دهاليز القصور
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
***• ألم يكن يؤثر عليك جمال تلك المرأة؟- كلا يا مولاتي، لأن جمالها أشبه ما يكون بنور شمعة باهت ولا يقاس بشمس جمالك المبهر.• أكانت تحبك؟- لولا ذلك لما تمكنت من إقناعها، بأن نكون معاً على المدمرة التي ستبحر بي وبها فقط وسط البحر.• كيف وقعت فريسة لخدعتك الساذجة وهي حادة الذكاء؟- لنقل يا مولاتي إنني أحسنت أداء دوري.• هل حصلت منها على الوثائق التي تزعم أنها تعطيها الحق في التاج؟ - نعم يا مولاتي... سرقتها منها دون أن تشعر، حيث كانت في نشوةٍ من الغرام.• كيف استدرجتها؟- حدَّثتني يوماً أنها تتمنى أن نكون معاً بمفردنا في البحر، فاقترحت عليها أن نبحر على المدمرة فلودومير الراسية بالقرب من القصر... وهكذا كانت النهاية.• أين هي الآن؟- محجوزة في غرفة صغيرة بمؤخرة السفينة.• إذاً اذهب إليها، واطلب منها التنازل، لعدم وجود ما يثبت أحقيتها في التاج.- مولاتي، ليتك تعفيني، فلا أجسر على مواجهتها بعد ما كان مني.• هل رق قلبك؟- كلا، لكنني أعتقد أنها تفضِّل الموت على أن تستجيب لهذا الطلب.***• وبينما كانت الأميرة تراكانوفا في الغرفة الصغيرة على المدمرة أدركت أن الماء يرتفع حتى بلغ عنقها فصرخت، حتى وصل إلى فمها، فأنفها... فشهقت شهقتها الأخيرة.***• أما الصراع على كرسي الحُكم في عالمنا العربي والإسلامي، فالحديث عنه بلا حرج... فقد تجاوز كل الأعراف الدينية والأخلاقية والإنسانية.