قبل فوات الأوان
هذا الوباء خيرٌ لكم وإن كرهتموه، خيرٌ لكم لأنه جعلكم كالبنيان المرصوص، متعاونين على فعل الخير ومصممين على إنقاذ الكويت وأهلها بكل ما أوتيتم من قوة وعزم، تلاشت الفروق الطبقية والمذهبية المزيفة، وحل محلها هذا الحب الجارف لهذه الأرض المصونة من كل مكروه بإذن الله تعالى، هذه البقعة الصغيرة من الكرة الأرضية كبيرة في عطائها، ولم تتأخر عن مد يد المساعدة للدول المحتاجة منذ زمن طويل، مع التزامها بالحياد التام ونبذ العداوات بفضل حكمة قيادتها.المواطن الكويتي الحقيقي بغض النظر عن أُصوله القديمة لابد أن يعشقها، كيف لا وهي الأم التي تعطي بلا حدود ولا مِنة، هذا العشق لهذه الحبيبة شهدناه من رجالها ونسائها في إدارتهم لهذه المحنة بكل إخلاص وجهد متواصل مما يجعل المرء ينحني فخراً لجهودهم، أما تلك القلة من المفسدين الجشعين فمحاسبتهم قادمة لا محالة لأن للكويت (حوبة)، هذه الحبيبة تعرف كيف تكف الأذى عن نفسها، وتعرف جيداً كيف تضع كل متسلط في حجمه الطبيعي، فلا هي بئر برقان فقط، ولا هي ملك لأحدٍ بعينه يغرف منها ولا يشبع.
علينا أن نستمع لهموم الشعب، ولا نزيد قهره، علينا أن نبدأ بتطهير الكويت فعلياً وإنقاذ تركيبتها السكانية من التشرذم والآفات التي تأكل الأخضر واليابس، ولا تعطي شيئاً في المقابل، يجب محاسبة تجار الإقامات الذين خلقوا هذا الحمل الثقيل على الدولة وعلى المواطنين ليملؤوا جيوبهم أكثر فأكثر. هذه فرصة لا تعوض، فلا تنتظروا حتى يفوت الأوان، أحضروا الأكفاء الشرفاء والعمالة الضرورية فقط، واستمعوا لمعاناة الشعب وهمومه، هذا الشعب الذي لم يتردد شبابه من الجنسين عن العمل في كل مجال حتى تنظيف الشوارع والأحياء السكنية، انتبهوا قبل فوات الأوان.