تاريخ... الأوبئة العالمية
«لم نستفد من دروس الماضي، بل تجاهلناها». (مؤرخ الطب بجامعة جون هوبكنز حول الأوبئة الماضية... جريدة الشرق الأوسط). مر عالمنا هذا بالعديد من الأزمات الصحية «المخيفة» التي حصدت من البشر الملايين. أبرزها ما يلي:• وباء جستنيان، الذي سمي باسم إمبراطور القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية خلال القرن الأول، وقد انتشر عبر البحر المتوسط، وانتقل عبر الحشرات والفئران، وانتشر في أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا حاصدا الملايين.• الطاعون، أو الموت الأسود، انتشر في أوروبا عام 1347، ذلك الوباء الذي هاجم البحارة بشراسة واستوطن مدينة لندن، وما إن غاب عنها حتى عاد مرة أخرى بعد ثمانمئة عام، هاجمها وفرض العزلة الإجبارية على الأفراد، ولم تكن أربعة عشر يوما كعزلتنا خلال أزمة كورونا بل أربعين يوما.
• الطاعون الأكبر الأخير، عام 1665 حصد 100 ألف من سكان لندن، خلال سبعة شهور، شهدت تلك الفترة القسوة في التعامل مع المريض والمصاب رغبة في منع انتشار الطاعون، ومن المرضى للأصحاء، وطاعون مرسيليا 1720 -1723، والذي حط رحاله على سواحل القارة الأوروبية. (المصدر لايف ساينس)• الجدري، وقد تفشى هذا الوباء وانتشر في القرن الخامس عشر، مجتاحا أوروبا، ثم انتقل إلى آسيا عبر طرق التجارة البحرية والرحالة المستكشفين.• وباء الكوليرا، الذي انتشر في القرن التاسع عشر حاصدا عشرات الآلاف من الأرواح. • الحمى الصفراء، 1793 في فيلادلفيا الولايات المتحدة، وصلت إلى شواطئ الولايات المتحدة عبر رحلات بحرية من إفريقيا، وانتقلت عبر الناموس.• الإنفلوانزا، 1889– 1890 وتفشت عبر الاتصال والتواصل والسفر. • وباء الشلل، في الولايات المتحدة 1916 بدأ في نيويورك بشراسة مصيبا 27 ألفاً، وحاصداً ستة آلاف من الأرواح، حتى ظهر اللقاح وتم تطبيقه في 1954.• الإنفلوانزا الإسبانية، ظهرت 1918 إلى 1920، وأصابت الملايين بتنقلها من البحار الجنوبية إلى القطب الشمالي، ويذهب الكثيرون إلى أن انتشار الفيروس بسبب تكدس الجنود نتيجة للحرب العالمية الأولى وإصابتهم ثم عودتهم لأسرهم.• الإنفلوانزا، أو الحمى الآسيوية 1954 -1958، أصولها من الصين، أصابت مليون شخص والفيروس من النوع الهوائي استوطن مدناً ساحلية عديدة.• الإيدز، وظهر عام 1981 وما زال حتى اليوم، أصاب 35 مليون شخص. • وباء إنفلوانزا الخنازير، ابتدأ 2009– 2010 من المكسيك ثم انتشر مصيبا 1.4 مليار حول العالم، واليوم هناك لقاح له ضمن لقاح الإنفلوانزا.• الإيبولا 2014– 2016، وبدأ من غينيا 2013 إلى ليبيريا وسيراليون، لا علاج للحالات، واحتمال أن يكون السبب الخفافيش، وفي عام 2015 انتشر فيروس زيكا مجتاحا أميركا الجنوبية والوسطى منتقلا أيضا عبر الناموس. • كورونا، 2019- 2020 ذلك الوباء الذي اجتاح العالم بشراسة من الصين إلى الولايات المتحدة إلى أوروبا، مستوطنا قلب روما ومتسللا إلى العالم العربي، ومقتربا بحذر من الخليج العربي، فكشف قدرات الكويت اللافتة للنظر في احتواء الأزمة، وفرض العزلة الإجبارية والاختيارية معا على الشعب، وكشف افتقار الجهاز التعليمي للبنى التحتية الإلكترونية والقوانين التي تجيز وتعترف بالتعليم الإلكتروني، وأماط اللثام عن الحاجة الاقتصادية لدور الدولة، وكشف الحاجة أيضا لتخصصات تم تهميشها بالماضي، ومنها علوم الفيروسات، ومن يدري لعلها أسابيع قليلة ويحتفل العالم باكتشاف عقاقير الشفاء ومصل الوقاية من كورونا.