*الإدارة العامة للجمارك هي خط الدفاع الأول خلال هذه الأزمة التي اجتاحت العالم، فما هي الإجراءات التي اتخذتها الإدارة؟ - تواردت لنا أنباء في شهر يناير الماضي عن وجود فيروس في الصين، وبدأنا نتخذ إجراءات احتياطية، وأصدرنا تعميما باتخاذ إجراءات للمتعاملين مع البضائع الصينية في المطار، لأخذ الحيطة والحذر، وذلك بلبس الكمامات، واستخدام المعقمات، إلى حين وضوح الرؤية، لأن عندنا نشرة دولية تبلّغنا بمثل هذه الأوبئة، والتي من خلالها نأخذ بالإجراء المتبع.
كما أن هناك ما يسمى النشرة البنفسجية الخاصة بجرائم التهريب، لمعرفة الطرق المستجدة في التهريب أو نزول مواد جديدة مخدرة، كما حدث في البرازيل، ويتم توزيعها على الدول الأعضاء، لمعرفة المادة وحفظها، وبيان شكلها، وترتيباتها ومؤثراتها، ومن ثم ننشرها، ومن ضمنها أيضا الأوبئة، إذ تأتينا بها نشرة، وعلى الفور اتخذنا إجراء سريعا، وكنا أول جهة في ذلك، من دون ان ننتظر أحدا، ثم أرسلنا كتابا إلى وزارة الصحة قلنا فيه: أفيدونا... هل هذا وباء منتشر ينقل العدوى؟فأرسلوا لنا طبيبة أجرت تحاليل للعاملين، وأخبرونا أن الموضوع خطير جدا، وقاموا بعمل دورة، وذلك في يوم 26 يناير الماضي، وجمعنا رؤساء القيادات الوسطية حتى يُعلِموا أفرادهم في المطار والمنفذ البري، كيفية الوقاية من هذا الفيروس من بدايته حتى تتضح الرؤية.
الدول الموبوءة
* ما آلية تعامل رجال الجمارك مع طائرات الإخلاء من الدول الموبوءة ومعهم الأمتعة والهدايا؟- نحن في الطيران المدني والخطوط الكويتية والجزيرة و"الداخلية"، كلنا نعمل بمنظومة واحدة تحت إشراف وزارة الصحة، وذلك باتباع الاحترازات الوقائية من خلال ارتداء الكمامات، والقفازات، والابتعاد عن الأشخاص بمسافات مطلوبة، وهذه التعليمات تصدر من وزارة الصحة ويقوم الشباب بتطبيقها.والإجراءات المتبعة تبدأ مع نزول الركاب الذين يتجهون إلى خيمة، فيها جهاز تابع للإدارة العامة للجمارك، خصوصا بالحقيبة اليدوية التي معهم، ويتم تفتيشها، ثم بعد ذلك تتم الإجراءات الصحية التي رسمتها وزارة الصحة من فحص الحرارة، وأخذ البيانات ونحو ذلك، أما الأمتعة فتتجه إلى السير كعادتها، ويتم تعقيمها من جميع الجهات أثناء نزولها، ويتم رشّ السير بعدها، ومن السير الى الجهاز، فإن لم يكن بها مخالفات يتسلمها صاحبها، وتذهب معه الى المحجر.*وماذا عن دخول الشاحنات من المنافذ البرية؟- تدخل الشاحنات مباشرة من السعودية، أما الترانزيت غير الخليجي، فهي من الأردن وسورية ومصر ولبنان، وتأتي الشاحنات بالمواد الغذائية والمعدات الطبية ومواد الإغاثة، وهذا هو المسموح بمروره "ترانزيت السعودية" حاليا، عندما تدخل الشاحنة يتم تعقيمها جيدا وتفتيشها وفحص السائق من درجة حرارة وخلافه، وذلك في منفذي السالمي والنويصيب، وهناك تعليمات صارمة بالتعقيم الكامل كل 3 ساعات، وهذا الإجراء مطبق في الموانئ البحرية والشحن الجوي والمنافذ البرية.الملاحة البحرية
* ما الذي يدخل عن طريق البحر؟- كل شيء يدخل عبر البحر من جميع دول العالم، فيما عدا السفن القادمة من إيران المحملة بالمراكب الخشبية، وذلك بناء على قرار من وزارة الصحة، لكثرة عدد البحّارة عليها، إذ إن في كل مركب نحو 20 بحارا، مما يدعو الى الخوف من الانتقال، أما البواخر والحاويات فليس هناك احتكاك فيها بالبحارة، لأن الصحة الخاصة بالموانئ تصعد للباخرة وتفحص البحارة بدون احتكاك مع الجمارك، والبحار لا ينزل من الباخرة.منفذا النويصيب والسالمي
* هل تم اكتشاف أي إصابات من رجال الجمارك انتقلت إليهم العدوى؟- لا، لأننا حذرون جدًا... وكانت هناك واحدة من العاملات في مطار سعدالعبدالله أصابها بعض الإعياء، وبعد فحصها في مستشفى جابر تبين أنها تعاني الربو، ولا علاقة لها بالفيروس، وأيضا هناك عامل روسي مختلط تبين أنه غير مصاب، وتم فحص طاقم العمالة "النوبتجية" ولَم يصبهم شيء.أما عن منفذي النويصيب والسالمي، فالعمل يسير بشكل طبيعي وبجد، والهم الأكبر لعناصره الانتهاء من المواد الغذائية التي تدخل البلد بأكبر كمية ممكنة، بأسهل الطرق، وكذلك المواد الطبية التي تطلبها الجهات الحكومية، ومواد الإغاثة للجمعيات الإنسانية كالهلال الأحمر والهيئات الخيرية.تشديد وتعطيل
