واشنطن وطهران تقتربان من المواجهة في بغداد
• ظريف: لن نبدأ الحرب لكن سنلقن أميركا درساً
• رضائي: العراق سيكون «فيتنام» جديدة
رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على وعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران في حال إقدامها على شن اعتداء قالت معلومات استخباراتية إنها تدعمه ضد قوات بلاده الموجودة بالعراق، في وقت شن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هجوماً لاذعاً على دبلوماسيي طهران واتهمهم بتصفية المعارضين.
غداة تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب برد قوي وحاسم تجاه أي تهديد إيراني يستهدف المصالح الأميركية في العراق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده لا تبدأ الحروب ولكنها تلقن من يفعلون ذلك الدروس.وكتب ظريف عبر "تويتر": "إيران لا تبدأ الحروب، ولكنها تلقن من يفعلون ذلك الدروس"، داعياً الرئيس الأميركي إلى عدم الاستجابة لدعاة الحروب، "لا تترك نفسك ليضللك دعاة الحرب المعتادون، مرة أخرى".وأضاف: "إيران لديها أصدقاء، ولكن لا يمكن أن يكون لدى أحد الملايين من الوكلاء"، موضحاً أنه: "على عكس الولايات المتحدة، التي تكذب وتغش وتغتال، فإن إيران تتصرف فقط من أجل الدفاع عن نفسها".
مستنقع عراقي
وفي وقت سابق، أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن "العراق سيكون مستنقعاً لأميركا كفيتنام"، مضيفاً أن "الشعب العراقي المسلم والثوري قادر على طرد الأميركيين أذلاء أكثر مما جرى لهم في فيتنام".من جهته، حذر مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية يحيى رحيم صفوي الولايات المتحدة من تبعات التصرفات الاستفزازية في العراق، مؤكداً أن أي تصرف أميركي سيعد فشلاً استراتيجياً أكبر في سجل الرئيس الحالي ترامب.وجاء الرد الإيراني بعد تحذّير الرئيس الأميركي من أن إيران ستدفع "ثمناً باهظاً" إذا هاجمت هي أو حلفاؤها في العراق القوات الأميركية المتمركزة في هذا البلد العربي.وخلال مؤتمر في البيت الأبيض، قال ترامب بشأن إيران: "نحن لا نريد العداء، لكن إذا كانوا قاموا بعمل معادٍ لنا، فسيندمون على ذلك كما لم يندموا على أيّ شيء من قبل".وجاء تصريح الرئيس الأميركي بعيد ساعات على نشره تغريدة حذّر فيها طهران وأتباعها في المنطقة من مهاجمة قواته في العراق، وقال: "بناء على معلومات، تخطط إيران أو حلفاؤها لهجوم مباغت يستهدف قوات أميركية أو منشآت في العراق".وجاءت تحذيرات ترامب برد أميركي حاسم على خلفية تلويح طهران بالتصعيد ضد المصالح الأميركية بعد نشر واشنطن صواريخ باترويت الدفاعية بالعراق.وبات نفوذ طهران على المحك بعد نشر الصواريخ التي ستحد من سطوة الفصائل العراقية المسلحة المنضوية بهيئة "الحشد الشعبي".وقال مراقبون إن طهران تعي تماما مدى خطورة نشر البطاريات الأميركية في العراق التي من شأنها شل القدرات العسكرية للميليشيات العراقية التابعة لها. وبموجب اتفاق مع السلطات في بغداد، قلصت "البنتاغون" عدد قواتها المتمركزة في العراق مقابل نشر منظومة الدفاع الجوية التي تهدد قدرات طهران على شن هجمات صاروخية ناجحة بالمنطقة.وتزامنت تهديدات ترامب مع قيام إسماعيل قآني خليفة قاسم سليماني بقيادة "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني بأول زيارة للعراق لبحث إنهاء الخلاف بين الأحزاب والقوى الشيعية حول تكليف رئيس الجمهورية برهم صالح لعدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لعادل عبدالمهدي.معلومات استخباراتية
ولاحقاً، ذكر مسؤول أميركي أن معلومات المخابرات الأميركية عن هجوم محتمل تدعمه إيران على القوات والمنشآت الأميركية في العراق تشير إلى أنه سيكون هجوماً يمكن نفيه، وليس على غرار الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران في العراق في يناير عبر صواريخ بالستية انتقاما لقتل واشنطن سليماني. وأضاف المسؤول أن المخابرات الأميركية تتتبع خيوطاً منذ فترة بشأن هجوم محتمل تشنه إيران أو قوى تدعمها إيران.وعاد التوتر للتصاعد في العراق بعدما شنت فصائل عراقية شديدة الصلة بطهران هجومين على قواعد توجد بها قوات أميركية ضمن "التحالف الدولي" ضد "داعش" أخيراً. وتسبب الهجومان في مقتل جنديين أميركيين ومتعاقدة بريطانية وإصابة عدد من أفراد القوات العراقية النظامية. وردت واشنطن على الهجوم الأول بقصف 5 مواقع لـ "حزب الله العراقي" ومازالت تدرس الرد على الهجوم الثاني.من جانب آخر، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن قلقه من تورط الدبلوماسيين الإيرانيين في اغتيال المعارض الإيراني مسعود مولوي بتركيا.وكتب بومبيو عبر "تويتر": "بالطبع، يتماشى هذا مع مهامهم"، مضيفاً أن "الدبلوماسيين الإيرانيين إرهابيون، وشاركوا في كثير من عمليات الاغتيال والتفجيرات بأوروبا طوال العقد الماضي".وأفاد مسؤول كبير بالإدارة الأميركية بأن واشنطن تعتقد أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ضالعة بشكل مباشر في اغتيال مولوي. يشار إلى أن دبلوماسيين تركيين بارزين قالا لـ "رويترز"، إن اثنين من دبلوماسيي القنصلية الإيرانية في إسطنبول تورطا في اغتيال المعارض مسعود مولوي وردنجاني، في نوفمبر 2019.وقد قتل مسعود مولوي وردنجاني بالرصاص في أحد شوارع إسطنبول، بعد نحو عام من مغادرته إيران.