قبل فوات الأوان
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
أي إنسان، مهما علا شأنه، غير قادر على الذهاب إلى البنك أو العمل أو الجمعية، لقضاء حاجته، وإن فعل ذلك مرغماً، لكنه مسكون بالرعب، لشعوره أنه يخاطر بحياته! وربما يأتي يوم وليس ببعيد، إذا أردنا الخروج من جحورنا أن نجبر على ارتداء ثياب رواد الفضاء وهم متوجهون إلى مركباتهم وبكامل تجهيزاتهم التي لا يخترقها حتى الهواء! من نيويورك إلى ميلانو، مروراً بالكويت وبيروت، وصولاً إلى "ووهان".. شوارع خالية، ماتت فيها الحياة، جاء هذا "الحقير" ليوحد أسلوب العيش بين بني البشر، ولا فرق بين أسود وأبيض أو بين مدير وموظف أو بين دين وآخر وضع الجميع في سلة واحدة! صارت المشاجرات والمهاترات التي نسمعها في هذه النكبة من الصغائر، عندما تجد نفسك حائراً سارحاً أمام هول الكارثة، التي جعلت من العالم قرية واحدة مفتوحة على جيرانها لا تقوى على المقاومة وتمنع الدخول إليها، فلا شرق أو غرب ولا متحضرة أو نامية! وبالرغم من شل حركة الطيران، ومشهد الطائرات المتراصة أمام ناظريك كأنها ديناصورات، فإن هذا "الحقير" تخطى الحواجز والحدود، وبات يتنقل بحرية وسرعة ليفتك ببني البشر دون أن يردعه أحد أو يوقفه عند حده ويلقي القبض عليه ويحجره في مكان واحد، كما حجر الكرة الأرضية على نفسها وبمجملها! طيب، إذا كانت الحال كذلك، فلماذا لا يبادر قادة العالم أو على الأقل من ينتسب إلى الأمم المتحدة بوصفها الجهة الدولية الجامعة، ومن يحق له من أعضاء الدول الخمس الكبرى الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وهذا ما سمعنا إشارات عنه صباح يوم السبت من ماكرون وترامب لبحث مصير هذا الكوكب، ومن يعيش عليه، فكلنا اليوم في مركب واحد، وبالتالي تسخير كل إمكانات الأمم وطاقاتها في سبيل احتواء هذا "الحقير" وإنقاذ البشرية من ويلاته والتعجيل في اللقاح المناسب والفعال. دعوة من العبد الفقير لله، إلى من بيدهم الأمر، توقفوا عن صراعاتكم وحروبكم اليوم قبل الغد وتوجهوا لإنقاذنا قبل فوات الأوان! فهل من يسمع أو يستجيب؟