* هناك من يوجه الاتهام للإدارة العامة للجمارك - رغم هذه الظروف التي تمرّ بها الدولة - أنها ما زالت تشدّد أو تعطل بعض الإجراءات، فما قولكم؟- أبدا، تساهلنا في كثير من الإجراءات، فلدينا ميزان أمني (يعني مدرسة متشددة) تفتّش كل شيء، وتتوقف مع كل صغيرة، والميزان اقتصادي، ونحاول فيه التسهيل بأكبر قدر ممكن من تسهيل البضاعة، إذ إن عملية الموازنة هذه هو دورنا الرئيس، وليس لدينا إخلال أمني، ولا تضييق على المجال الاقتصادي، لأن مرجعية "الجمارك" هي للخزانة العامة تقوم بتوريد الأموال للخزانة العامة، وفرض ضريبة ورسوم على البضائع.بل إننا قمنا بتسهيل الإجراءات، وذلك من خلال قبول صور للمستندات بدلا عن الأصول، وأيضا قبول الأوراق غير المصدَّقة من السفارة والخارجية على عكس الأمور قبلُ، وما عندنا أي تأخير إجرائي، فأحيانا تجلب بعض الشركات الخاصة بعض الأدوية، وهنا لا يمكن الإفراج عنها إلا بعد موافقة وزارة الصحة، وكذلك الأجهزة الإلكترونية، فربما تكون خطرا على البلد، إذن لا بدّ من موافقة هيئة الاتصالات.كما أن المواد الصناعية والكيميائية لا بدّ فيها من موافقة "البيئة"، وكل هذه الجهات مرتبطة معنا آليًّا، وموجودة معنا بالمنافذ، تسهيلًا على أصحاب البضائع.* يعنى ذلك أن الكويت غير متأثرة بنقص المواد والسلع المهمة؟ - نعم غير متأثرة تمامًا، لأننا جعلنا خطا سريعا لشاحنات المواد الغذائية والصحية، حتى تمر بسرعة من الخط السريع، بعد أخذ عيّنة منها للفحص المخبري، وتذهب على مخازن التاجر ولا نوقفها، ومن خلال جريدتكم الغراء (الجريدة) أبعث رسالة لكل المواطنين والمقيمين بالكويت أن استيراد المواد الغذائية والطبية في معدله الطبيعي، ولا داعي للهلع والذعر، ولا حاجة إلى التخزين.عمليات التفتيش
* هل تؤثر الظروف الحالية على عمليات التفتيش خلال هذه الفترة؟- الحمد لله، نحن نعمل بجد واجتهاد، مع التسهيل ما أمكن في دخول البضائع، وهناك إدارة المخاطر تلك التي تعمل على تحليل كل البيانات قبل دخول البضائع كالتي تأتينا من دول مشبوهة من حيث الفيروسات، وأيضا من حيث الممنوعات، فنكون أشد حرصًا منها، ويتم تفتيشها بكل وسائل التفتيش المتطورة لدينا من خلال المفتش الجمركي، وتتبّع الحاويات الواردة للكويت من خلال التحليل الدقيق إذا لم تأت الكويت بطريقة مباشرة يدل على أنها مشبوهة، وكذلك إذا جاءت بضاعة من بلد غير معروف عنه توريد مثل هذه البضاعة، فيخضعها ذلك للتحليل والتفتيش الدقيق.اتفاقية مع أميركا
وقد وقعنا اتفاقية مع الولايات المتحدة لمساعدتنا في تتبّع الحاويات والشحن الجوي، وفي ظل الظروف الحالية لدينا ضبطيات ما أعلنا عنها حتى الآن، عبارة عن مخلّفات تجارية مثل المواد المقلدة، مخالفات بلد المنشأ، بضائع غير مذكورة وكذلك مخالفة، وصف البضائع يكون مخالفا للحقيقة، مثل قطع غيار السيارات، أما المخالفات الجنائية مثل الخمور والمخدرات، فهذه تعمل الآن وأكثرها في الشحن الجوي.زيادة الموظفين في «الجمارك» إلى أكثر من 6 آلاف
أكد المستشار جمال الجلاوي أن عدد الوظائف في الإدارة العامة للجمارك خلال السنوات الثلاث الأخيرة ارتفع من 4 آلاف موظف تقريبا إلى أكثر من 6 آلاف، فضلا عن الفنيين الجمركيين الذين يتجاوز عددهم 1200، مؤكدا أن عدد الجمركيين كافٍ، ولا ننظر الى الفترة الحالية.وتابع: لكننا نستهدف مواكبة الأعمال المستقبلية بعد افتتاح أعمال المطار الدولي الجديد، وكذلك قرية الشحن التي سيتم افتتاحها، والتي تعد من أكبر قرى الشحن الجوي في العالم، وازدياد معدل ورود البضائع، خصوصا بعد تسهيل الإجراءات وتنظيم الموانئ الشمالية والجنوبية.