اتهم المفتش العام للمخابرات الأميركية مايكل أتكينسون، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإقالته من منصبه، بسبب "تصرفه بشكل نزيه" بطريقة تناوله للشكوى التي أدت إلى إجراء تحقيق لمساءلة الرئيس العام الماضي حول اتهامات بسعيه إلى استغلال نفوذه من أجل الإضرار بمنافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة الديمقراطي جو بايدن.

وقال المفتش العام في بيان: "يصعب عدم تصوّر أن فقد الرئيس لثقته بي ناجم عن أداء التزاماتي القانونية بإخلاص كمفتش عام مستقل ونزيه".

Ad

واعتبر أتكينسون أن تقرير الشخص الذي أفشى الأسرار، المكالمة بين ترامب والرئيس الأوكراني، موثوق به، وأن ترامب أساء استخدام منصبه عندما حاول التماس تدخّل كييف في الانتخابات الأميركية التي تجري في 2020 لمصلحته الشخصية.

وكان ترامب قد قال في رسالة لـ "الكونغرس"، أمس الأول، إنه يعتزم إقالة أتكينسون خلال 30 يوماً، موضحا أن "من المهم أن يكون لدى أكبر ثقة فيمن أعيّنهم كمفتشين عموميين".

وهذه ليست المرة الأولى التي يقيل فيها الرئيس الأميركي أشخاصاً كانت لديهم علاقة بموضوع مساءلته، حيث أقال في وقت سابق، كبير خبراء البيت الأبيض في الشأن الأوكراني، ألكسندر فيندمان، من منصبه، بعدما شهد ضده.

وكان فيندمان أحد أهم الشهود الديمقراطيين في إجراءات عزل ترامب، وهو ليفتنانت كولونيل بالجيش حاصل على وسام، وهو من حذّر من خطر المكالمة التي أجراها ترامب في 25 يوليو 2019 مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

وبعد جلسات حزبية عديدة، صوّت مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون بمساءلة ترامب، تمهيدا لعزله، لكن مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون برّأ ساحته من الاتهامات في أوائل فبراير الماضي.

وشكلت هذه المحاكمة محطة تاريخية في الولايات المتحدة، فهي ثالث مرة في تاريخها يقوم فيها "الكونغرس" بمحاكمة الرئيس ضمن آلية عزل، بعد الرئيسين أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.

وواصل الديمقراطيون انتقاد ترامب على عزل أتكينسون. وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر إن أتكيسنون سيذكر "كبطل"، وإن الذين انتقموا منه مجرد "أوغاد".

وذكر المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً الى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، نائب الرئيس السابق جو بايدن، أمس الأول، أن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لتسمية منافس ترمب المنتمي للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة قد يتم عبر الإنترنت للمساهمة في منع تفشي فيروس كورونا.

وقال نائب الرئيس السابق إن المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي أجّل 5 أسابيع، أساسي لاختيار المرشح الذي سينافس ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل.

لكن بايدن، (77 عاما)، أقر بأنه قد يجب تنظيم المناسبة التي يشارك فيها الآلاف من كبار شخصيات الحزب عبر الإنترنت، في حال واصل الفيروس تشكيل تهديد على الصحة العامة في منتصف أغسطس المقبل، الموعد الجديد لانعقاد المؤتمر.

وتابع: "سنحتاج إلى عقد المؤتمر. قد نضطر إلى عقده عبر الواقع الافتراضي".

وأضاف بايدن، المرشح المؤكد تقريبا للحزب: "قد لا يكون بإمكاننا جمع 10 أو 20 أو 30 ألف شخص بمكان واحد، في حال لم يتراجع تفشي الوباء".

ورفض منافس بايدن الوحيد بيرني ساندرز الإقرار بهزيمته، ويتواجه الخصمان الديمقراطيان في انتخابات ويسكنسن التمهيدية، رغم التحديات القانونية والتحذيرات المرتبطة بالصحة العامة.

ولزم المرشحان منزليهما، وباتا ينظمان حملاتهما الانتخابية من استديوهات مؤقتة بدلا من إجراء تجمّعات على الأرض كان لها أن تشهد تنافساً حامياً.

ولدى سؤاله عن جدل الأقنعة الواقية، قال بايدن إنه سيستجيب لتحذيرات مسؤولي الصحة الأميركيين، ويرتدي قناعاً إذا اضطر إلى الخروج من منزله.