رغم الشدة التي تجتاح العالم بسبب هذا الوباء والعدو الذي فاق كل أسلحة العالم وجيوشه، ورغم المعاناة التي تعشعشت في كل بيت للتقيد بالإجراءات المشددة الهادفة لحمايتهم ووقايتهم من هذا الفيروس فإن القلوب تقرع فرحا عندما ترى هذا الكم الهائل من الأوفياء الذين هبوا من مختلف مواقعهم لتلبية نداء الوطن من المخلصين في وطننا الغالي، وبينهم إخواننا من غير محددي الجنسية الذين لم يخشوا هذا الفيروس وتصدروا الصفوف الأمامية من أجل الكويت.كم سعدت وأنا أشاهد صديقي الدكتور عبدالحكيم الفضلي وهو يرتدي زيه الطبي متحصنا بوسائل الوقاية الخاصة من الفيروس، ومتوجها إلى المطار لاستقبال مواطنينا الذين تم إجلاؤهم، وكم سعدت حين سمعته يقول "وفاء لهذا الوطن سأكون في الصف الأمامي وإذا كانت هناك صفوف أخرى سأكون أول الحاضرين فيها".
ليس د. عبدالحكيم وحده بل هناك العديد من إخوانه البدون الذين تجدهم وقت الشدة يفزعون للكويت، فلا ولاء لهم إلا لهذا الوطن، وفي الصفوف الأخرى تجد أيضا الأطباء والممرضين والإداريين العاملين في وزارة الصحة والجمعيات التعاونية وغيرها من إخواننا البدون الذين نقدم لهم تحية إجلال وتقدير، لأنهم وضعوا حياتهم فداء للكويت ووقفوا إلى جانب إخوانهم المواطنين.وخلف مايكات وزارة الإعلام أيضا هناك نجوم تصدروا الصفوف الأمامية بينهم الزميل فهد التركي الذي تألق كعادته من الورقي إلى شاشات التلفاز ناقلا الحدث بكل شفافية ومتنقلا في عدة مواقع ليرى الجمهور التفاصيل والحقائق التي كانت خير وسيلة للرد على مثيري الشائعات.وهذه المواقف لإخواننا البدون لها تاريخ وأمجاد بينها دورهم البطولي في الغزو العراقي الغاشم بعد أن قدموا الغالي والنفيس من أجل الكويت، فهناك منهم الشهداء والأسرى، وهناك من انضموا إلى المقاومة، فهي ليست بغريبة على هؤلاء الأوفياء الذين نفخر بهم، ففي الشدة نعرف المخلصين، وهناك من شارك في حربي 1967 و 1973 وسطروا فيها مجدا كبيرا.فشكرا أيها الأوفياء وأيها الأبطال، فأنتم تشاركون في أضخم حرب شهدتها البشرية، وسيكتب التاريخ أسماءكم من نور، بعيدا عن عنصرية البعض وعن طبقيتهم ومؤامراتهم وبعيدا عن أخلاقهم وتلفيقاتهم وافتراءاتهم، لأن هذا الفيروس لم يميز بين البشرية وأصبح الجميع أمامه سواسية كحالهم بعد أن يدخلوا القبور بقطعة قماش بيضاء يغطيها التراب.
مقالات - اضافات
شوشرة: بدون عنصرية
03-04-2020