قالت شركة الوطني للاستثمار إن الأسواق العالمية دخلت في حالة من الذعر بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي يجتاح العالم، خاصة مع انتقال مركز الوباء إلى الولايات المتحدة الآن بعد أوروبا، حيث بدأ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة على مستوى العالم يقترب جدا من مليون حالة مع أكثر من 50 ألف حالة وفاة. وذكر التقرير الخاص برصد حركة أسواق المنطقة والعالم أنه من المتوقع أن تبلغ العدوى ذروتها في منتصف شهر أبريل، خاصة مع تزايد انتشار الوباء بسرعة قياسية في الولايات المتحدة، وهو ما كان له بالغ الأثر على أسواق الولايات المتحدة، حيث شهدت نهاية دراماتيكية بعد أطول موجة صعود في أسواق الأسهم، وتراجعت المؤشرات الرئيسية بنسب تفاوتت بين 34 في المئة لمؤشر S&P 500 و37 في المئة لمؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) من الذروة التي بلغتها في 20 فبراير إلى أقل مستوى في 23 مارس، في وقت وصل فيه مؤشر التذبذب إلى حوالي 85.5، وهو الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
أما بالنسبة للأداء لشهر مارس، فقد سجل مؤشر S&P 500 انخفاضات بنسبة 12.5 في المئة، مما انعكس انخفاضا بنسبة 20.0 و23.2 في المئة على التوالي في الربع الأول. من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى استمرار عائدات سندات الخزانة في الهبوط، حيث وصلت إلى مستويات قياسية، ووصل العائد على سندات العامين إلى 0.23 بالمئة في آخر مارس، منخفضاً من 0.86 بالمئة في نهاية فبراير، بينما أغلق العائد لمدة 10 سنوات عند 0.62 في المئة، منخفضا من 1.13 في المئة خلال نفس الفترة.
خسائر فادحة للأسواق العالمية
وقال التقرير إن الأسواق في جميع أنحاء العالم سجلت خسائر كبيرة، حيث انخفض مؤشر MSCI AC العالمي بنسبة 13.7 بالمئة في مارس، ليصل إجمالي تراجعه خلال الفصل الأول من العام إلى 21.7 بالمئة، في حين شهد مؤشر MSCI EAFE انخفاضاً بنسبة 13.8 في المئة للشهر و23.4 في المئة للربع الأول. وسارعت البنوك المركزية والحكومات إلى اتخاذ تدابير من شأنها أن توفر الدعم لاقتصاداتها، وسط مخاوف من ركود اقتصادي عالمي عميق. فخفض «الاحتياطي الفدرالي» الأميركي الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى نطاق 1.0-1.25 في المئة، ثم بنقطة مئوية كاملة إلى نطاق 0.0-0.25 بالمئة في اجتماعين طارئين في 3 و15 مارس، كما أُعلن برنامج تيسير نقدي ضخم يتضمن برنامجاً غير محدود لشراء الأصول، وبرنامج إقراض للشركات، ولأول مرة، برنامج لشراء سندات الشركات. وحول حزمة التحفيز الاقتصادي الأميركية، قال التقرير إنه علاوة على برنامج التيسير النقدي، وضعت حكومة الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة على حزمة التحفيز الاقتصادي التي تعد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة بقيمة تريليوني دولار من شأنها أن توفّر للاقتصاد كمية هائلة من القروض والإعفاءات الضريبية والمدفوعات المباشرة للشركات الكبيرة والصغيرة والأفراد.أسواق أوروبا... مزيد من الانخفاض
وأشار التقرير إلى أسواق أوروبا التي لم تكن الصورة فيها أفضل عن بقية الأسواق العالمية، حيث كانت كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا في مركز جائحة الفيروس التاجي المستجد.وقد كان حظر السفر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على الرحلات القادمة من أوروبا، إضافة إلى الاستجابة المخيبة لآمال المستثمرين من البنك المركزي الأوروبي، قد دفع الأسواق الأوروبية إلى مزيد من الانخفاض خلال الشهر، حيث تراجع مؤشر Stoxx Europe 600 بنسبة 14.8 في المئة، لينهي الربع الأول من العام بانخفاض 23.0 في المئة. وفي الأسواق الناشئة، ذكر التقرير أنها شهدت تراجعا أكثر حدة بشكل عام، خاصة خارج آسيا. وانخفض مؤشر MSCI EM بنسبة 15.6 في المئة خلال الشهر و23.9 في المئة للربع الأول، في حين انخفض مؤشر MSCI Asia (ما عدا اليابان) بنسبة 12.2 بالمئة في مارس و18.6 بالمئة خلال الربع الأول.أسواق الخليج... خسائر فادحة
وفي دول مجلس التعاون الخليجي، قال التقرير إن أسواق الأسهم تكبدت خسائر فادحة بسبب التداعيات العالمية الناجمة عن جائحة الفيروس التاجي المستجد، إضافة إلى الانخفاض غير المسبوق في أسعار النفط، الذي نجم عن انهيار اتفاقية خفض الإنتاج لمجموعة أوبك والدول المشاركة.وتفاقم انهيار أسعار النفط بشكل أكبر، بسبب مخاوف من انخفاض كبير في الطلب على النفط في أعقاب الانخفاض العالمي في أنشطة النقل مع لجوء العديد من البلدان إلى عمليات إغلاق كاملة في محاولة لوقف انتشار الوباء.