يوشك رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي أن يقدم كابينة حكومية كاملة إلى البرلمان، بعد عرض برنامجه الحكومي الذي بدا مقبولاً، غير أن مصادر سياسية رفيعة في بغداد تؤكد أنها لم تجرب سابقاً حالة شك وانعدام يقين، كالتي تحصل اليوم بين الأحزاب الشيعية بتردد مواقفها إزاء التشكيلة الجديدة.

وأعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تسلُّمه البرنامج الحكومي أمس، مما يعني إمكانية الشروع في إجراءات انعقاد جلسة نيابية قبل انتهاء المهلة التي حددها الدستور لإكمال الوزارة منتصف الشهر الجاري.

Ad

لكن المصادر تتحدث عن «تحوُّلٍ كل ساعة» يكتنف مواقف أهم الداعمين الشيعة للرئيس المكلف، ممثلين في تحالف مقتدى الصدر وعمار الحكيم، مع ترجيح أن يكون تصاعد الضغوط الإيرانية الرافضة سبباً أساسياً في تردد المواقف، وهو ما سيؤثر على المساندة الأولية التي أبداها الأكراد والسنة للزرفي، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى شرخ شيعي يوقع البلاد في أجواء تنذر بتصادم عنيف.

وأعربت الفصائل الشيعية الموالية لإيران عن تهديد كبير للزرفي بعد إدراكها حظوظه التي بدت كبيرة داخلياً، ولم ينجح حلفاء طهران طوال أربعة أشهر، تلت استقالة حكومة عادل عبد المهدي، في تقديم مرشح صديق لطهران، لكنهم ينجحون في عرقلة مرشح محايد قريب من الرأي العام المعارض لنفوذ طهران.

يأتي هذا على وقع استمرار الشائعات حول مخطط انقلاب عسكري مدعوم من أميركا، تأخذه الفصائل على محمل الجد، مدعومة بتصريحات من مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، وهي ترى أن منح الثقة لحكومة الزرفي مدخل للانقلاب على فصائل الحشد.

وتقول المصادر في بغداد إن تمرير حكومة الزرفي سيرتهن بمدى قدرة الأطراف الوطنية على تشكيل موقف متماسك إزاء نفوذ الميليشيات، وهو مهمة تظل صعبة مع تفكك مؤلم لتيار الإصلاح الذي تشكَّل قبل عامين، بائتلاف مقتدى الصدر مع حيدر العبادي وأياد علاوي وقوى اليسار، مقابل تماسك الكتلة الممثلة للفصائل المسلحة.