يطبقوا بها هذه الخدمة.ولفت الدلال إلى أن اللجنة ناقشت أيضا الدور الذي ستقوم به جامعة الكويت والجامعات الخاصة وهيئة «التطبيقي» في هذه المرحلة وخطط عمل كل منها، مؤكدا أن هناك اجتهادات من بعض الجامعات الخاصة، غير أن اللجنة طالبت بضرورة أن تكون وفقا لضوابط خاصة حتى تسير الأمور بطريقة صحيحة وسليمة.
رؤية التربية
من جهته، أعلن وزير التربية وزير التعليم العالي د. سعود الحربي عن خطة ستحيلها الوزارة خلال 10 أيام إلى رئيس اللجنة التعليمية بمجلس الأمة تتضمن رؤية وزارة التربية حول التعليم العام والخاص، مؤكدا أن التعليم لن يتوقف في الكويت. وقال الحربي في تصريح صحافي عقب الاجتماع، إن الوزارة دونت الكثير من الملاحظات التي طرحت خلال الاجتماع، كما طرحت خطتها بشأن التعامل مع التعليم في الظروف الراهنة، مؤكدا أن هناك اتفاقا عاما على أن الكل يد واحدة لمواجهة وباء كورونا، وأن التعليم لن يتوقف في دولة الكويت.وقال «لن نرتكب هذه الخطيئة بحق أبنائنا وبناتنا سواء الدارسون في الخارج أو الداخل، واتفقنا على الكثير من القضايا ومنها التعليم عن بعد (On line)»، مبينا أن التعليم عن بعد سيطرح كأمر اختياري.ووصف الحربي اجتماع اللجنة التعليمية بأنه اجتماع عملي واضح المعالم وبعيد عن المشاحنات والاختلافات، مؤكدا أن الحضور كانوا متفقين في الكثير من وجهات النظر التي تعكس نبض الشارع الكويتي وهموم المواطن.ورأى أن الحكومة ممثلة بوزارة التربية ومجلس الأمة ممثلا باللجنة التعليمية حققا نوعا من التكامل والتواصل والتآزر من أجل الوصول إلى نتائج مرضية، مشددا على أن الوقت حاسم ويتطلب اتخاذ قرارات صائبة لا تقبل التأجيل.ولفت الحربي إلى اقتراح رئيس اللجنة التعليمية النائب د. عودة الرويعي بأن يكون هناك فريق مصغر من كل قطاع تعليمي مثل جامعة الكويت والتعليم العام والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والجامعات الخاصة بحيث تكون هناك حلقة وصل بين الوزارة واللجنة التعليمية في هذه المرحلة.وقال وزير التربية إن اقتراح الرويعي صائب وراجح، مختتما بالقول «النوايا سليمة وإخلاصنا لوطننا كبير».